Tuesday 10/20 4:00 PM
كان ليفاي يمشي بخطوات سريعة في ممرات المستشفى و وراءه ميلينا المفزوعة حتى وصل لغرفة العمليات ، كانت بيترا بحاله يرثى لها .. يدها اليمنى مكسورة ورأسها الملفوف حوله قماش ابيض ببقع دم كبيرة جداً وملابسها المحترقة ..
اقترب ليفاي منها وقال بغضب : مالذي حدث ؟؟ تكلمي !
كان هدوء بيترا مخيف ، نظرت له نظرات حقد وقالت بحدة : كسر في الحوض و الساق رأسها سليم ، اصتدمت بنا حافلة من جهة آيلا اليمنى وانقلبت السيارة بنا ، لا تقلق سيخرج الطبيب بعد قليل وسنستطيع الدخو..
لم تكمل جملتها بسبب ليفاي الذي رفع بجسدها للهواء وهو يمسك بها من ياقة ملابسها المهترئة ،
صك ليفاي على اسنانه وقال بصوت منخفض : هل انتي حمقاء ؟؟ كيف .. لم تنتبهي للحافلة ايتها العمياء !، مهملة وستبقين مهملة حتى ابنتك لم تهتمي بها وتحميها !!
اقتربت ميلينا من ليفاي وامسكت يده : اسمع ليس هنا انزلها انها في صدمة إلا تراها ، راعي مشاعرها قليلاً يا رجل !!
انزلها ليفاي بهدوء وجلس على الكراسي المجاورة ، كانت اعصابه قد تلفت بالفعل يشعر بأن قلبه سيخرج من مكانه ، شعر انه و لأول مرة بحياته يكون خائف بهذا الشكل يحاول لن لا يظهر هذا الشيء مع انه يكاد يصرخ من شدة خوفه ،
اقتربت منه بيترا ونطقت بين دموعها : انت هكذا ! لا تتغير تفكر في نفسك لم تفكر يوماً في مشاعر الأخرين يالك من اناني ! اقسم اني نادمة على كل لحظة ضيعتها من عمري في بقائي معك وتحت اسمك ايها القذر !!
لم يكن ليفاي يسمعها حتى بل كان يراجع شريط حياته وكأنه هو الذي سيموت وليست ابنته ، فكر في كل شيء فعله لها ان كان جيد او سيء فكر في الأزمة النفسية التي سببها لأبنته بسبب جدالاته السخيفة مع بيترا ،
لم يستفد من علاقته هذه اي شيء بل هو الأن خاسر ... خسر حب هانجي ، خسر زوجته ، خسر صديقته ورفيقة عمره ، عشرين سنة من حياته ذهبت هباء منثورا ..
يشعر بالعجز تماماً لا يريد شيء الأن سوى ان تخرج ابنته من هذه الغرفة بخير وتعود لأحضانه ، يشعر ليفاي بالغرابة مع كل هذه المشاعر الفياضة التي تتغلغل داخله الأن
خرج الطبيب وقال ان آيلا ستبقى في المستشفى لمدة ثلاثة اسابيع من اجل جلسات العلاج الطبيعي ، اتصل ليفاي بوالدته واخبرها بكل شيء وطلب منها ان لا تحضر خوفاً على صحتها المتدهورة ..
دخل لغرفة آيلا ليجلس بجانبها ويمسك بيدها السليمة ، قبل كف يدها وبدأ يمسح عليه حتى شعر بأن حاله افضل مع ان منظرها المؤلم بالنسبة له كان اقوى من ان يتحمله ..
