❤الفصل الخامس عشر و الاخير❤

49 5 4
                                    

في صباح يوم جديد و مشرق دلفت أشعة الشمس غرفة قاسم، فتح قاسم عينه ثم اغلقها مرة أخري بانزعاج و أحس بشيء في يده وجده المصحف الذي كان يقرأ به وضع عليه قبله ثم نهض من الفراش و دلف الي المرحاض و أخذ حمام دافئ، ثم خرج و ارتدي ملابسة و هبط الي أسفل،  وجد يوسف يجلس و بجانبة أريج يتحدثون معا، اتجه ناحيتهم و قال
:-صباح الخير...
رد يوسف و أريج معا و قال يوسف
:- احنا هنسافر انهاردة خلاص...
اومأ قاسم له بأيجاب و قال
:- ايوة هنسافر انهاردة، هو فين عهد...
قالت أريج ببسمة جميلة
:- يتجهز و نازلة...
و ما أنهت أريج حديثها هبطت عهد بطالتها الخاطفة للانفاس  و بكبريائها، فكانت ترتدي حلي نسائية سوداء و تيشيرت   ابيض و حذاء ذو كعب باللون الاسود و رفعت شعرها زيل حصان ، اتجهت ناحيتهم و قالت
:-صباح الخير.
رد الجميع عليها قال قاسم
:- جهزتوا الشنط.
قالت عهد ببسمة هادئة
:- ايوة.
قال قاسم و هو يبادلها نفس البسمة
:- طيب يلا بينا الطيارة جاهزة...
و استعدوا جميعا للمغادرة و قبل خروجهم من باب القصر دلف شخص كانت صدمة كبيرة لهم و قال ببسمة صغيرة
:- عايزين تسافروا من غيري.
ابتلع قاسم ريقة بصعوبة و قال
:- ليث...
اقتربت أريج منه ببطيء و قال بصدمة و سعادة في أن واحد
:- انت عايش مش ميت.
ابتسم لها ليث و قال بحب
:- لا عايش، وحشتيني أوي يا أريج.
ابتسمت أريج بسعادة و عانقته بشدة و العبرات امتلئت علي صفحات وجهها و قالت باشتياق
:- و انت كمان وحشتني اوي يا ليث، انا كنت بموت في بعدك عني.
ضمها ليث الي احضانه بقوة يستمد منها الحنان و الحب و قال :- و انا كمان كنت هموت من بعدك عني كنت حاسس ان روحي مش موجودة في جسمي.
اقتربت عهد من ناحية قاسم و قالت بصدمة
:-انت كنت عارف انه عايش..
نظر له قاسم و قال بصدمة و البسمة تتسع في وجهه
:-لا و الله انا مصدوم زي زيك بالظبط...
اقترب يوسف من ليث بصدمة ثم قال بضيق
:- انت يا عم بعيدا عن الصدمة و انك عايش بس بردو ابعد عن اختي مش كده
ابتعد ليث عنها و قال بصرامة و ضيق
:- علفكرة انا مش طايقك و لا طايق اشوف وشك ابعد عني بقي.
ثم نظر الي قاسم و اقترب منه و ابتسم و قال بحب اخوي
:- انت بجد يا قاسم أطيب قلب في الدنيا ديه انا آسف علي أي حاجة عملتها معاك...
كان يستمع له قاسم و هو ينظر له بصدمة الجمت لسانه عن الحديث ، ابتسم ليث بمشاغبة قال
:- هو انا مش واحشك و لا ايه...
ابتسم له قاسم و قال و هو يجذبه الي احضانه بقوة
:- طبعا وحشني يا حيوان...
ضحك ليث بصوت خافت و قال
:- و انت واحشني اكتر يا قاسم...
ابتعد قاسم عنه و قال و البسمة مازالت علي وجهه
:- انت ازاي عايش ، و مين اللي انا دفنته ده...
قال ليث ببسمه هادئة
:- هقولك بس لما أعتذر لعهد علي اللي انا قولته...
اقترب من عهد و قال باسف
:-انا آسف يا عهد علي اللي انا قولته بس انا و الله كنت متعصب من الحيوان ده...
ثم شاور بيده باتجاه يوسف فنظر يوسف الي الأرض بإحراج و تابع حديثة
:- معلش اعذريني...
نظرت له عهد ببسمة جميلة
:-و لا يهمك بس متتكررش تاني...
ابتسم لها بسمة صغيرة ثم تحدث يوسف و قال باحراج شديد
:-انا آسف علي اللي اني السبب في بعدك عن أريج ، بس ده ميمنعش انك غلط لما ضربتني بالطريقة ديه...
نظر له ليث ثم قال
:- هسامحك بس بشرط انك توافق علي جوازي من أختك.
نظر يوسف له ثم نظر لاريج وجدها تشتعل من شدة الخجل فابتسم و قال
:- موافق بس تحكي لينا ازاي عايش...
ابتسم ليث بسعادة و جلس علي الأريكة بارتياح و قال
:- اقعدوا.
جلسوا جميعا و نظروا له باهتمام و شرع ليث يقص لهم ما حدث معه بعد خروجه من القصر
:- انا بعد ما خرجت من القصر كنت مدمر بمعني الكلمة كنت مصدوم فيكم اوي ، ركبت العربية و أول ما ركبتيها جالي مكالمة من جيمس بما أننا كنا متفقين معاه علي كل حاجة بيقول
Flash back...
كاد ليث ان يقود السيارة و العبرات علي صفحات وجهه، سمع صوت هاتفة و كان المتصل جيمس رد ليث و قال بصوت جاهد أن يكون طبيعي
:- أهلا جيمس هل يوجد شيء...
قال جيمس بجدية
:- ايدن قرر أن ينتقم من الكابوس...
قال ليث باهتمام
:- كيف...
أجابه جيمس
:- علمت منه أن سينتقم منه بك ، أمر رجاله بأن يتحركوا الآن  و يراقبوا خروجك من القصر و يسيروا خلفك ثم يقتلوك و هما الآن خلفك...
نظر ليث الي المرأة في السيارة و قال بامتتنان
:- نعم يوجد سيارتين خلفي، أشكرك جيمس...
قال جيمس بهدوء
:- هذا واجبي سيد ليث ، حافظ علي نفسك اراك قريبا...
Back...
عاد ليث من شروده و قال
:- و بعد ما قفلت معاه قعد حوالي نص ساعة بسوق العربية و هما ورايا و بعدين ظهرت فجأة عربية قدامي نزلت تحت علشان أحمي نفسي و بعدين خبطوا العربية جامد اغمي عليا وجه واحد فوقني و اخدني وداني المستشفي كان الجرح بتاعي بسيط حتي باين علي وشي ، الدكتور خيط الجرح و كل حاجة كانت تمام و بعدين بقي حبيت اني ألعب عليكم لعبه منها انتقم منكم و منها تنتقموا من ايدن في أسرع وقت...
قال قاسم بهدوء شديد عكس ما بداخله فكان يشتعل غيظا من ليث بسبب ما فعله به ، فكان قاسم شبه مغفل
:- و عملت ايه بقي يا حلو
قال ليث ببرود مصطنع
:- اتفقت مع اللي وداني المستشفي انه يرن عليك و يفهمك اني عملت حادثة شديدة و اني في المستشفي و اتفقت مع الدكتور انه يطلع من أوضة العمليات و حزن علي وشه و يقول ليكم اني مستحملتش و مت ، رغم أن اصلا مكنتش في أوضة العمليات كنت في الأوضة اللي قدامكم  كنت عايز أراقب ردة فعلكم ايه ، بس اتصدمت من اللي شوفته و لأول مرة اشوف قاسم بيعيط بالشكل ده، ده خلاني كنت عايز اطلع و اقوله اني عايش و كمان لما أريج اغمي عليها كنت حاسس اني بموت من جوايا بصراحة ندمت اني عملت كده بس يلا مش مهم، بعد كده خرجت قابلت جيمس و اتفقت معاه وعلي كل حاجة و انه يبلغ ايدن اني مت، بس و بعدين اتفقت معاه انه يبلغني لما انتوا تهجموا علي القصر لأني عرفت انك هتنتقم منه، روحت القصر امبارح و اتفرجت  عليكم من بعدين كنتوا خاربين الدنيا برافو عليكم بس ده كل اللي حصل...
نهض قاسم من المقعد ثم اقترب منه ووضع يده علي كتف ليث و قال بغيظ
:- يعني انت كنت شايف كل حاجة و كنت بتمثل علينا.
اومأ له ليث باستفزاز و تابع قاسم حديثة و قال
:- انا مش هضربك دلوقتي بعدين لما نروح القصر في مصر هعرفك مين هو قاسم السيوفي...
قال ليث ببرود
:- يلا بينا اتفضلوا...
و بالفعل اتجه الجميع الي الخارج في صمت و كانت اريج تتوعد له بشر، قبل خروج قاسم من القصر جذبت ليث من يده و قال بابتسامة هادئة
:- انا مستحيل اسيبك يا صاحبي و دايما هكون معاك و جنبك. نظر له قاسم بعدم فهم ثم تابع حديثة و قال
:- انا روحت مقابر و سمعت كل الكلام اللي كنت بتقوله ليا
مكنتش متخيل اني غالي اوي عندك كده يا قاسم لدرجة انك تقعد معايا أول ليلة في القبر...
قال قاسم و رسم بسمة صغيرة علي شفتيه
:- انا مليش غيرك انت يا ليث فهم يعني ايه الكلمة ديه انت كنت كل حاجة في حياتي فجأة انت تروح مني و اقعد انا لوحدي رغم أن احنا كنا دائما سند لبعض عمري ما عملت حساب لليوم ده ابدا و انت اكيد زي ، انت ابني و اخويا و أبويا و صاحبي كنت يتشارك معايا المر قبل الحلو، استحملت كتير مني...
ثم تابع حديثة بمرح
:- و بعدين منا كنت قاعد معاك و في الآخر قعد مع حد تاني غيرك...
ضحك ليث ثم قال
:- ربنا يخلينا لبعض...
ووضع يده علي كتف قاسم و خرجوا معا اتجهوا الي طريق العودة الي مصر....
*********
بعد مرور شهر
دلفت عهد القصر بكبرياء و غرور يليق بالامبراطورة و علي وجهها ابتسامة خبث، ظلت تنظر الي القصر في شموخ ثم تقدمت بضع خطوات ووقفت أمام هذا العاشق المجروح نظرت الي عينه وجدتها تسود بها القسوة و الألم و الاشتياق في آن واحد، ابتسمت له عشق ثم قالت بغرور
:- مساء الخير...
نظر لها و قال
:- ازيك يا جلالة الامبراطورة، ياتري ايه سبب الزيارة...
ابتسمت عهد و قالت
:-هو انا لازم يا ايهم علشان أجي بيت انكل انور يكون فيه سبب... 
تحدث انور اخيرا و قال بهدوء
:- جايه ليه يا عهد...
قالت عهد باستفزاز
:- في حد يقول كده لشركته في الشركات مش تبقي قلة زوق و احترام...
نظر لها ايهم بصدمة و قال
:- انتي اللي اشتريتي نص اسهم الشركة...
نظرت له عهد و قالت ببرود 
:-ايوة انا انا كنت بصراحة كده جاية اقول لأنور بيه حاجة ان بابا كان عنده حق لما قال عليك فاشل...
غضب ايهم بشدة و قال
:-احترامي نفسك يا عهد انتي في بيتي المفروض تعملي حساب لكده...
تجاهلت عهد حديثة و قالت عهد بهدوء عكس البركان الذي يشتعل بداخلها
:-مقدرش انكر ذكائك و انك قدرت ترجع الشركة زي ما كانت، بس انا عملت كده علشان أثبت لأنور بيه ان مراد المحمدي مش فاشل و عمره مكان فاشل ولا بنته كانت فاشلة و غيرت توقعكم...
قال أنور بملامح يكسوها الانكسار
:-اثبتيلي برافو يا عهد...
ابتسمت عهد بسخرية و قالت
:- عن اذنكم ، اه مبروك يا ايهم علي جوازك من الملكة ، ياريت بقي منتاخرش بكرا علشان فيه اجتماع مهم هعمله في الشركة...
ثم غادرت الامبراطورة القصر، نظر ايهم الي جوليا وجدها تنظر له نظرة خالية من الحياة و كاد ان يتحدث و لكن وجد أبيه يسقط مغشي.
(ايهم و جوليا ابطال رواية عذاب الايهم قيد الكتابة )
*************
في صباح يوم جديد
دلفت عهد الشركة في غرور و كبرياء ثم دلفت الي صالة الاجتماعات و قالت
:- صباح الخير...
نظر لها ايهم بضيق و قال
:- صباح النور...
جلست عهد أمامه و قالت
:- الاجتماع ده اتعمل علشان أوضح كام حاجة كده، و اكيد مستغرب ليه الاجتماع ده مفهوش حد غيري انا و انت...
نظر لها ايهم بسخرية و قال
:- ياريت و نبي تقولي.
تجاهلت عهد نبرة السخرية منه و قالت
:- بص يا ايهم انا و انت كان لازم نتكلم مع بعض علي انفراد مفيش حد يكون معانا علشان في حاجات كتير اوي عايزة اقولها...
قال ايهم باهتمام
:- و ايه هيا الحاجات ديه...
تنهدت عهد و قالت
:- انا عارفة أنك كنت بتحبيني يمكن مازلت بص كنت عاملة نفسي مش واخدة بالي، أصل معلش يعني ازاي عايزني أحبك بعد اللي عمله انور بيه فيا انا و بابا، يمكن كان ممكن انسي العداوة و اتحكم في الموضوع ده لكن قلبي بصراحة مقدرتش، ايهم انت شاب ناجح و محترم و خلوق غير كل رجال الأعمال باقيين و انا بحترمك جدا و شيفاك اخ فقط لا غير...
تنهد ايهم بألم و قال
:- الحب عمره مكان بالعافية يا عهد و انا خلاص هكمل حياتي مع جوليا و هفتح قلبي ليها و هحاول انساكي و انتي دلوقتي هتبدئي حياه جديدة مفيش داعي نتكلم في الموضوع ده...
اومأت له عهد و قال بجدية
:- السبب ورا اني اشتري أسهم الشركة هو اني عايزة أبين لانور بيه ان مراد المحمدي قبل ما يموت ساب واحدة بميت راجل،و المعلومة وصلت ليه مفيش داعي بقي أني اكمل في الشركة ديه...
أعتدل ايهم من جلسته و قال
:- قصدك ايه...
تنهد عهد ثم اخرجت اوراق ووضتعها امامه و قالت
:- انا هبيع أسهم الشركة ليكم مش عايزها و لا محتاجها...
نظر لها ايهم و قال
:- بدون مقابل...
قالت عهد
:- ايوة...
تعجب ايهم و قال
:- تمام موافق...
و مضت عهد عقد بيع اسهم الشركة و نهضت من المقعد و أخرجت دعوة زفاف من حقيبتها و مدت بها له و قالت بابتسامة جميلة
:- قولت لازم اعطيهالك بنفسي، اتفضل...
اخذها ايهم و علي وجه ابتسامة جميلة و قال
:- الف مبروك ليكم كلكم و ربنا يسعدك و يوفقك في حياتك...
رسمت عهد بسمة مجاملة و قالت
:- شكرا هنتظركم...
اومأ لها ثم أخذت عهد حقيبتها و خرجت من الغرفة بل من الشركة بأكملها ثم اتجهت الي قصرها
************
بعد مرور عدة ايام
بقصر الكابوس بمصر كان الجميع يعمل بجدية و انتظام فاليوم حفل زفاف من اكبر رجال الأعمال في العالم، كانت حديقة القصر تتزين بالورود البيضاء و المقاعد الذهبية و طرابيزات الذهبية المزينة بالورود البيضاء و الأماكن المخصصة للعروس المزينة بطريقة هادئة و بسيطة و صوت الموسيقي الهادئ يطرب الأذن، كان يستمع الي الموسيقي الهادئة الرومانسية و صورتها لا تفارق عقله يتخيلها بفستان العرس الذي حرص أن يأتي به من فرنسا و يصنع لها خصيصا، قطع حبل أفكاره صوت هذا المزعج الذي عاد للحياة مرة آخر لكي يزعجة، أغلق قاسم عينه بقوة و قال بنفاذ صبر :- عايز ايه يا ليث...
نظر له ليث و الغضب يتملكه و يجعله أشبه الاسود و قال بعصبية
:- انا عايزة اعرف المفروض أنهم ينزلوا من ساعتين في ايه بقي ليه كل ده و بعدين ليه قافلين الباب مش مخلين حد يدخل... 
تنهد قاسم بضيق و قال
:- هو انت ليه محسسني اني انا قاعد معاهم في الأوضة و بهزر و أضحك عادي منا زي زيك و قاعد جنبك أهو...
أتاهم صوت يوسف و هو يقول بضيق
:- ممكن يكونوا هربوا...
نظر له قاسم و قال بسخرية
:- هربوا، انهاردة فكروا أن هما يهربوا...
نظر له يوسف و قال بلا مبالاه
:- معرفش بقي ده اللي جه في بالي...
قال ليث بضيق
:- طيب ياريت بقي متفكرش تاني...
نظر لهم يوسف بضيق ثم نظر أمامه، أتت خادمة القصر و هيا تقول
:-  العرايس بيقولوا ليكم أنهم خلصوا...
و ما أنهت الجملة حتي صعد ليث و يوسف بسرعة البرق و بطريقة مضحكة، نظر لهم قاسم و قال للخادمة
:- طيب روحي انتي يا رحمة و تابعي اللي بيحصل برا...
اشارت له برأسها ثم غادرت علي عجله تنفذ أوامر، تنهد قاسم ثم صعد السلالم في هدوء و شموخ عكس ما بداخله فهو يتأكل يريد ان يراها، يريد أن يري  من سلبت قلبه و إحتلته بدون استئذان، يريد أن يري عهده التي غيرته من شخص سئ الي شخص افضل علي الاطلاق فجعلته يقترب منه ربه و لا يترك فرض عليه و يقرأ قرآن ابتعد عن عمله الملوث و بدأ يعمل في مجاله بجانب شركات أبيه أيضا..
بالغرفة كانت تقف عهد أمام السراحة بسعادة بالغة لم تشعر بها منذ وفاة والدها كانت تتمني وجود والديها معا و لكن حمد ربها و دعت لهم و جلست تنتظر معشوقها سارق قلبها و قطع شرودها دلوف يوسف و ليث الي الغرفة و الابتسامة علي وجههم و اتجه كل منهم ناحية معشوقته ابتسمت بفرح لهم و دعت لهم بسعادة، وقف ليث إمام أريج و ظل يتأمل وجهها البرئ الذي به بعض مساحيق التجميل الهادئة و فستانها الأبيض الذي يرسم علي جسدها باحترافيه فكانت تشبه القمر المتوهج من شده بريقها و جمالها ، قال و هو مازال ساحرا في جمالها
:- مبروك يا أغلي و أجمل حاجة قي حياتي مش مصدق اني خلاص كل يوم هصحي الاقكي وشك البرئ ده في وشي...
خجلت أريج بشدة و نظر للاسفل و قالت بصوت هامس
:- الله يبارك فيك و انا كمان مش مصدقة ان انت هتكون معايا.
ابتسم ليث بحب ووضع قبله صغيرة علي و جينتها، اما يوسف فكان يترافص فرحا بداخلة فاخيرا محبوبته ستكون باحضانة، نظر لها وجدها رائعة كانت ترتدي فستان بحملات عريضة و ضيق من الصدر و يهبط باتساع خفيف فكانت جميلة بشدة اقترب يوسف منها و قبل يدها و قال
:- مبروك يا قلبي و عقلي و روحي...
ابتسمت له كارمن بخجل و قالت
:- الله يا يبارك...
قال يوسف بحب
:- يخراشي علي الرقة.
نظرت كارمن أسفل باستيحاء، دلف قاسم و علي وجهه بسمة صغيرة و اتسعت عندما رأي امبراطورته تقف و تنتظره و علي وجهها ابتسامة رقيقة تزين وجهها،فكانت لوحة فنية بهيئة ملكية فكان فستانها ضيق من الصدر و يهبط باتساع شديد و الطرحة البيضاء الطويلة و كانت تضع تاج فضي به فصوص الماس شدبيدة اللمعان، اقترب منها قاسم و ظل ينظر الي عينها البني الساحرة بحب و قال
:- حاسس اني بحلم بجد انتي هتكوني في حضني خلاص...
اومات له عهد و البسمة لا تفارق وجهها و تقول
:- مبروك عليك انا يا قاسم...
ابتسم قاسم و قال
:- الله يبارك فيكي يا عهدي...
و استند رأسه علي رأسها و داعب أنفها و همس بحب
:- بحبك.
نظرت عهد أسفل و قالت بخجل
:- و انا كمان بحبك
ثم هبطوا جميعا الي اسفل بدأ الاحتفال و العرس التي اتي له اكبر رجال الاعمال داخل و خارج البلاد و كانوا في حالة من السعادة..
*************
في مطعم فاخر في فرنسا
كان يجلس ليث و أمامه أريج و بجانبة قاسم و أمامه عهد و بجانبة يوسف و أمامه كارمن، يتحدثون و يضحكون معا في جو عائلي جميل قد حرم منه الجميع، يقول يوسف بمرح
:- بس بجد يعني انا قولت اني ممكن احب ليث شوية بعد ما يتجوز اختي بس للاسف كرهته اكتر...
ضحك ليث و قال
:- انا لما أخلف هخلي عيالي يكرهوك علشان مينفعش يحبوا خالهم و هو بيكره أبوهم...
ضحك قاسم بقلة حيلة و قال
:-هو انتوا مش هتعقلوا ابدا تفضلوا كده دايما...
تحدثت عهد بابتسامة هادئة
:- عمرهم ما هيبطلوا هما خلاص بقوا لازقين لبعض...
قال يوسف بضيق مصطنع
:- لا هو يطلق اختي و كل واحد يروح لحاله و لا نعقل و لا  نكبر...
ضحكت اريح و قالت
:- ده انتوا مصيبة انا لما أخلف هبعد عيالي عنكم مفيش عقل خالص، الوحيد اللي هيربي عيالي قاسم...
قال ليث بمرح
:- مش بطال أهو يربي عيال أخوه...
قالت كارمن و هيا تتضحك
:- كفاية بقي اتهدوا...
نظرت لها عهد و قالت
:- انتي بتقولي الكلام ده لمين ليهم لا انسي احنا حتي الموت علي كده، هنفضل عايشين علي خناق ليث و يوسف...
قال يوسف بضيق
:- مهو هو اللي عيل بارد.
كاد ليث ان يتشاجر معه مرة أخري و لكن نهض قاسم من مقعده قال ببرود
:- طيب استأذن انا بقي لأن عايز اقعد مع مراتي بدون خناق...
و قبض علي معصم يدها و غادروا المطعم تحت أنظار الجميع فقالت عهد بتعجب
:- احنا رايحين فين يا قاسم...
نظر لها قاسم و قال بحب
:- هخطفك...
اقتربت منه عهد بدلال و قالت
:- لو انت معايا فأنا معنديش مانع...
شرد قاسم في جمالها و في سحر عينيها و اقترب منها لمس شفتاه شفتيها بقبلة مليئة بشغف و حب و عشق، قبلة تعبر عن مدي حبه لها، بادلته عهد ووضعت يدها حول عنقه و أغلقت عينها و تاهت معه في عالمه الذي صنعه لها خصيصا، بعض دقائق ابتعد عنها قاسم بعد ما شعر بحاجتها للهواء و نظر لها ثم استمع الي تصفيق حار فنظر حوله وجد العديد من الأشخاص حوله بينظرون لهم و البسمة علي وجههم، نظرت عهد حولها وجدت الجميع ينظر لها فخجلت بشدة و دفنت وجهها في صدر قاسم فابتسم قاسم علي خجلها ثم حملها و اتجه الي مكان ما ليعبر عن مدي حبه لها.
**********
في المطعم
نهض ليث و قال
:- أريج تعالي نتمشي شوية...
نهضت اريج و قالت
:- تمام يلا بينا...
و خرجوا معا، تنهد يوسف بارتياح و قال
:-احسن أنهم مشيوا مش عارف ياخد راحتي...
ضحكت كارمن و قالت بحب
:- جو انا بحبك اوي...
ابتسم لها يوسف و قال
:- و انا بعشقك يا قلب جو...
قالت كارمن ببسمة رقيقة
:- طيب اطلب اكل علشان جعانة...
قال يوسف بحب
:- حاضر يا كارمتي...
و طلبوا الطعام و جلسوا يتحدثون معا و يصفون عشق كل منهم للآخر
********
في أحد شوارع فرنسا
كان ليث يمسك يد أريج و يقول 
:- أريج هو انتي باباكي و مامتك ماتوا ازاي...
نظرت له أريج و قالت قال
:- حادثة كانوا مسافرين مع بعض و عملوا حادثة كنت ساعتها عندي 22 سنة...
أشار برأسه لها و ثم تابعت أريج حديثها و قال و لمعت عينها بالدموع
:- تعرف يا ليث لما مثلت انك ميت حسيت ان روحي راحت معاك كنت حاسه اني خلاص انتهيت مكنتش متخيلة اني ممكن اتعلق بيك اوي كده...
ابتسم لها ليث و قال
:- رغم انك جرحتيني يا أريج بس لما شوفتك و انتي في الحالة ديه حسيت بجد أن كل الكلام اللي طلع منك ده كان من ورا قلبك، أنا بحبك اوي يا أريج...
نظرت له أريج بحب ثم وضعت رأسها فوق كتفة و قالت
:- و انا بعشقك يا ليث...
قبل رأسها و ظلوا يتحدثون معا.
********
وقفت سيارة قاسم أمام ميناء و به يخت جميل مزين بالورود السوداء الرقيقة، حملها قاسم و دلف اليخت و قال بحب
:- ايه رأيك في المكان ده...
نظرت عهد الي اليخت و قالت بسعادة طفوليه
:- المكان حلو أوي.
انزلها قاسم و قال
:- طيب استني دقيقة و راجعلك...
تركها و بعد دقائق شعرت عهد بأن اليخت يتحرك مبتعدا عن الشاطئ فقالت بصوت مرتفع
:- قاسم هو احنا رايحين فين...
قال قاسم
:- هنروح لعالم جديد...
قالت عهد بمرح
:- ايه هنروح عند جاك سبارو (بطل الفيلم الاسباني القراصنة  الكاريبي Practice of the Caribbean)   ...
ضحك قاسم و قال
:- لا احنا ايه اللي يدخلنا عالم القراصنة بس احنا رايحين للعالم بتاعنا عالم انا و انتي بس اللي هندخلة و مفيش حد تاني يقدر يدخله ...
اقتربت منه عهد و قالت
:- قاسم هو ليه ايدن قتل بباك.
قال قاسم بضيق
:- علشان اللي اسمها أمي لما خانت بابا خانته مع اخو ايدن فبابا قتل أخوه علشان كده ايدن قتل بابا...
قالت عهد باسف
:- معلش انا اسفة اني فكرتك...
رسمت قاسم بسمة صغيرة و قال
:- لا و لا يهمك و بعدين ايدن عمل لينا حاجة حلوة قبل ما يموت...
قالت عهد بتعجب
:- ايه هيا...
اجابها قاسم
:- انه عرفنا علي بعض يا عهدي حبنا اتبني علي انتقامه وقفنا جنب بعض علشان ننتقم منه و ظهر حبنا لبعض...
اقتربت عهد أكثر و قالت
:- فعلا ده اسمه حب الانتقام...
قال قاسم مصححا لها و هو يقترب من شفتيها
:- لا ده اسمة عشق الانتقام...
ثم التهم شفتيها في قبلة طويلة و ذهبوا الي عالمهم المليء بالورود و الغرام،  فكان كل منهم لا يفكر في الحب و الغرام و ها هو القدر يجمعهم مرة أخري ليفتح قلوبهم و يزيل الجروح و السواد بداخلهم و ينتشر الحب و العشق مكانهم  فالقدر جمعهم للانتقام و تحول القلب من قلب يمتلئ بالظلام  الي قلب مضي يتمسك بالحياة و بمعشوق روحه....

#حب الانتقام

تمت بحمد لله...

انتظروني في روايات أخري...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 05, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حب الانتقام "مكتملة" (سلسلة روايات دماء العشق ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن