الفصل الحادي عشر

22 2 5
                                    


تجاهلوا الأخطاء الإملائية.

🌿 🌿 🌿 🌿 🌿

الكثير من الألم.. الكثير من التوتر.. و الكثير من الخوف و القلق الذي ينخر العظام بوساوس مقيتة... لكن وبعد جهد جهيد من محاولة دعم جسدها بالمثبطات و العناصر التي يفتقدها ليتقوى و يرفع من مناعتها ... أخيرا جاء يوم العملية.. يوم شد الأعصاب!.

على سريرها الطبي، تستسلم جلنار للممرضات اللواتي يبدلن ملابسها بأخرى خاصة بغرفة العمليات... تشعر برهبة كبيرة و توتر خانق... حتى أنها بدأت تراجع نفسها... هل كان عليها حقا أن تعاند و تتبع رأيها في إجراء العملية؟...هل كانت واثقة في نجاح العملية إلى هذه الدرجة؟... ماذا لو كان توقعها مخطئا؟... ماذا لو لم تخرج من العملية؟... ماذا لو كانت تضحي بالأيام القليلة التي كانت ستجمعها سعيدة مع نايل مقابل دافع أناني في الرغبة بالصحة الكاملة قد يودي بحياتها؟...هل سيسامحها نايل؟..

كثير من الأسئلة تتلاحق في رأسها و كلها بدون جواب... و كيف تجد الجواب وهي من خطت إلى هذه المنطقة بقدميها...

زفرت نفسا متوترا مرتعشا... تكاد تشعر بقلبها العليل يرتجف كالعصفور المبلل...
تبسمت الممرضة تطمئنها ما إن انتهين الأخريات من مساعدتها على ارتداء الثياب الخضراء، فتقول بصوت هادئ باللغة الإيطالية " لا تقلقي.. التوتر سيضر بك سيدتي.... اهدئي".
كلامها عوض أن يساعدها على تجاوز التوتر زاد من حدته أكثر.. وجعل الوضع أسوأ..

ارتجفت أكثر تزفر أنفاسا ملاحقة تنافس ارتجاف جسدها... فنظرت الممرضة نحو وجهها الشاحب بقلق...
" أخبرتني والدتك ذات مرة أن عرسك قريب... "كان جملة عشوائية.. لا تحمل ذرة فضول.

أجفلت جلنار من المداهمة الغير المتوقعة، فنظرت نحو الممرضة بنظرات قلقة تومئ لها بالإيجاب..
فتبسمت تسألها مجددا وهي تعدل من موضع بضع خصلات عسلية نُكشت بسبب الثياب " هل أنت متشوقة له؟".
زفرت جلنار مجددا وهذه المرة تحاول أن تهدئ من روعها تجيبها بإسهاب بصوت بدا متشوقا.. حالما... حزينا و نظرات تحمل من الألم القدر الكثير " وكيف لا أشتاق... لطالما حلمت بيوم عادي يجمعني بخطيبي دون أن ينتهي في. قسم المستعجلات... اشتقت إلى حياة الركض و اللامبالاة بعواقب الحركة أو الأكل... اشتقت إلى نايل خارج جدران المستشفى.... اشتاق لتلك السويعات المعدودة القصيرة التي كنت أقضيها معه في قاعة التزلج و التنزه أرجاء المدينة و كنت أتذمر بأنها قصيرة جدا لأجد نفسي الآن أطلب فقط بضع دقائق منها و لا أجدها.. لكن.... ". صمتت باترة كلامها بغصة متضخمة في حلقها....

بينما اتسعت عينا الممرضة من هول الإنهيار الذي لم تتوقعه أبدا... فابتلعت ألما متعاطفا لتستبدله بابتسامة مآزرة قبل أن تجلب كرسيا فتجلس عليه أمامها....
فتسألها باهتمام حنون" إذن ما المشكلة.... لماذا أراك متوترة بهذا الشكل قبيل دخول العملية رغم أن هذا غير صحي بالمرة؟".

  ثمار الماضي  || FRUITS OF THE PAST حيث تعيش القصص. اكتشف الآن