تجاهلوا الأخطاء الإملائية.🌿 🌿 🌿 🌿
يجلس منحني الظهر رأسه بين كفيه و مرفقيه على فخذيه... داخله يتقطع ألما لحالها و يديه مكبلتين...
منذ نصف ساعة وهو يتلوى على نار مستعرة ليعرف ما بها...
يقف جواره وليد بجسد متشنج و قلق تفشى في الصدر فجعل الدماء تفور ترقبا...
يسترجع ما حدث في الساعة المنصرمة و رأسه مازال غير مستوعب لما حدث... لم يتوقع أبدا أن يرى آستر في تلك الحالة... منهارة... كانت كالجثة إلا من أنفاسها المخنوقة...
لقد أتى صباحا كعادته يتخذ من مرآب السيارة مجلسا له ليحتسي قهوته الصباحية في انتظار أي تحرك لسيدته...إلا أنه تفاجأ بخروج الخادمة الجديدة بعد ساعتين تحمل حقيبتها و التوتر أربك ملامحها..
اقترب منها متوجسا يسألها " السلام عليكم... ماذا حدث؟".
ابتأست ملامح لمياء تقول بحزن " لا أعلم.. استيقظت الآنسة قبل قليل و أخبرتني أن أعود حيث فيلا السيد ريس".
هز وليد رأسه ينظر نحو الحقيبة مستفهما " بشكل نهائي؟".
اومأت له برأسها بالإيجاب " أعتقد ذلك... أعتذر منك يجب أن أغادر الآن ".
تخصر وليد يراقب هرولتها نحو الباب ثم استدار نحو باب البيت يناظره بترقب... اقترب منه ينوي طرقه للإستفسار عن صحة كلام الخادمة إلا أنه تراجع يعود نحو مكانه قبل قليل وهو يهز رأسه متمتما باستغفار.بعد ساعة تقريبا سمع جرس الباب الخارجي للبيت فتحرك يضع هاتفه في جيب بنطاله ثم فتح البوابة يناظر ريس بصمت..
فاستقبله الأخير بلهفة " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل آستر موجودة..".
أجابه وليد بتحفظ" أجل ماتزال في البيت" ثم استدار باترا جملته عندما وجد باب البيت يُفتح فتخرج منه آستر بمنامتها البيضاء تتعثر في مشيتها و تمسك بعنقها كأنها تختنق..
" آستر" همس ريس الهلع أعاد تركيز وليد نحوه فهمَّ يقول" أعتذر منك.. يجب أن أسألها أولا إذا تريد رؤيتك أو لا... الخادمة غير موجودة ولا يجوز..".
اشتعلت عينا ريس بغضب من كلامه رغم صحته، فزم شفتيه يقاطعه قائلا " أعلم هذا الكلام جيدا و أنا هنا لأفهم سبب طردها للخادمة..".
رفع وليد يديه يهدئه " حسنا.. انتظر هنا و سأعود حالا.. ".
غاص قلب ريس عميقا و أظلمت عيناه وهو يسمع صرخة آستر المدوية..
صرخة مجروحة نابعة من روح سُحِقَت تحت ضغط لا تستطيع تحمله...
صرخة خرجت من حلقها كالدبابيس المسننة التي اخترقت قلبه و روحه فأدمت ما طالته في طريقها..
فلم يشعر بنفسه إلا وهو يدفع وليد الجزع بدوره من صوت الصراخ فهرعا معا نحو الحديقة الخلفية..
يركض نحوها بروح هاربة وهو يراها تمسك رأسها و تدور حول نفسها صارخة بكلمات ممزوجة بين الإيطالية و العربية... لم يفهم منها شيئا.. عقله آنذاك لم يكن يستوعب شيئا غير احتوائها و طمأنتها...
على بعد خطوة منها وجدها تسقط مغشيا عليها فتلقفها بين ذراعيه هاتفا بلوعة " آستر".
يلهث وليد بعينين متسعتين غير مصدق لحالة الإنهيار التي يراها عليه.. فيرى ريس بوجه شاحب يحاول إيقاظها وهو يضرب خدها بخفة " آستر... هل تسمعيني.. آستر بالله عليك لا تخيفني عليك".
عندما تأكد ريس من عدم استجابتها رفعها بين يديه بسرعة متجها نحو سيارته فتبعه وليد متسائلا " إلى أين ستأخذها؟".
تجاهل ريس السؤال يأمره وهو متجه نحو الباب الخارجي " أحضر هاتفها و مفاتيح منزلها فلا أحد هنا ليأمن المكان ".
هز وليد رأسه ملبيا الأمر بسرعة ثم تبع سيارة ريس التي يقودها العم صالح بسيارة آستر...
وهاهو يقف الآن منتظرا من الطبيب أن يخرج ليطمئنهم على حالها...
استدار ريس يمينا على صوت الخطوات المهرولة في الممر فيرى والده بملامح متحفزة وفي أثره عاليا...
تنهد واقفا فوقف والده يسأله بغضب استنتج منه أن عاليا حكت كل شيء له.. فحانت منه نظرة لها أكدت له توقعه بجمودها و الإنفعال السلبي المطل من عينيها..
" كيف حالها؟".
أجابه بهدوء يحاول اكتسابه في هذه اللحظة حتى يفهم جيدا مالذي يحدث " لا أعلم... مازال الطبيب بالداخل".
اتسعت عينا عبد السلام هاتفا بجزع " كل هذا الوقت؟".
هز ريس رأسه بإيماءة موافقة دون كلمة...
فجز عبد السلام على ضروسه ينظر نحو وليد فبادره الأخير بالتحية ردها له بأخرى خافته و قلبه يترقب خروج الطبيب ليطمئنهم...
أنت تقرأ
ثمار الماضي || FRUITS OF THE PAST
Short Storyمرحبا بكم أعزائي في عالمي، حيث تندمج الكلمات برونق خاص فتشكل شرنقة رقيقة من الأحداث... رواية جديدة نغوص مع أحداثها و نعايش وقائعها... الرواية من خيالي المحض و تعبي و أي تشابه مع أي قصة أخرى فهو مجرد صدفة... التنزيل سأحاول أن يكون أسبوعيا... غالبا س...