__1__
الثالث من يناير 2010م.. الساعة الـ 5:٠٠ فجرًا
حديقة ذاتُ عُشب يابس، منزل صغير، نوافذ مفتوحة، ليس هناك أي ضوء داخل ذاك المنزل، نقترب قليلاً وندخل من الباب لنستكشف ما بالداخل، يا للهول أنه منظر بشع للغاية، رجل غارق داخل حوض الاستحمام وبركة دماء تغطي ذاك الماء، رأس ملقاة أرضً، وباقي الجسم أظنه قد تحلل تماماً، سألمسه لكي اتأكد، يالا البشاعة لقد تفتت جسد الرجل، هناك صوتٌ ما يأتي من خارج المنزل، دعونا نرى من القادم، أنه بواب ذلك المنزل الصغير، يدلف للداخل وهو يُنادي بصوتٍ مُرتفع "مرزوق بك، أين أنت" وكلام من هذا القبيل، لكنه لم يتلقى أي رد، ذهب لدورة المياه التي تقبع بها الجثة داخل حوض الاستحمام وتلك الرأس التي بجانب حوض الاستحمام، نظرات بين الجسد العائم داخل بركة دماء داخل حوض الاستحمام والراس الملقاة أرضً، الصدمة والتقزز يتشكلان على معالم وجهه، تقيأ بضع مرات قبل أن يخرج من دورة المياه، أمسك الهاتف وضغط عدة أرقام وضغط زر الاتصال، رنين يصدح داخل المنزل المُظلم، إجاب أحد ضباط المباحث الجنائية لكن الرجل لم يمهله وقال بصوتٍ خائف ومُرتجف:
- سيدي هناك جريمة قتل لا بد لكم أن تروها وعندما تأتي سأقص عليك كل شيء
أغلق الخط مع ضابط المباحث الجنائية وهرول للخارج وهو يسب ويلعن حظه السيء الذي أوقعه مع رجل متكبر يحضر الفتيات لمنزله كل ليلة، وضع يده على وجهه وهو شارد في ألاشيء.
٭ ٭ ٭
إدارة المباحث الجنائية.. القاهرة 2010م الساعة الـ 8 صباحاً
يطرق (زياد الراوي) على باب مكتب مدير المباحث الجنائية، يسمح له الأخير بالدخول، دلف (زياد) لداخل المكتب وقال بصوتٍ جاد للغاية:
- المقدم (زياد الراوي) في خدمتك يا سيدي
أشار له مدير المباحث الجنائية بأن يجلس، جلس على كرسي ما، قال مدير المباحث بصوت جاد ورخيم:
- لقد حدثت جريمة قتل بشعة في التجمع الخامس وبالتحديد في (شارع التسعين الرئيسي)، أريد منك الذهاب إلى هناك وتفقد الأمر وأن تعثر على المجرم في أسرع وقت ممكن
إجاب المقدم (زياد الراوي) بلهجة رسمية قائلاً:
- لن يغمض لي جفن قبل أن أعثر على القاتل، سأذهب لتفقد الأمر
أماء له مدير المباحث لكي ينصرف، خرج من إدارة المباحث الجنائية ودلف لداخل سيارته وانطلق بها لموقع الجريمة.
٭ ٭ ٭
يقف بواب ذلك المنزل الصغير مع المقدم (زياد الراوي) الذي أخذ ينظر للجثة بداخل حوض الاستحمام وهو يكاد يتقيأ كل ما في جوفه، يقول المقدم (زياد) بعد نظرته التأملية لكل ركن في الحمام بصوتٍ جاد للغاية:
- قُصَ عليّ كل شيء ولا تنسى حرفًا واحدًا وإلا سيتم اتهامك بالقتل لأنك الوحيد الذي كنت هنا
قال البواب في خوف:
- لقد اطمأننت على (مرزوق) بك الساعة الرابعة فجرٍ قبل أن أذهب لتأدية صلاة الفجر وأنا مثل عادتي أجلس في المسجد إلى شروق الشمس لكنني جلست ساعة واحدة بعد الفجر وذهبت لكي أجلس أمام منزل (مرزوق) بك ولكي اطمئن عليه أيضاً لكنني عندما وصلت وجدت باب المنزل مفتوحٍ والنوافذ أيضاً مفتوحة، قلقت عليه وعندما دلفت للداخل وجدته هكذا كما ترى الآن، هل أنا متهم يا سيدي؟!
قال المقدم (زياد الراوي) بلهجة جافة:
- بعد الذي قلته سأشك فيك بالطبع، قل لي هل (مرزوق) لديه أعداء أو ما شابه
يأتي من الخارج ثلاث رجال وفتاة من الصحافة لكي يصوروا الجثة، لكن المقدم (زياد) أوقفهم بيده وقال لهم بصوتٍ حاد:
- من قال لكم أن هذا مكان للتصوير الآن، عودوا فيما بعد لا أريد جلبة
رحلوا الأربعة وهم يشتعلون غيظٍ من طردهم بهذه الطريقة، قال البواب رادٍ على سؤال المقدم (زياد الراوي):
- أنا بوابٍ فقط يا سيدي ولا أعلم شيءٍ عن حياته الشخصية سوى القليل فقط
حرك المقدم (زياد) أصبعه على شكل دائرة كي يسترسل البواب حديثه، قال البواب مسترسلاً في الحديث:
- كما قلت لك لا أعلم عن حياته الشخصية سوى القليل، أعلم أنه يأتي إلى هنا ومعه فتيات وخمر واشياء أخرى، صحيح لديه صديقة مقربة منه جداً تدعى (دينا إسلام) وكانت تغار عليه بشدة وكانت تصرخ فيه أن يترك هؤلاء الفتيات وقبل مقتله بيوم تشاجرا الإثنين لأنها وجدته برفقة فتاة عارية ويضاجعها أمام عينها ولهذا السبب تشاجرا، هذا كل ما أعرفه يا سيدي.
قال المقدم (زياد الراوي) بصوتٍ هادئ:
- كلامك هذا يخرجك من دائرة الشبهات، هل تعرف عنوان تلك الفتاة صديقة (مرزوق)
أماء له البواب براسه أن نعم، أخرج ورقة من جيبه وكتب فيها عنوان تلك الفتاة، شكره المقدم (زياد الراوي) بعد أن أخذ الورقة المدون فيها عنوان الفتاة، دلف لداخل سيارته ومعه مساعده الذي كان يقف بجوار المقدم (زياد) لكنه لم يتحدث أو ينطق بكلمة، قال الرائد (إياد المالكي) مساعد (زياد) بصوتٍ يشوبه القليل من القلق:
- هل أخرجته بالفعل من دائرة الشبهات يا سيادة المقدم، أنني أشك بأنه هو من فعلها
قال المقدم (زياد) بحزم وصوتٍ مرتفع قليلاً:
- لا تتسرع في الحكم على الأشخاص يا (إياد)، هذا الشخص لم يرتكب تلك الجريمة لأنه أجبن من أن يفعل ذلك وقبل أن تحكم على أحد ليكن معك دليل أدانته أولاً لكنني بالطبع لم أخرجه من دائرة الشبهات
صمت (إياد) ولم ينبس، أنطلق المقدم (زياد الراوي) بسيارته متجهاً نحو العنوان الذي كتبه له البواب على تلك الورقة.
٭ ٭ ٭
من القاتل؟
كيف مات مرزوق في حوض الاستحمام؟
وهل لصديقته تلك علاقة بتلك الجريمة؟
إلى اللقاء في الفصل القادم.
تحياتي
مالك أمير
الفصل مهداً لأختي وصديقتي الغالية على قلبي اتمنى أن يعجبكِ
أنت تقرأ
القاتل | قصة بوليسية | مالك أمير أحمد | مكتملة | الجزء الأول
Acciónالقاتل "ولم يعثر أحدً على سلاح الجريمة بعد"