مقدمة

352 14 52
                                    


تجاهلوا الأخطاء الإملائية....

🌿 🌿 🌿 🌿 🌿 🌿

.
.
.

أن تكون أعمى البصر فهو قضاء حتمه الله عليك و في رضاك عنه و احتسابك أجر عظيم و تقرب من رب الكون...
أما أن تكون أعمى البصيرة فقد سمحت للشيطان أن يزين لك كذبة الحياة فتعيشها على سُنة جنوده، تقوم بأي شيء لتكون متميزا، حتى لو تطلب منك الأمر..... الدعس على الآخرين، فتعيش ضلالا مدى حياتك حتى تتوب، و إن لم تفعل، حينها مرحبا بك في وكر إبليس.....

*****

هواء الفجر المنعش يتسلل بخبث من بين ستائر غرفتها، يلاعبها فيجعلها تتطاير بخفة و حرية تسايره و تسمح له بقيادتها..

فيرسل نسيمه ليلاعب خصلات شعرها الحريرية ذات اللون الأحمر الناري المبعثرة على وسادتها وصولا إلى سريرها.

تململت بانزعاج تقطب حاجبيها لتفتح عينيها العسليتين ، هي تكره البرد، وكونها بمنتصف الشتاء بالفعل أمر لا تطيقه، والأكثر إزعاجا هو ترك إيليا لباب الشرفة مفتوحا.

استقامت بمجلسها تركن ظهرها إلى ظهر السرير و تدثر نفسها مخافة أن تصاب بنزلة برد جديدة.

نقلت بصرها بالأرجاء بحركة عفوية دون فائدة تمييز ما حولها، فكالعادة لا نتيجة، فقط الفراغ هو ما يحيطها من كل اتجاه...
همست بصوت مسموع متحشرج من أثر النوم تسأل المنبه الإلكتروني " يامورا كم الساعة؟" ، فصدح صوته الأنثوي الآلي مجيبا " الساعة السادسة صباحا"..

تنهدت بخفوت...تزيح اللحاف ببطء عنها تتجه نحو خزانتها التي حفظت مكانها عن ظهر قلب، كسائر الأشياء بغرفتها...
حفظت مكان كل شيء ولا تسمح للخادمة بتغيير موضعهم وإلا سيصعب عليها التأقلم بسرعة مع الترتيب الجديد..

فتحت باب الدولاب تفتش بين أقمشته المعلقة تبحث عن ظالتها، وعندما أحست بملمس الثوب الرياضي و تحسست تلك اللاصقة المتدلية منه المنقوش عليها اسم اللباس و لونه بلغة برايل ، انتشلته تضعه على السرير بحذر..

بخطى حذرة تتجه نحو الحمام بمساعدة يدها التي تمررها على الجدار حتى وصلت بابه، فتحته ثم دخلت بخطى أكثر بطء،

ارتكزت على الحوض تمرر يدها حتى وجدت علبة الصابون الفرنسي الذي تعشق رائحته، غسلت وجهها ثم أسنانها...توضأت ثم خرجت بنفس البطء والحذر كما دخلت..

اتجهت نحو الشرفة تتفقد فلقتيها، فأغلقتهما لتعود أدراجها نحو السرير

ارتدت إسدالها الموضوع على طرف السرير على الدوام لتصلي فرضها.. ثم

  ثمار الماضي  || FRUITS OF THE PAST حيث تعيش القصص. اكتشف الآن