هل تعرفين الله

17 4 0
                                    



" معاذا الله أن أكون فتنةً لِقلبك"قالتلي دي آخر رسالة بعتهاله، بعتها وأنا ببكي وقلبي مفطور..منتظرتش رده، عملت بلوك في كل مكان.. و قفلت الفيس، والواتس، وتويتر.. اختفيت تماماً حتي صحابي معرفتش حد فيهم اني هختفي.. مكنش عندي استعداد اني اكون سبب لفتنته! خفت عليه من نفسي جداً.. أنا لو كنت عوزه ربنا يجمعنا ف علشان توسمت فيه الصلاح.. ازاي اكون انا فتنه ليه؟! =وليه ما تقوليش ان هو اللي بيفتنك..؟ _كان ملتزم اكتر مني، وبحس انه بيرد عليا بالعافيه،، فقولت خلاص هبعد علشانه..وده كان هدفي في البداية، =بمعني؟ بقا في هدف تاني؟ _طبعاً.. "سكت واستنيتها تبطل عياط وتكمل كلامها فقالت :.. بصي، أنا الحمدلله كنت بصلي، وممكن ركعتين قيام - علشان ادعي يكون من نصيبي-...لما بعدت عنه قلبي كان واجعني طول الوقت.. حاسه بشعور ميتوصفش اصلا.. كان الشعور ده بيهدي وانا بصلي أو بقرأ قرءان... بطلت أدعيله، أو ادعي بيه.. بقيت ادعي ان ربنا ينقي قلبي بس! أنا عوزه قلبي يرتاح! زودت ورد القرءان بقيت بقرأ جزء بعد ما كان ربع في اليوم.. وبدأت أحفظ... عارفة، كان بيجي علي بالي أوقات كتير .. فحاول أشغل نفسي عن الاسترسال في التفكير ده بشتي الطرق.. أقعد مع والدتي، اقف في البلكونه، اعمل اي حاجه بس ماسيبش نفسي للشيطان.. و في يوم قرأت مقولة بتقول ان مساكين اهل الدنيا جائوها ولم يذوقو أطيب ما فيها قالوا وما أطيب ما فيها قال معرفة الله! وقتها قعدت مع نفسي.. وسألتها.. معرفة الله؟! انتِ تعرفي ايه عن ربنا؟! كذا اسم من اسماء الله الحسني وردت في بالي، مش كلهم حتي ... بدأت اقول طيب معانهم ايه؟ يعني ايه الودود؟ يعني ايه الرحيم؟ و الرحمن؟! الواسع؟ المتعال؟ المتكبر؟ الجبار؟! يعني ايه الأسماء دي؟! وقتها حسيت اني بردت أوي.. انا معرفش ربنا؟ طب هقابله ازاي يوم القيامه؟ لما يسألني ليه مشغلتيش نفسك بمعرفتي ومعرفة اسمائي وصفاتي؟! الشخص اللي بحكيلك عليه ده انا كنت اعرف كل حاجه عنه، بيحب ايه، بيكره ايه، بيحبني اعمل ايه ومعملش ايه، بينام امتي، بيصحي امتي، بياكل امتي كل حاجه في حياته كنت مهوسة بيها وعرفاها..كان السؤال المفزع لقلبي معقول بحبه أكتر من ربنا؟! *استهجنت السؤال أوي، وكنت هقولها أكيد لا بس قاطعتني وقالت: أيوة.. انا لقيت نفسي فارغه جدا من ناحية حب الله! =كشرت وقولتلها يعني ايه.؟! _قالتلي مش مشغولة بيه! معرفش حاجه عنه! مش مشتاقه للقائه بالعكس.. أنا خايفه من الموت اوي، وعارفه اني مش جاهزه ليه أبداً.. مش بحبه بجد يا سوسن.. عمري ما ذقت حلاوة حب الله! أو الانشغال بيه.. اكتشفت ان حياتي ولا تسوي! كنت بصلي وادعي ان ربنا يعرفني عليه، أن ربنا يملأ قلبي بحبه... اشتريت كتب كتير عن أسماء الله الحسني، سمعت سلاسل كتير.. كنت باخد كل يوم اسم.. اسمعه، وأقرأ عنه.. وأفضل اتأمل فيه وفي جمال معناه.. وبالليل بعد ما كان القيام ركعتين بقا 4 و6 وأحيانا 12و16..قلبي بقا خفيف اوي.. كنت في الوقت ده ورد القرءان بتاعي زاد.. بحبه!! بحب اقرأ القرءان اوي.. كان الورد بيوصل معايا ل15 جزء في اليوم.. طالما مفيش شغل في البيت مثلا.. ويادوب هعمل الغدا واقعد... بقيت طول الوقت بقرأ في المصحف، أو كتب..تانية.. علي ما خلصت سلسلة اسماء الله الحسني.. كان قلبي حاله بقا عجيب.. مقبل علي الله بشكل انا نفسي بتعجب ليه، وبحمد ربنا عليه ليل ونهار.. لساني بيذكر الله من غير قصد.. معاملتي لأمي ووالدي في البيت بقت حلوة جدا.. بقيت بخفض لهما جناحي طول الوقت، بلتمس اي حاجه ترضيه وتخليهم يدعولي..بقيت حابه الموت.. ومنتظراه.. ولساني وقلبي بيدعو ليل ونهار اسألگ الشوق الي لقائك ولذة النظر الي وجهك الكريم!! بسرح بالساعات اتخيل أول لقاء بيني وبين الله عز وجل! كيف سأصف له شوقي وحبي!! أحياناً كثيرة أبكي من شدة شوقي.. كلما قرأت قوله عز وجل "يا موسي اني انا الله " أبكي وكأني فقدت عزيزا.. وأتوق لذاك النداء.. يا فلانه.. اني انا الله... يارب.. اشتقت للقائك يارب..منذ ذلك الوقت.. والثلث الأخير من الليل.. لم يأتي علي يوم الا وانا مستيقظة فيه.. علي سجادة الصلاة أجلس اذكر الله.. اذا كنت علي طهارة أصلي وأختم صلاتي بالاستغفار.. وإن كان وقت حيضتي، أجلس اذكر الله.. حمداً وتسبيحاً واستغفاراً.. وأبكي خوفاً وخشية وطمعاً في رحمته! كيف كنت أنام وأنا أعلم أن الله يتنزل في السماء الدنيا.. يارب! يقشعر جسدي وينبض قلبي بعنف.. وأرتعش! وأظل هكذا حتي يرتفع أذان الفجر.. فأردد الله أكبر! وتتسلل الطمأنينه لقلبي حتي تتخلل خلايا جسدي بأكملها.. وأجلس أذكر الله وأقرأ في المصحف الذي صار نصفه في قلبي كاملا وأسعي الآن ليكون كاملاً.. حتي تطلع الشمس! أصلي الضحي.. وقد أنام قليلاً وأحياناً لا أنام..الغريب واللي بقيت مستغرباه في نفسي اوي اني كنت غيبوبه بكل ما تعنيه الكلمة من معني، انا كنت بنام اكتر من 15 ساعه في اليوم، دلوقتي بنام 5 ساعات وأيام كتير اقل، وبكون بكامل نشاطي الذهني والجسدي..عيني دائما علي السماء.. أبتسم وأنظر لها.. وكأن ابتسامتي هذه لله عز وجل!! لاحظت اني قلما دعوت بشيء من متاع الدنيا! لا أسأل لنفسي شيئاً الا لقائه علي خير.. والساعات الطوال التي أقضيها في الدعاء كلها ثناء علي حبيبي عز وجل! أظنني ذُقت أطيب ما في الدنيا! ((خلصت كلام وأنا كنت بعيط.. انا فين من كل ده! وكلنا فين من حب الله ومعرفته!.. طبعاً كلكم مستنين اني أقول ان بعد كل ده فلان راح اتقدملها واتجوزو وجابولنا جويرية وصهيب!لكن الحقيقة ان لو كان في بالك النهاية دي ومنتظرها.. يبقا انت مستوعبتش انا عوزه اقول ايه من القصة! القصة اللي 90٪ منها حقيقة وواقع.. انت محتاج تقف مع قلبك.. وترحمه شوية.. وتحاول تخليه يتذوق أطيب ما في الدنيا)) دمتن بخير يابنات.

قصص وعبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن