004

22 6 0
                                    


"ألا يُمكِنـكْ الحصـول على الراحـة لليلـة واحِـدة؟"
أردَفَ قصيـر القامـة مُوجِّهـا حديثـهُ للغـارِقْ بين عـددْ لا يُحصـى مِـنْ الملفـات.

زفَـرَ المعنـى يُريـح ظهـرهُ المُتصلِّبْ إلى الخلـفْ ثُـمَّ مسـح بشـرة وجهـهُ الشاحِبـة بكفّيـه.

"لا تُهـدِرْ وقتـكْ دون دليـل تايهيونغ"
أضـافَ ذو الغمّـازات مُربِتـاً على كتفـهُ قبل مُغـادرة القِسـم مـع الآخـر.

تنهَّـدْ صاحِـبْ الشعـر الأسـوَدْ بعد رحيلهُـمْ وأكمـلَ مـا لَـمْ ينَـمْ يوميـن مُتتالييـن للبحـثْ عنهُ.

«إهـدار للوقـت دون دليـل»

هـذا مَـا أطلقـوه على عملـهُ، رُبمـا إن علِمـوا بوجـود سبـب لأفعالـهُ لوضعـوا لـه عُـذراً لبحثـهُ عَـنْ قضيـة قديمـة الأزَلْ كـتِلك.

ولكِـنْ كيف لـهُ البـوح بكونـهُ شهَـدَ واحِـدة مِنْ أبشَـع الجرائـم الجنائيـة، وأنـهُ الشاهِـدْ الوحيـد رُبمـا؟

نمَتْ إبتسامـة صغيـرة على ثغـرهُ حينمـا وقعَتْ بيـن يديـه ولَـمْ يُنكِـرْ مشاعِـرهُ بتِلك اللحظـة.

رُبمـا خائـفْ؟

صورتهـا كانَتْ أول مَـا ظهـرَ لـهُ عِند فتحـهُ ذاك الملَّـفْ المُهتـرئ، إمتعَـن النظـرْ بهـا وتذكَّـرْ كـم رآهـا جميلـة حينـذاك.

إبتسامتهـا التى تُظهِـرْ أسنانهـا البيضـاء جعلتـهُ يُفكِـرْ:
-كيـف لهـا أن تبتسِـمْ بعد قتـلْ والِدهـا؟-

وبـذات التاريـخ ووقتـاً مُشابِـه لقضيتـهُ الأخيـرة كانَتْ جريمتهـا.

|العاشِـر مِـنْ مايـو،
الساعـة الحاديـة عشـر مساءاً|

حينهـا تأكّـدَتْ ظنونـهُ بالتسعـة قضايـا التى إتطلّـعَ عليهـا قبـلاً والقضيـة الأخيـرة.

جميعُهـا مُتشابِهـة، الرِجـال كانـوا ضحاياهـا، وهـدَفْ إصابتهُـمْ كـان قلوبهُـمْ دون أىَّ دليـل يُشيـر إلى القاتِـلْ.

إنتشـلَ الملـف واقتحَـمَ مكتَـبْ العجـوز الـذى كـان على وشَـكْ المُغـادرة للتـو فتجهّمَتْ ملامِحـهُ.

-تِلك الفتـاة، مـاذا حـدثَ لهـا؟-
سـأل دون مُقدِّمـات بينمـا يعـرض عليـه الورقـة التى تحمِـلُ صورتهـا.

دقَـقَّ الآخـر نظـرهُ بهـا ثُمَّ سخـرَ:
"أتتوقَّـعْ ذاكِرتـى بتِلك الجـودة؟!"

-رجـاءاً حـاوِلْ التذكُّـرْ، هَـلْ سُجِنَتْ أمْ لَـمْ يتِّمْ الإشتبـاه بهـا بالأصـل؟-

قطَـبَ الأكبَـرْ حاجِبيهـا ينظُـر إلى صورتهـا مـرة أُخـرى فأنبـأ:

"تـمَّ إرسالهـا لمصحّـة عقليـة خاصـة بالأطفـال، ثُـمَّ سمِعت بإنتحارُهـا بعد فتـرة"

~~

°إبهرونـى بتحليلات الكلاونز بتاعتكوا🤡

Joy→Kthحيث تعيش القصص. اكتشف الآن