اقتباس من الرواية

21 1 0
                                    

▪️▪️💠▪️▪️

في إحدى التجمعات السكانية

دلف شاهين بخطى متثاقلة داخل شقته القابعة في الطابق الأخير من العمارة، وضع مفاتيح سيارته على الطاولة خلع حذاءه وهم بخلع قميصه والقاه بإهمال على الأريكة، اتجه نحو ثلاجته وأخرج سندويشة مجمدة وعلبة صودا قام بوضع الشطيرة في الفرن وألقى بنفسه على الأريكة يحتسي الصودا وهو يقلب في قنوات التلفاز باحثا عن أحد الأفلام ليقضي به سهرته الطويلة، على صوت الفرن ليقطع دقائق الصمت في تلك الشقة،أخرج شطيرته واتجه صوب النافذة يشاهد تلألأ أضواء العاصمة  الليلة وعقله شارد في تلك الصغيرة التي لا يعلم عنها شيئا سوى أن عمرها قد أصبح أربع عشرة ربيعا ليبحر في ذكرياته مجددا:

فلاش باك

امي أرجوك لا تتركيني هنا، صرخ باكيا وهو يتمسك بطرف ثوب أمه.
بملامح متجمدة قامت بازالة يده عن ثوبها بقسوة وهي تقول: يكفيك دلالا، زوجي لم يعد يريدك في البيت وخيرني بيت أن اخرجك من حياتنا أو سيقوم بتطليقي،وانا لن اخاطر بالطلاق خاصة وانا حامل.
تلألأت الدموع في عينيه وقبل أن ينطق بحرف آخر قالت:منذ اليوم ستعيش مع خالتك ما دام ان عائلة والدك لا يريدونك بدورهم، انحنت حتى صارت في مستوى طوله ورفعت اصبعها في وجهه مهددة: اياك ثم إياك أن تحاول الاتصال بي أو زيارتي.
بعد أن انهت نفث سمومها في وجه ولدها اعتدلت في وقفتها ثم أخرجت ظرفا من حقيبة يدها والتفتت ناحية شقيقتها التي كانت تتابع سير الحديث بصدمة غير مصدقة ما اقبلت شقيقتها على فعله،اقتربت والدة شاهين من أختها ووضعت الظرف بيدها قائلة: هناك مبلغ من المال يكفيك وولدي لثلاث سنوات واذا استنقصت شيئا اتصلي بي سأرسل لك المزيد، ثم استدارت  مغادرة متجاهلة نشيج بكاء ولدها...

نهاية لفلاش

اغمض عينيه وأخذ شهيقا عميقا وهو يدلك جبهته، فتح عينيه واتجه صوب المطبخ وضع الشطيرة وعلبة الصودا على الطاولة فقد فقد شهيته كعادته بعد تذكر تلك الأحداث من ماضيه المؤلم، دلف غرفته واتجه صوب حمامه ليأخذ دشا ساخنا عله يساعد في استرخاءه....

▪️▪️💠▪️▪️

ق

ريبا ...
Noucha



بارانوياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن