الفصل الثالث

66 5 6
                                    

• • 3 • •

أسرع به لأقرب مستشفى بسيارته، مضت نصف ساعة ولم يصل لأن المستشفى بعيدة، وقف بسيارته أمام المستشفى وحمله على كتفه والأخر ينتفض كأن عقربٍ لدغه، نقله الأطباء على النقالة محمولٍ إلى غرفة الكشف الطبي، بعد عشر دقائق خرج الطبيب من غرفة الكشف، ذهب "معاذ" باتجاهه مسرعاً وهو يقول بتسأل:

- ماذا به يا د. "جمال" وماذا حل به ولماذا لم يكن يتنفس

بصوتٍ هادئ قال د. "جمال":

- هذه حالة ربو يا أستاذ وأسباب حالة الربو كالتالي "دلت بعض الدراسات على أن السبب يعود لعوامل وراثية أو بيئية

في قلق قال "معاذ":

- وما هي الأعراض التي تدل على حدوث نوبة الربو يا د." جمال"

قال د. "جمال":

- أعراض الربو هي، ضيق التنفس، انقباضات أو ألام في الصدر، لا تقلق سيكون صديقك بخير سيخرج بعد ساعتين غلى الأكثر

وتركه وذهب ليكمل عمله.

٭ ٭ ٭

الأحد 26 أبريل.. الساعة الرابعة مساءً.. شقة "نورهان"

تمشي ذهاباً وايابا في كل الاتجاهات بداخل شقتها وهي غاضبة من تأخر زوجها "مصطفى" لكي يوصلها للمنتجع كي يقضوا عطلتهم السنوية، هي لا تعلم يقينٍ أن عطلتها ستتحول لميتم، أتصلت مرة أخرى لكن الهاتف مغلق وهذه ليست عادته في أي حال من الأحوال، بدأ يتسرب لنفسها بعض القلق أو الكثير من القلق، نظر لها أبنها ذو الخمس عشر عاماً، فتى ليس بالقصير، لديه ذكاء حاد، يحب "عمرو" ويعرف بمصائب والدته لكنه لا يتحدث كي يتقي شرها، بعينين سوداوين واسعتين وشعر بني ناعم، ارتسمت على شفتيه بوادر السخرية وهو يقول لوالدته بتقزز لكنه اخفا مشاعره ببراعة؛

- لا بد من أنه يخونكِ يا أمي كعادته، ذات مرة رأيت فتاة بعمر العشرين تدلف لسيارته وعندما اتبعتهما وجدته يدلف لداخل شقة مفروشة وعندما سألت البواب قال لي أنه يأجرها ليقيم علاقات غرامية مع فتيات أصغر منه سنٍ ا....

وقبل أن يكمل حديثه رن هاتفها باسمه، ضغطت زر الإجابة وعندما همت بالرد فاجأها صوت رجل أخر غير زوجها يقول:

- سيدتي هل أنتِ زوجة القتيل "مصطفى جمال السيوفي"

قالت في ذهول ولم تفق من أثر الصدمة بعد:

- قتيل؟! عمن تتحدث يا هذا هل جننت أن زوجي لم يمت

قال الرجل وهو حزين على حالها:

- لقد وجدوه مقتولٍ في شقة مفروشة يا سيدتي أذهبي إلى المشرحة لكي تتسلمي الجثة، نسيت أن أخبركِ أنا المقدم "سراج" بعد أن تنتهي من كل هذا أنتظركِ بمكتبي إلى اللقاء

بعينين جاحظتين تنظر أمامها وهي غير مصدقة ما سمعته بأذنها للتو، صرخت صرخة جعلت جيرانها يطرقون على بابها حتى كادوا ينتزعوه من مكانه، هرع الفتى الصغير وفتح لهم الباب وهو صامت، أفاقتها السيدة البدينة بعد أن فقدت الوعي من الصراخ، تتلفت حولها كأنها لا تصدق ما سمعته، وفالت بصوتٍ خفيض:

رواية جحيم ابن آدم | الكينج | مالك أمير | (الجزء الأول) مكتملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن