الفصل السادس

44 5 3
                                    


__ 6 __

انقضت المحكمة وقد اطلقوا صراح "معاذ"، وقف "عمرو" خارجاً بعد أن أعطى المحامي أمواله، وقف ينتظر "معاذ" لحين خروجه، خرج الأخير وهو يبتسم ولا يعرف من أحضر ذاك المحامي لأنه لم يطلب منهم أن يحضروا له أي محامي وعندما رأى "عمرو" اختفت تلك البسمة، وقف "عمرو" أمام "معاذ" وهو يبتسم ساخرٍ، وفي هدوء قال:

- مبارك تبرأتك يا صديقي أو يا من كنت صديقي وقبل أن تسأل من احضر المحامي فأنا من أحضرته، لست مثلك تخون ولكن حسابك عند الله (عز وجل)

ترقرقت الدموع في عيني "معاذ" لكن لا أحد يعلم أهيِ دموع حقيقية أم مزيفة، ذهب "معاذ" كي يعانق "عمرو" لكن ذاك الأخير دفعه وذهب من أمامه ببسمته الساخرة وخطواته الواثقة، ما أن ابتعد حتى نظر له "معاذ" بغضب وغيرة، لكن غيرة من ماذا لا أحد يعرف ما في نفسه إلا ﷲ (عز وجل).

٭ ٭ ٭

السبت 18 أغسطس 2006م ( الساعة العاشرة صباحاً )

تجلس "ناريمان" على الأريكة بجانب والدتها وهي مكفهرة الوجه، وقطرات الدمع تهطل من مقلتيها، لقد أرسل لها أحدهم كارت ميموري بداخل صندوق وجدته أمام الباب وهي خارجة، عندما وضعت الكارت بداخل هاتفها وجدت ملف مكتوب عليه ( خاص جداً ) وعندما فتحت ذاك الملف وجدت بداخله خمس فيديوهات وعندما قامت بتشغيل أول فيديو وجدت والدتها تمارس الزنا مع شخص حذف وجهه من الفيديو، ذهلت مما رأته وقد تقيأت من اشمئزازها ولم تستطع تكملتهم، ومن وقتها وهي واجمة والدموع تقطر من عينيها وعندما حضرت والدتها من الخارج رأتها هكذا ولم تعرف ما بها، وقفت "ناريمان" وقد استأذنت من والدتها كي تذهب لصديقتها، نزلت أسفل الفيلا، اخرجت هاتفها من جيب بنطالها، قررت الاتصال بـ "عمرو" كي يأخذها من هنا، اتاها صوت "عمرو" عبر الهاتف يقول قلقٍ عليها:

- "ناريمان" ما بكِ عزيزتي لماذا تبكين وأين أنتِ الآن

أجابته وهي لا تكف عن البكاء:

- "عمرو" تعال وخذني من أمام فيلا والدتي وعندما تأتي سأقص عليك كل شيء

قال "عمرو" بنبرة حانية:

- حسناً صغيرتي سأصل بعد خمس دقائق إلى اللقاء الآن

اغلقت الخط وهي تبكي حد الانهيار، وصل "عمرو" أمام فيلا والدته بعد عشر دقائق فوجد شقيقته تبكي دون توقف، غادر سيارته فاستدارت وركضت نحوه وعانقته بشدة، ركبت السيارة معه، انطلق بالسيارة متجهٍ نحو فيلته الأخرى، التي لا يعرف بها أحد، انعطف يمينٍ، سار في زقاق ضيق كي يتجه قبالة فيلته الجديدة التي اشتراها له عمه "محروس"، وقف أمام الفيلا بسيارته الحمراء وغادرها، الفيلا من الخارج تشبه قصور الملوك وبها حمام سباحة لا يوجد به قطرة مياه واحدة، حديقة بها شجر برتقال وشجرة يوسفي وشجرة ليمون بهية المنظر والورود الحمراء التي تجعلك لا ترفع عينك عنها، أخرج مفتاح الفيلا من جيبه وفتح الباب، دلف الإثنين للداخل، مطبخ مفتوح على غرفة المعيشة والورود تزين المنزل والنوافذ تعكس أشعة الشمس الحارقة للفيلا، والتلفاز بهيكله الجميل يعرض مسلسلاً محبب لدى الفتيات، جلس "عمرو" على الأريكة وجلست "ناريمان" بجواره، قال "عمرو" بصوتٍ هادئ ونبرة طغى عليها بعض القلق:

رواية جحيم ابن آدم | الكينج | مالك أمير | (الجزء الأول) مكتملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن