ثريد | "كاليغولا، امبراطور روما المجنون"

65 15 0
                                    


.

كاليغولا، امبراطور روما المجنون.

شاب غر حملته الأقدار ليتقلد ارفع منصب في واحدة من أعظم الإمبراطوريات التي عرفتها البشرية , استبشر الشعب خيرا بسنوات حكمه الأولى و هدرت الجماهير الفرحة تهتف بأسمه , لكن فجأة , سقط صريع الفراش , اصابه مرض غريب عجز الأطباء عن علاجه , و حين ظن الجميع بأنه ميت لا محالة , فاجئهم جميعا بأن استعاد عافيته و قوته , لكنه لم يعد كسابق عهده , و ستشهد روما أيام سوداء حالكة تحت رحمة كاليغولا الذي سيصبح واحدا من أكثر أباطرتها جنونا و سادية.

ولد في 31 اذار / اغسطس عام 12 للميلاد , اسمه الحقيقي هو جيوس و هو الثالث من بين ستة اطفال رزق بهما والده , الجنرال جيرمينكوس القائد العسكري المحنك و المحبوب في أرجاء الإمبراطورية , و زوجته النبيلة اكربينا , و اللذان يعودان بنسبهما معا الى امبراطور روما الاول اوكتافيوس أغسطس , و هذا النسب النبيل سيكون نعمة و نقمة على الصغير جيوس , فمن جهة اكسبه شعبية كبيرة و جعله محبوبا من قبل الناس و سيحمله مستقبلا الى سدة الحكم , و من جهة اخرى سيكون سببا في سجنه و فقده لعائلته.
عندما كان في الثالثة من عمره , رافق جيوس والده في احدى حروبه في المانيا و هناك اطلق عليه الجنود اسم كاليغولا و معناه باللاتينية (حذاء الجندي الصغير) و ذلك لأن والده البسه زيا عسكريا كاملا مع الدرع و الحذاء مما اثار سخرية الجنود.
في السابعة من عمره , توفي والده اثر عودته من إحدى الحملات العسكرية في سوريا , و يعتقد بعض المؤرخين ان الإمبراطور طبريوس , الذي كان سيد روما آنذاك , هو الذي قام بتسميمه بعد ان رأى فيه غريما و منافسا على عرش الإمبراطورية بسبب أصله النبيل و شعبيته الكبيرة , و اثر موت والده , انتقل كاليغولا للعيش مع والدته و اخوته , لكن ذلك لم يدم طويلا , اذ سرعان ما ساءت العلاقة بين والدته و بين الامبراطور لذلك تم اعدامها و نفي احد اخوته و سجن الأخر ثم تم تجويعه حتى الموت , و لم يكن هذا المصير البائس لعائلة كاليغولا أفضل من مصير عوائل المئات من النبلاء الرومان الذي أعدمهم الإمبراطور و صادر ثرواتهم بتهمة بالخيانة و التأمر على العرش.

و اثر اعدام عائلته , انتقل كاليغولا مع اخواته الثلاثة للعيش في جزيرة كابري التي اصبحت مقرا للامبراطور الذي انتقل الها عام 26 للميلاد بعيدا عن دسائس و مؤامرات روما , و مما يثير الدهشة ان الامبراطور ابقى على حياة كاليغولا , و يرجح المؤرخون بأن السبب في ذلك يعود الى براعة كاليغولا الكبيرة في التملق و التذلل , فرغم ان الامبراطور قتل والديه و اخوته , الا ان كاليغولا كان بارعا في اخفاء مشاعر الكره التي يكنها و التظاهر بأنه خادم مخلص و مطيع , حتى ان الامبراطور قال عنه : "ليس هناك خادم أفضل و لا سيد أسوء من كاليغولا".

و خلال سنين الحجز الاجباري هذه , اهتم كاليغولا كثيرا بتوطيد علاقته مع ماركو الذي كان يشغل منصب رئيس الحرس الامبراطوري , حتى اصبح سندا كبيرا له في طريق الوصول الى العرش , و كان دائما يمدح ولاء و إخلاص كاليغولا أمام الإمبراطور ليحميه من الاعدام , فقد كان الإمبراطور كثير الشك و يبطش بأي شخص يحس منه خطرا على عرشه , و في عام 35 للميلاد , تحقق لكاليغولا ما كان يصبو اليه , فلأن الابن الوحيد للأمبراطور كان قد مات (او قتل بالسم) و لم يكن له ذرية سوى ولد صغير يدعى جيمليوس , و كذلك لأن اغلب رجال السلالة الحاكمة اما ماتوا او قتلوا , لذلك تم وضع اسم كاليغولا كوريث للعرش بالأضافة الى حفيد الامبراطور و الذي كان في الثانية عشر من العمر آنذاك.

ثريد'ز || Threads ☆٣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن