الفصل السابع | الأخير
الأثنين 20 أغسطس ( الساعة الثانية عشر صباحاً )
شخصٍ مغطى الوجه بقناع أسود اللون، يقف عند فيلا "جلال إسماعيل" وهو يحمل سبع أونِ مخصصة للوقود ممتلئة عن أخرها، أخذ يلتف حول الفيلا ليجد الباب الخلفي لها، وجد الباب الذي كان يبحث عنه، دلف من ذاك الباب، أخذ يمشي ليجد شيءٍ ثقيلاً هوى على رأسه، سقط على الأرض وأخر شيء راءاه كانت ابتسامة "جلال" الساخرة، اغلق عينيه وفقد الوعي، رفعه "جلال" من على الأرض، جلب كرسي وأجلسه عليه، قيد يديه وقدميه في الكرسي بأحكام، بعد نصف ساعة، أفاق ليجد نفسه مربوط بحبل ذا وثاق لا يستطيع أحداً فكه، يضع المسدس على جبهته، يبتسم ذاك الرجل الذي تخطى الستين عاماً ابتسامة شامتة أو فلنقل ساخرة بمعنى آخر، يزداد شحوب وجه ذاك الشخص الذي تم توثيقه بحبل لا يستطيع أحداً قطعه لكنه لا يبين ذلك ويستمر بابتسامته الساخرة، يسير ذاك الأخير في تلك الغرفة المظلمة ذهاباً وإياباً، بعد أن أنزل المسدس من على رأس ذاك الأخير، رفع المسدس مجدداً وأطلق رصاصة في منتصف جبهته، نافورة من الدماء تغرق تلك الأرض المظلمة وتلطخ ملابس الذي قتله بدم بارد، يضحك بجنون ربما قد جن جنونه بسبب تلك الدماء التي يراها على أرضية الغرفة ربما؛ وربما كنت أنا من أتوهم ذلك.
٭ ٭ ٭
الأثنين 20 أغسطس ( الساعة الواحدة مساءً )
يأتي أتصال اكل أفراد عائلة "عمرو" من مجهول يطلب منهم التجمع في فيلا "جلال" لأمر مهم من ضمنهم "عزت محمود"، يذهبون جميعهم وبالأخص والدة "عمرو" وأبنها الصغير ذو الخمس عشرة عاماً، يذهبون جميعهم وهم لا يعلمون ما الذي بانتظارهم، أو فلنقل ما الذي ينتظر "عمرو" هناك، اوقفوا سياراتهم بعيدٍ عن الفيلا، وغادروها، طرقوا الباب ليفتح لهم ( سراج محمد زين الدين )، قال بنبرة هادئة:
– تفضلوا بالدخول
كان "جلال" موثق بالأريكة لكنهم لم يروه، دلفوا للداخل، ما أن اغلق الباب حتى تفاجئوا بكمية الاسلحة التي تكفي لقتلهم وعشرون رجلٍ يبدون كالمدرعات من شدة ضخامتهم، انبطحوا أرضٍ كما طلب منهم "سراج"، رن جرس الباب، فتح ( سراج ) الباب ليفاجئ بـ ( عمرو ) أمامه، دلف ( عمرو ) وهو يبتسم ساخرٍ، لنخرج من تلك الفيلا لنعلم ما يدور بالخارج، ست رجال يقفون بعيدٍ من الأمن الوطني، ينتظرون إشارة ( سراج ) لكي يقبضوا على ( عمرو )، سمعوه يقول الكلمة المتفق عليها، ساروا ببطء كي لا يعرف ( عمرو ) بقدومهم، وقفوا عند باب، أما بالداخل فكان يعرفهم ( عمرو ) على ( سراج ) ،وبعدها قال لهم بأنه سيقتلهم جزأ ما فعلوه به، قال ( سراج ) بعد أن اقتحموا رجال الأمن الوطني الفيلا وقد تفاجئ الجميع:
– ألم أقل لك بأنك أبله يا ( عمرو ) أنا من رجال الأمن الوطني وهل سأتركك تقتل الجميع، خزوه لكي يحاكم إلى اللقاء أيها البائس
قال ( عمرو ) بوعيد:
– سأريك يا ( سراج ) وستندم على ما فعلته، صحيح نسيت أن أخبرك لقد هتكوا شرف شقيقتك التي تكبرك بعام واحد لأنها تمشي مع شبان أقل ما يقال عنهم أنهم قذرون وأنت أقذر منهم يا هذا
لم يتمالك ( سراج ) أعصابه وذهب ناحية ( عمرو ) وكور قبضة يده وضرب ( عمرو ) بقبضته في معدته، وضربه ضربة أخرى في صدره، قال ( عمرو ) ساخرٍ والدماء تنزف من فمه وأنفه ويأخذ أنفاسه بصعوبة:
– هل تعبت يا بطل، كل ضربة ضربتها لي ستدفع ثمنها غاليٍ يا ( سراج ) انتظرني وسوف أريك
أخذه ضباط الأمن الوطني و وضعوه داخل سيارة الشرطة، وانطلقوا به تجاه السجن.
٭ ٭ ٭
الثلاثاء 28 أغسطس 2006م.. محكمة جنايات القاهرة.. التجمع الخامس.. داخل المحكمة
يجلس القاضي في المنتصف ويجلس المستشاران أيضًا، تجلس والدة ( عمرو ) في الأمام وهي تبتسم في شماته، يجلس ( جلال ) وبجانبه يجلس ( إسماعيل ) وهما ينظران تجاه القاضي وينظران للجهة الأخرى ويبتسمان بشماته على ( عمرو )، يجلس ( معاذ ) على كرسي في الخلف وهو سعيد أن ( عمرو ) سيسجن، أما شقيق ( عمرو ) الصغير فهو يبكي على شقيقه الذي سيسجن، تجلس ( ناريمان ) شقيقة ( عمرو ) بعيدٍ وهي تنتحب بصوتٍ مكتوم، يطلب القاضي من العسكري أن يحضر السجين من الزنزانة، تحرك العسكري ناحية زنزانة ( عمرو )، نزل الدرج، وصلت للقفص فوجده فارغٍ، نظر بذهول للقفص، هرول باتجاه القاضي وقال والصدمة لم تزل على وجهه:
– سيدي القاضي لم أجد السجين داخل قفصه
نظروا جميعهم في ذهول، قال القاضي في صرامة:
– هذا ليس وقت المزاح أيها العسكري
قال له العسكري بأنه لا يمزح وليأتي ويتأكد بنفسه، أما خارج المحكمة فهناك شخصٍ يمشي ببطء وهو يبتسم ساخرٍ ويقول مع نفسه " يا لهم من بلهاء "، دلف داخل السيارة وانطلق بها بسرعة قصوى، أما داخل المحكمة فقد انقلب كل شيء رأسٍ على عقب وجميع الضباط يهرولون في كل مكان وهم كالاغبياء، أو أشد غباءً.
٭ ٭ ٭
تمت بحمد الله
إلى اللقاء في الجزء الثاني
عودة وانتقام
تحياتي
مالك أمير
أنت تقرأ
رواية جحيم ابن آدم | الكينج | مالك أمير | (الجزء الأول) مكتمل
غموض / إثارة#مكتملة اقتباس من الرواية الجديدة _______ القليل من السويعات القليل فقط عندها سيحل غضبي علي من احببت، القليل فقط وعندها لن اسامح أين كان علي إخطائه نحوي انتظروا جحيمي الذي سيحل عليكم "جحيم ابن آدم" _________ المكان معبق بالدخان الكثيف والنيران تشتعل...