قصة

7 2 0
                                    

تقول كُنت مُختمرة وعندما ارتدتُ الجامعة تخليتُ عن الخِمار !ذهبتُ بكامل زينتي للجامعة في اليوم الأول ، كان حجابي طويل ساترًا بعض الشئ ولكنه لا يُشبه سِتر الخمار !تعرفتُ على صُحبةٍ تُشبهني ظاهريًا فقط ، ومع الوقت اخدتني التنازلات من التنورة الواسعة الى الضيقة بعض الشيء .. مرورًا بِـ رداء طويل الى الجاكت القصير فوق البنطال ..كُلما مررتُ بِـ جمع الشباب في الجامعة أرى نظرات الاعجاب من حولي فأجد نفسي جميلة ، بينما نظرات القليل منهم تتحاشاني وتتجنبني فَـ أشعر بِـ غصة داخل قلبي ثم أتناسى !وفي يومٍ ما أثناء المحاضرة ، شعرتُ بِـ انزلاق حجابي فاذا بِـ الفتاة التي تجلس بِـ جانبي تُناولني مُثبتًا معدنيا " دبوسًا " وتبتسم ، تطلعتُ على ردائها .. هذا الرداء أعرفه حق المعرفة الرداء الواسع الفضفاض ، والخمار الحريرىَّ المُنسدل الذي يُزيدها جمالًا فوق جمالها .. كأنني ألتقي بنفسي منذ أشهر من الماضي كأن الله يُريني كيف أصبحت !بادلتها الابتسام ، وخرجتُ من المحاضرة واذا بها تلحقني قائله : ستكونين جميلة في الخِمار :") !رباه ما هذة الغصة التي تعلتي قلبي كُلما تذكرتُ الخمار .. قولت : أشكرك .في اليوم التالي قابلتها على بوابة الجامعة قالت : صباح الخير ، الفضفاض سيليق بكِ أكثر :") !ابتسامتها تجعلني أُشفى دون ألم ، تترك رسالتها وتختفي من جديد .. كلما جلستُ بينَ رفيقاتي تذكرتها .. أشعر أنني في مكانٍ خاطئ بينهم فأصبحتُ أبحث عنها في كل مكان حتى وجدتها في استراحة الجامعة .. فأقبلتُ مسرعة نحوها أحتضنها بشدة قائلة : من أنتِ ؟! كيفَ بكِ أن تأسري قلبي هكذا ؟!قالت : ربما رسالة من الله ..- لم أفهمكِ ؟!لا عليكِ ارتديتِ فستانًا اليوم على غير عادتكِ :") !- أجل ، شعرتُ بأنكِ ستسعدين بهذا ..أجل سعدت كثيرًا .. رزقكِ الله حُب كمال السِتر ..- اخبركِ أمرًا ، كُنتُ مختمرة ولكني فُتنت .. أشعر أنني أغرق كل يوم يؤلمني قلبي بشدة ولا أقوى على العودة ، أشعر بالخجل من اللقاء !أيردكِ من يعلم حالك وضعف قلبكِ وأحن عليكِ من أمكِ التي لا يُحبك مثلها بشر يا جميلتي ؟! والله حاشاة ! عودي لعل الرسالة تلك لا تتوفر أمامك من جديد .. عودي ولن يردك !- هل لي بكل الحب الذي يحتل قلبي لأجلك أن تُعانقيني ولا تتركيني حتى أعود ؟!لا بأس أنا بجانبكِ .. وعدت وتُبت وأصبحتُ مختمرة ، وانتقلت لحفظ القرآن بجانب دراستي .. وأصبحت لا أرى غيرها رفيقة ، وبعد شهران استيقظت على خبر وفاتها ساجدة في جوف الليل .. كسرني فراقها ، وانحنى كاهلي حزنًا عليها .. ولكني أدركتُ أنها كانت رسالة الله لي حتى أعود .. وما ان عدتُ الي جامعتي بعد حدادها فاذا بي أقابل فتاة تُشبهني منذثلاثة أشهر مضت ترتدي البنطال والجاكت واذا بي أقول لها دون حسبان : ستكونين جميلة في الفضفاض !فأدركتُ انني أصبحتُ أشبهها بل أصبحت كلي هي :")لعلها لكي ..

قصص وعبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن