ثمار الماضي || FRUITS OF THE PAST

الفصل السادس

تجاهلوا الأخطاء الإملائية....
.
.
.
🌿🌿🌿🌿🌿 🌿 🌿

" لقد بدأ جسمها يستجيب و يكتسب الطاقة تدريجيا، كما هو في ملفها فمناعتها بدأت ترتفع و كذلك نسبة فقر الدم في انخفاض ملحوظ... أظن أن بهذا المنوال جسمها سيستعيد عافيته لتكون جاهزة  للعملية في وقت قصير  بكل تأكيد" 

ابتسامة شقت وجه نايل المرهق وهو يستمع لكلام الطبيب المساعد، يفتح أمامه أبواب الأمل التي كادت تغلق بتدهور جسد جلنار منذ شهور، فغير أن قلبها ضعيف جدا فقد كانت تعاني من فقر دم شديد و مناعة منخفضة تجعلها دائما تحت المراقبة المكثفة...

قلبه يرتج في صدره سعيدا بهذا الخبر، سعيدا جدا.

كأنها تثبت له أنها ستشفى بيقينها الشديد و إرادتها القوية و تصميمها، فلم تمر يومان على إصرارها القوي على إجراء العملية حتى بدأ جسمها في الإستجابة للأدوية التي تدخله..

لا ينكر أن الطبيب المساعد قام بتغيير طفيف في جدول علاجها ساعدها كثيرا جدا، لكن تحفيزها لنفسها و إرادتها في الشفاء التي اتقدت بعد كل هذه المدة  ساعدها أكثر بكثير.

تنهد يمرر أصابعه عبر خصلات شعره يراقب ظهر الطبيب الذي غادر منذ برهة، نقل بصره نحو الباب الذي فتح ليجد حماته تخرج منه بوجه مرهق و عيون حمراء منتفخة.

اقترب منها بسرعة يسألها بقلق رهيب أصبح خليله " خالتي ماذا حدث؟، هل أنت بخير؟".

ابتسمت في وجهه تربت على صدره بحب فياض عبر عينيها المتعبتين " بخير حبيبي لا تقلق، لقد نامت جلنار... و بما أن لك مناوبة الليلة هنا، أنا سأذهب إلى المنزل".

أومأ لها موافقا يقبل جبينها يهمس " حسنا، انتبهي لنفسك جيدا، و جلنار فهي في عيوني ".

اغرورقت عينا أمينة تكتم رغبتها الملحة في البكاء رثاء لحال ابنتها و امتنانا لهذا الشاب الخلوق الذي لم يكل يوما و لم يتراجع عن تقديم دعمه قبل مساعدته،" أحمد الله ليلا و نهارا لأنه رزق ابنتي بزوج مثلك، قلبك من ذهب يا ولدي و أسأل الله أن يحفظه من كل سوء ".

قبل رأسها مجددا لا يجد ما يقوله في هذه اللحظة، فبلعت ريقها تهمس له بصوت متحشرج " سأذهب الآن، السائق بانتظاري، في أمان الله بني".
ثم تركته تقطع الرواق بخطوات ثقيلة محملة بحزن أم تكاد تصلي الجنازة على ابنتها...

أخذ نايل نفسا عميقا يرجع ببصره نحو الباب المغلق، باب لم يستطع الدخول عبره لمدة ثماني و أربعون ساعة و نصف، ترفض حبيبة القلب رؤيته إلا إذا أذعن لرغبتها في إجراء العملية.