ماضي يخنقني

1K 12 3
                                    

الحلقه الخامسه 
ماضى يخنقنى
وصلت نهله ومروان إلى فيلاتهم ....شعرت نهله برهبه عند دخولها من الباب كيف ستعيش فى هذه الفيلا الكبيرة الضخمه وهي تمثل عليهم.. ظلت تتأملها وقد انبهرت بجمال تصميمها وفرشها الرائع .. وودت لو تجرى وتذهب بعيد شعوى بالوحدة القاتله سيطرت عليها فى داخلها، وجدت إمرأة مسنه يبدو عليها الحزن الشديد تقف بغير توازن ،عندما رأت نهله فردت لها ذراعيها وهى قالت لها بصوت حنون وعيناها مليئه بالدموع:
_حمدا لله على السلامه يا بنتى تعالى يامرات الغالى تعالى فى حضنى يا حبيبتي.

وضمتها كريمه إليها بقوة كأنها تضم فيها ابنها الفقيد ...شعرت نهله بالسكينه  والراحه فى داخل حضنها، فجرت دموعها يترجمونها على إنها دموع الحزن على زوجها ... إنما هى دموع الغربه دموع الاشتياق لحضن أمها دموع الخوف مما ينتظرها ..اخرجتها كريمه من حضنها وقد همست لها بحنان:
_متبكيش ياضنايا انتى دلوقت فى بيتك وسط اهلك ... وكأنها داست على الجرح أكثر وأكثر فجرت دموعها غزيرة على خديها دموع افتقادها لأهلها ..وللأمان.
كان مروان يتابعها واثارت دموعها غيرته هو نفسه استغرب لهذه الغيرة لماذا يغير من دموع زوجة على زوجها مفقود ؟ كما ظن ذلك ...ربما تمنى  أن يحظى بحب مثل حب خلود لرامز أو قد يكون أنه تعجب لهذا الوافاء الذى يفتقده.
وجدت نهله شابه جميله تتقدم لها وتسلم عليها بدون حماس:
_اهلا بيكى  حمدالله على السلامه
أشارت كريمه عليها قائلة:
دى مراة ابنى الكبير سليم
اتقبض قلب نهله لهذه المرأة وشعرت بعدم راحه لها فردت عليها بتوجس:
_اهلا بيكى
ثم تقدم سليم أيضا منها وهو يقول بضحكه صفراء:
_حمدالله على السلامه يامراة اخويا
وكان شعور نهله تجاه سليم أيضا مقبض:
_اااالله يسلمك
_يلا ياحبيبتى عشان نتغدى.
قالتها كريمة وهي تربت على ظهرها.
نهله وهى تنظر باستحياء للارض :
_لا انا مليش نفس يا ماما
كريمه بإصرار:
_انت ياحببتى حتتكسفى فى بيتك
نهلة وهي تطأطأ وتداعب أصابعها باحراج:
_لا ابدا
_طب تحبى تطلعى اوضتك تستريحى فيها  شوية.

_ياريت ياما ما...
كلمه طلعت بعفوية من نهلة بعد أن كادت تبترها..جعلت كريمه تبتسم وعيناها تدمع بحب، فتجذبها إلى حضنها قائلة بسعادة:
_ ياحبيبتى يا بنتى انا فعلا حاسه انك بنتى.
نهله بصدق :
_وانا كمان والله حاسه إنك أمي.
فاغمضت عينيها باشتياق لحضن امها وهى فعلا تشعر بالحنان فى حضن هذه المراة .

مصمصت  نجلاء زوجه سليم شفتاها بغيظ فلم يعجبها هذا المشهد التي شعرت أنه مصتنع.. فتمتمت لنفسها قائلة:
:محن بنات ....
_ايه ياجماعه انتو حتقلبوها دراما ولا ايه.
قالها مروان الذي كان متابعاً لما يحدث بتأثر.
فابتسمت كريمه قائلة لنهلة:
_قومى ياحبيبتى اطلعى استريحى فى اوضتك وبعدين لينا قعده مع بعض تعالى انا حوصلك بنفسى .
وصعدت معها واصطحبتها حيث حجرتها وفى حجرة واسعه انيقه جميله ومريحه دخلت نهلة، ودخلت معاها كريمه وهي تقترب وتقف أمام الخزانة:
_انا عارفه ان هدومك وحاجتك ضاعت كلها فى الحدثه عشان كده ان بعت جبتلك كل ال ممكن تحتاجيه.
ثم فتحت لها الخزانه فرأت نهله ثياب كثيرة باهظة الثمن لم تكن تحلم بها يوم أن تقتنيها لم تشعر بسعادة عند رؤيتها بل شعرت بغصه فى حلقها ونغزات فى ضميرها كل هذه الاشياء ليس لها انها لخلود وهى تغتصبها رغم عنها.
رأتها كريمة شاردة بحزن فسألتها:
_مالك ياخلود يابنتى سرحت في إيه.. هى الحاجات مش عجباكى ولا ايه .. لو مش عجباكى نجبلك غيرها
قالت نهله سريعا:
_ لا ياماما ابدا دى حلوة أوى بس بس ده كتير جدا عليا .
كريمه بابتسامه حب:
_كتيير ايه بس دى فلوسك وفلوس ابنك يا بنتي مفيش حاجة اكتر عليكي.
يلها من جمله كأنها الجحيم ذاته..جملة كالأبر  تنغرز في ضميرها فتدميه.
_أنا حسيبك ونستناكى على العشا وتركتها وانصرفت .
قالتها كريمة حتى تنفرد بحزنها على زوجها كما ظنت.
تركتها تتلظى على نار ضميرها الموجوع تحدث نفسها بحيرة:
_ياربى ايه ال انا فيه ده؟!  وحوصل لفين بالكدبة دي ال دخلت نفسي فيها.. حعمل ايه لو اكتشفوا اني مش خلود وإني وحدة ساقطة ضحكت عليهم ، اكيد حيفتكروا اني نصابة وممكن يدخلوني السجن.
وضعت يدها على قلبها الذي نبض بخوف، حتى شعرت أنها تختنق.
وظلت تبكى وتتألم فى خوف من غدا ...ترى ماذا يخبئ لها ؟؟؟؟؟؟؟

إلى اللقاء سهير عدلي.

ماضي يخنقنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن