الفصل الخامس

50 3 3
                                    

__ 5 __

الثلاثاء 18 أبريل ( الساعة الحادية عشر مساءً )

يجلس "معاذ" على الأريكة وهو يمسك هاتفه ويحاول الاتصال بالشرطة للمرة الثالثة لكن ما من مجيب، اتصل هذه المرة فرد عليه أحد أفراد الشرطة، فقال لهم أنه يعرف من الذي قتل "إبراهيم محمد رفعت" و "مصطفى" زوج "نورهان إسماعيل"؛ فسأله الضابط عن هويته فأخبره أنه "عمرو عزت محمود" هو من قام بقتلهما، وأغلق مع الضابط وهو لا يعلم أن هناك كاميرات صغيرة في سقف الغرفة تم تركيبها بواسطة "عمرو" فهو كان يشك أن "معاذ" سيغدر به، تباً لتلك الصداقات الحمقاء، يقف "عمرو" خارج المنزل بعد أن تم أرسال الفيديو الذي صورته الكاميرات إلى هاتفه، أحمرت عينيه من الغضب، قرر قتل "معاذ" هو الأخر لأنه خانه وهو يكره الخيانة وممن من أقرب أصدقائه، صدق الآن جملة عمه التي قالها، "لا تثق في الأقرب لك لأنهم دائماً يطعنوك في ظهرك" وقد صدق عمه في مقولته هذه، طرق باب المنزل بعد أن وضع القفازات في يديه و وضع ذاك القناع الأسود على وجهه، خوف مبهم سيطر عقله لكن ذاك الأخير لم يمهله ليفكر أنما جره للداخل، وأغلق الباب بالمفتاح، بدأت مشاجرة بينهما، ضربه "معاذ" بقبضته لكن الأخر تفاداها، قيده "عمرو" بعد أن ضربه بقبضته ليوقعه في الأرض ويقيده في ذاك الكرسي، رفع القناع وهو يبكي، قال والحزن يطغى على صوته:

- لم أكن أعرف أنك خائن لهذه الدرجة

وأكمل وقد على صوته:

- لماذا يا معاذ خنتني لقد كنت لك الصديق الوفي والأخ الحنون وتبلغ عني في النهاية لكي اسجن، يا لك من شخص حقير وكما سمعت مثلاً يقول "من يخونك وقت شدتك، سيخونك وقت ضعفك، والضربة القاصمة تأتي من أقرب الناس لك، فالشديد من يتحمل الخيانة، والضعيف من يخون الأمانة"، أنت لا تستحق الصداقة التي بيننا يا صديقي لا تستحقها على الإطلاق.

قال (معاذ) ساخرٍ من (عمرو):

- لماذا، تسأل لماذا، سوف أجيبك، لأني أكرهك بشدة، تنجح في كل شيء وأنا بالطبع التابع لك أليس كذلك، وكل يوم أكرهك عن اليوم الذي قبله، أكرهك بشدة يا (عمرو)، إلا أن أموت وأنا أكرهك وسأزج بك في السجن عما قريب أيها التافه، ولأنك أحمق والحمقى امثالك لا مكان لهم سوى القبور أو الشوارع

صدم "عمرو" وبقي جامدً مثل التمثال لا يصدق ما قاله له صديقه للتوا، أخرج مسدسه من جيبه واطلق رصاصة استقرت في سقف غرفة المعيشة، نظر له ساخرٍ وتحدث قائلاً:

- لن أقتلك يا "معاذ" سأجعلك تتعذب وضميرك يأنبك إلى أن تموت وهذه الفيلا سأتركها لك إلى اللقاء أيها الوغد

قلبك الطيب هذا سيجعلك فريسة سهلة لأعدائك، غادر "عمرو" المكان وهو يبتسم ساخرٍ، جلس داخل سيارته في وسط الظلام وأخرج شريحة الهاتف و وضع شريحة جديدة، اتصل بشرطة مكافحة المخدرات مرتان وما من مجيب، اتصل مرة أخرى فرد عليه فردٍ من أفراد الشرطة، وفي هدوء تحدث قائلاً:

رواية جحيم ابن آدم | الكينج | مالك أمير | (الجزء الأول) مكتملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن