Chapter 5

637 38 12
                                    

فتح الباب ليجد ان المنزل فارغ... اي ان لا اثاث به.. عقد حاجبيه باستغراب، ليهم نحو الداخل بحثا عن تلك الـ زوي...

صعد لغرفتها بالأعلى.. دق بالباب.. لكن دون جواب.... لحظات، ليقرر الدخول..

" زوي ؟! هل انتي هنا؟! "

دارت اعينه حول الغرفة ليلمحها متموضعة في ركن الغرفة الفارغة... جالسة تضم ركبيتها لصدرها و صوت شهقاتها يعم الغرفة...

" زوي ؟!!"

رفعت مقلتيها نحوه، و علامات البكاء ظاهرة عليها، رمشت ببطئ، كاسرة الاتصال البصري الذي كان بينهما..

" ما الذي تريده مني... لما اتيت؟! "

" كيف ماذا تريد مني؟! لقد بحثت عنكي طوال اليوم!! "

" ابتعد عني و ارحل لا اريد رؤية وجهك!! "

" لن ارحل قبل ان تخبريني ما الذي جعلك تخرجين من المنزل باكية؟! "

" ليس من شأنك.... لما تسأل؟! من انت بالنسبة لي لتسأل؟! "

انزل بومقيو عينيه للاسفل بحيرة، يسأل نفسه..

" من انا بالنسبة لها؟!! لا دخل لي في شؤونها! و اللعنة لما اهتم لها؟! "

عاد بومقيو للعالم الواقع مع زوي، بعد لحظات من سفره نحو بحر افكاره الذي لا طالما اخذه لمنحى بعيد.. رفع عينيه قبالتها ليردف ببرود 

" حسنا كما تريدين.. انا لا شيء بالنسبة لكي....! لذلك لا يحق لي التدخل فيكي!! فقط لا تنسي ان ترجعي مبكرا للمنزل فأمي يكاد قلبها يخرج من شدة قلقها عليكي.."

حدقت به زوي للحظات لتسوعب ما قاله للان... فكلماته هذه قد زادت من غصتها و احتراق قلبها.... لم تقوى على حبس دموعها، لتنهمر باكية مجددا ، لكن هذه المرة تحت انظار بومقيو.... فهذه اول مرة لها تبكي امام شخص ما، حتى امها لم تبكي امامها.. فهي منذ رحيل ابيها عنها، عهدت نفسها انها لن تبكي امام شخص مهما يكن و لو كان امها!..
و ها هي الان تنهمر باكية، صوت شهقاتها يدل على كمية الحزن و التحسر بقلبها....

مسحت دموعها بيديها، لتنظر نحو ذلك الـ بومقيو الواقف امامها،. و لتستهل الحديث

" الا تفهم!!! هل انت اعمى لهذه الدرجة!! لا ترى شيئا!! الا تحس بشيئ!؟!! الم تسأل نفسك يوما.. هل هذه الفتاك التي اعرفها منذ نعومة اظافري تشعر نحوي بشيئ ما!!؟؟ هاا؟! "

انهت كلامها و صوت بكائها و شهقاتها يتعالى شيئا فشيئا...

احس بومقيو بشيئ من الندم، او بالاحرى الندم بحد ذاته، و بآقصى حالاته... نظر مطولا في لؤلؤتيها ليحاول تهدئتها بتربيته على ظهرها، بعد اقترابه منها...

ما ان زوي احست بلمسات انامله على جسمها، حتى انفرت منه مبتعدة...

" ابتعد عني!! انا لا احتاج شفقتك هاذه! فانتم لا تحسون بي ابدا، فقط تحسون بالشفقة علي!! لا احد منكم حاول ان يحس بما اشعر!!! خسرت العديد من الأشياء و الناس التي كانت لها مكانة خاصة و مميزة عندي بقلبي!! اولا ابي! الذي رحل و تركني وحيدة مع امي لم يفكر قط بابنته! كأني كنت فقط كتلك المزهرية!! و أمي!! التي رحلت و تركتني وحدي اعيش قساوة هذا العالم الملعون!! رحلت و لن تعود مجددا.... و انت!! اجل انت!! الذي كنت حبي الأول و الاخير!! احببتك من اعماق قلبي! لكنك لم تعر هذا الحب الملعون اي اهتمام.... "

انصدم الاخر من كلام زوي... لم يقدر على الكلام فهو لا زال تحت الصدمة مما سمعه... و خصوصا ما سمعه بشأن رحيل امها، و اعترافها المتميز عن غيره له...

" ماذا ؟!! ؟!؟؟؟؟؟ كيف هذاا؟! ل.. ا لا استطيع استيعاب ما سمعت لحد الان!! هل حقا امها قد رحلت!! هل توفيت ام هجرتها كما فعل والدها؟! و حبها لي؟! هل كانت تحبني كل هذه المدة و انا لم ادري؟!!؟ "

بينما شهقات زوي تتعالى، احست ببعض من الدوار و الدوخة يتملكان جسدها النحيف...
ارادت ان تستقيم من مكانها،. لكنها لم تشعر بنفسها الا و هي واقعة بالارض لفقدانها لوعيها....

شهق بومقيو بصدمة ، لرؤيتها ممددة امامه.. هرع ناحيتها ليحملها و بنفس الوقت محاولا ايقاظها لكن دون نفع....

خرج من النزل مسرعا يحملها بين يديه متجها نحو المستشفى...

- في المستشفى -

ك

انت زوي مستلقية بالسرير و اجهزة التنفس الصناعي محاطة بها و كذا بعض الأدوات الطبية... و بجانبها بومقيو ينتظر منها ان تستيقظ، متأملا اياها بكل جوارحه..

ليقاطعه شروده بها، دخول الطبيب للغرفة...

" مرحبا! انت مع المريضة يانغ زوي؟! صحيح" اردف الطبيب و هو يتحقق من اوراقه التي كانت بيديه

" نعم انا كذلك، اسمي تشوي بومقيو"

" امم، متشرف بمعرفتك سيد تشوي، معك الطبيب بارك تشانيول"

" الشرف لي.. اذا كيف حالها!؟" اردف بومقيو بتوتر و خوف يتملكانه

لاحظ الطبيب خوفه المفرط ليتكلم

" ارى انك قلق على حبيبتك؟ لا داعي للقلق انها بخير لحد الان"

قهقه بومقيو على كلمات الطبيب في نفسه، فهو ظن ان زوي حبيبته... ليجاريه في الأمر متفاديا التفكير المعمق..

" هه ، نعم انا كذلك!"

" سيد تشوي، ارى ان حالة الانسة يانغ سيئة قليلة.. فعلى حسب حالتها الان، انها قد تعرضت لعدد من الصدمات و الضغوطات النفسية التي قد تأدي بحياتها للخطر!"

قاطعه بومقيو بخوف، ليتكلم

" اذا ؟! ما العمل؟! هل ستصبح بخير؟! هل سيحصل معها شيء؟!

انزل الطبيب بارك نظارته، و تنهد تنهيدة طويلة، ليشير له باللحاق به نحو مكتبه....


انتهى🌟

رايكم؟؟!

نجمة بلييز 🥺🙏💖🤝





المــزعجــة ༄|| حيث تعيش القصص. اكتشف الآن