ماشي يخنقني

1.2K 15 9
                                    

الحلقة السابعة
ماضى يخنقنى
من خلف الزجاج عيناها تتطلعان على ابنها هذا المخلوق الصغير جدا الذى هيئ له جو مثل الرحم حتى يكتمل نموه.. دموع ساخنة تحرق خديها وجع على قلب هذا الطفل الذى جاء فى لحظة حب وضعف، كيف سيواجه هذه الحياة القاسيه بهذه الحقيقه المرة؟
شعرت بيد تربت على ظهرها ..انها يد مروان الذى انساه وجوده ماضيها المؤلم
_متخفيش ياخلود ان شاء الله حيبقى كويس .
قالها لها مواسيا فرددت في نفسها
_أنا مش خلود
ابتلعت دموعها وآلامها هامسة بحزن
_انا عايزة اشوف الدكتور عشان يطمنى عليه
مروان :
_تعالى نروحله مش عايزك تقلقى
انه يتألم لدموعها هذه ولهفتها على ابنها وقلبه ينبض قلقا عليها وحبها لها.
وفى حجرة الطبيب تسأله نهلة بلهفة:
_من فضلك يادكتور طمنى على ابنى
الطبيب :
_هو حالته مستقرة بس ضعيف ومحتاج يقعد اكبر فترة ممكنه فى الحضانة لانه اتولد ناقص جدا ....متقلقيش يامدام
تجرى دموعها انهارا يكاد قلبها ان يتصدع تبكى من الحيرة والخوف تبكى على ماضى هدم حياتها.
الدكتور ...انتو حتسمو الطفل ايه ؟
اوقف هذا السؤال سيل الدموع على خدها لتقف فى حيرة ماذا ستميه ؟ ماذا ستسمى ابن الخطيئه ؟ رددت فى نفسها ياليتنى مت قبل هذا وكتت نسيا منسيا فقالت وصوتها مختنق ...مش عارفه؟
مروان :
_ايه رأيك نسميه رامز على اسم باباه؟؟؟
لأ....قالتها بنبرة اعتراض وبصوت فيه صرخه فكيف تنسب طفل للرجل ليس اباه
تعجب مروان ولكن قد يكون اتفقت مع رامز على اسم لمولودهما فابتلع الامر كأن لم يكن _طب تحبى نسميه ايه ؟
نهلة: انا انا حسميه وحيد
مروان: وليه وحيد ياخلود إن شاء الله مش حيبقى وحيد فى وسطينا
نهلة: من فضلك دى رغبتى
مروان وهو يزفر بلا حيله :
_على راحتك
الطبيب خلاص  يبقى وحيد رامز ....ولكن خلود تقاطعه ..من فضلك يادكتور ممكن تأجل كتابة اسم الطفل لحد ما يطلع من الحضانه..
الطبيب باستغراب ....ليه يامدام
نهلة وهى تنقل بصرها ومروان الذى اصابه الاندهاش هو الاخر وبين الطبيب الذى ينتظر رد منها مقنع
نهلة بتلجلج:
_ااا عشاان يعنى ممكن اغير اسمه وكمان اخد راى ماما ..تقصد والدة رامز ... فى اسم للطفل .
الطبيب بتفهم: مفيش مانع عن اذنكم .
مروان: أنا مش فاهمك ياخلود بصراحة
نهلة وهى تحاول ان تتهرب من الامر :
_ممكن بقى نروح لانى حاسه بصداع
مروان على مضض : اتفضلى.
.....................................................

من شرفة حجرتها ترى نجلاء مروان وخلود وهم يدخلان الى الفيلا، ترى مروان وهو ينظر لخلود بنظرات اعجاب واضحه لا تخفى على احد،  فيأكل الغيظ قلبها وتدخل حجرتها  وجسدها كله يهتز من الغيرة والغيظ، تعض على اناملها فى تفكير فى شئ يجعلها تتخلص من هذه الخلود التى اذا تزوجت مروان ستستولى على ثلثين الميراث هذه الفتاة اليتيمه التى كانت تعمل جارسونيرة فى مطعم حقير، احبها وتزوجها وها هى تلعب على اخيه حتى تحصل على نصيب الاسد من الثروة .. لا و الف لا.. لا لن ادعها تحصل على مليم واحد من الثروة انها لى ولزوجى فقط  ..هكذا صور لها خيالها المريض ونفسها الطامعه فبدأت تفكر وتبحث عن وسيلة للتخلص من غريمتها ...كيف تتخلص منها ؟ كيف...؟
.................................................

تمر ايام على مكوث نهلة بين هذه الأسرة تنعم بالدفئ فى حضن والدة رامز التى احبتها، وتعاملها بكل حب  كرامة لابنها وانها زوجته وكان يحبها وام ابنه ...نهلة ايضا احبت هذه السيدة الطيبه التى تذكرها بامها ولكن ماكان يؤرق سعادتها شيئين اولهما احساسها بالذنب، لأنها تكذب عليهم وثانيهما مطاردة مروان لها يحاول دائما أن يتقرب إليها وهى تهرب منه، ترى الحب فى عينيه وهى تتجاهله.....كانت تسير فى الحديقه بين الورود
والأشجار المتراصة، والتى قصت بشكل فنى يبهر العين وجدته يستوقفها ويقول لها بنبرة حادة:
_ممكن أعرف انتى بتتهربى منى ليه...عيناه غاضبتان كأنه سوف ينقض عليها ويضربها.. أغمضت عيناها  متصنعه عدم الفهم:
_ااهرب منك ازاى يعنى
مروان وغضبه وصل إلى ذروته .... خلود انتى فاهمه  انا اقصد ايه ...خلود انا بحبك .
هذه الكلمة التى كانت تخشاها ماذا تفعل الآن ظلت تصده عن حبه وتصد قلبها ايضا ولكن يبدو ان النتيجه جاءات عكسيه فبعدها عنه قربه غاكثر تخفض عيناها بحيرة ..ماذا تفعل ؟
مروان...وهو يقترب منها والحب طوقه وسيطر عليه فلم يعد يستطيع ان يتحمل تباعدها وتهربها منه فصرخ:
_خلود ردى عليا ....انا بحبك قوى .بحبك بجد وعمرى ما حبيت حد كده ..حتفضلى لحد امتى دافنه نفسك فى ذكرى اخويا حاولى تنسى  وتبصى لنفسك ليه تضيعى زهرة شبابك فى ذكرى .
يراها ترتعش وعيناها تزوغان  وكأنها سوف تفقد توازانها فقال لها بقلق:
_مالك ياخلود فيه ايه؟
_أرجوك سبنى يا مروان دلوقت
مروان باصرار وكأنه وجدها فرصة انها تذوب بين يديه، انه يشعر بذلك فلن يطيع قلبه ويشفق عليها ويتركها بل سوف يستمر بالضغط عليها، حتى ينزع منها الإعتراف اعترافها بحبها له.. همس لها ويداه يمرراها على وجنتيها الناعمة:
_لأ ..مش حسيبك قلبى تعب من الجرى وراكى وانا كل اما الاقيكى فى مكان تهربى منى, ومش عايزة تقعدى فيه بترفضى اني أكون معاكى فى مشوار ليييه ياخلود  ليه بتعملي فيا كده...مع انى بشوف في عنيكى ندا قلبك ليا ...انا عارف انك بتحبينى  قلبى بيقولى كده بس مش عارف ليه بتهربى منى ليه بتهربى من حبى، ليه ياخلود ليه قولى ليه؟
رأى لالالئ الدموع تنطق بكلمة الحب خفق قلبها بشدة لكلماته، وسمعت دقات قلبه تنطق بالحب اقترب، واقترب يلتقط شفتيها يشعر بحرارتهما ولكن اوقفه اوقف هذا التيار الجارف صوت نجلاء الحاقد ...وكانت تتلصص عليهما :
_ايوة ياختى اعمليهم علينا ومثلى البراءة والطيبه واضحكى على مروان ذى ما ضحكتى على اخوه وخلتيه يتجوزك.
وكأن مطرقة نزلت على رأسيهما فجعلتهما يفيقان من غيبوبة الغرام ،ولحظات الضعف فنزعت نهلة نفسها وقلبها الذى يلهث بقوة من بين ذراعى مروان، واخذت تركض ،وتركض وهى لا تعلم إلى أى جهه تتوجه.
انتظروا الحلقه القادمه لنرى ماذا سيفعل مروان ؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 23, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ماضي يخنقنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن