5

250 39 25
                                    

كان علي شَفا حُفرةِ الجنون..
لم يستطع التحمل، استنفذ شحنُ بطاريةِ هاتفه و اتصل بكين.

"الآن لدينا احتمالين؛ الأول انهم جميعاً ماتوا بذلك الحريق و انا اعيش مع مجموعةٍ من الأرواح"

_"علي مَهلِك علي مَهلِك! انت حقاً لم تنم منذ مُدةٍ طويلةٍ أليس كذلك؟ "

شد بشعرهِ و عبستْ طلائعهُ كما لو كان علي وشكِ البُكاء "لم اذُق طعم النوم من ثلاثةْ أيامٍ، كين!"

_"اذاً انت تعلم جيداً ان ما تتفوهُ بهِ هراءٌ اليس كذلك؟ تمالك اعصابكْ جونغكوك، انت رجلٌ بالغ! "

جلس الآخر علي السرير و كان يعاني ليبني الكلماتْ أثر صعوبةِ التنفس التي يُعانيها "اذن لدينا الخيارُ الثاني؛ هؤلاء الأشخاص مُختلين بشكلٍ او بآخر، و اعتقدُ أيضاً ان الأطفال يتعرضون للتعنيف، لقد شككتُ بالأمر منذ البداية و اليوم قد منعوني من فحصِهم، ارادوا ان يُخفوا شيئاً ما، و لربما هم أيضاً من اتلفوا مُعداتي الطبية حتي لا أفحص ال.."

قاطعه "جونغكوك! علي رِسلك! انت تُعطي للأمور أكبر من حجمِها الطبيعي، لما يكونون مُجرد أُناسٍ عاديين؟ لربما هم أشخاصٍ ريفيونْ فيبدون لك غريبي أطوار، لقد قُولت انهم لا يمتلكون كهرباء او هواتف، بالطبع سيكون هذا النوعُ من الأشخاص غريباً بالنسبةِ لك؛ بيئتُهم مُختلفةٌ عنا، مُعتقداتُهم و طريقةُ حياتِهم مُختلفة ، و لا يجب ان يكون هذا شيئاً سيئاً!"

اجاب جونغكوك بسرعة كما لو كانت الكلماتُ تهربُ منه "و لما يصرخ الأطفال ليلاً و تلك الأصواتِ و..."

_"ربما يقولون الحقيقةَ جونغكوك، فكر بالأمر.. يمكن ان يكون حادثُ الحريقِ قد تسبب للصغارِ بنوعٍ من الصدماتْ الذي يُجبرهُم علي التصرف بهذه الطريقه "

عاد صوتُ جونغكوك بما يُشبه الهمس تلك المرة "ماذا افعل، كين؟"

_"اهدأ صغيري لا تبكي"
تعالتْ قهقاتُه عبر الهاتف فتضخم صوتُ جونغكوك "هذا ليس وقتاً مناسباً للمُزاح!"

التفت حوله بعينان مفتوحتان كالبُوم عندما استوعب ان صوتهُ كان اعلي من الازم
_"مهلاً، اعتذر.. لم يحدث هذا معك فقط جونغكوك، العديد من الأطباء الذين كان تنسيق موقعِهم بمكانٍ بعيد اخبروني بقصصٍ عن غريبي الأطوار الذين تعاملوا معهم، و صدقني بعضُها كانت قصصٌ مرعبة، ما اريد ان اقوله ان البشر ليسوا سواءً، لا تشعر بالهلع من كون هؤلاء الأشخاص غريبين بعض الشئ.. ستُغادرُهم قريباً علي اي حال"

لم يتلقي رداً فاتبع "اتعلم.. عندما تخرجتُ اطُلقت حملةٌ مشابهة لكنها كانت لرعايةِ كبار السن، كانت امرأةٌ مُصابةٌ بالخَرف، كانت تقوم بضربي عندما استقيظ كل يومٍ ظناً انني سارق، حتي انها ذات مرةً خرجت الي الشُرفةِ و صرخت فاجتمعَ الجيرانُ و قاموا بضربي"

Sleepless ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن