الحلقه السادسه
ماضى يخنقنى
ظلت نهلة تتأمل الحجرة الجميلة التي لم تكن تحلم بها في يوم من الايام، ولكن ضيق يجثم على قلبها ترى الحجرة الفخمة التى تقف فيها فيضيق صدرها وتسقط فى بئر الذنب، ما اصعب هذا الاحساس احساس انك تعيش فى بيت غير بيتك، ومع ناس غير اهلك ،وتستخدم اشياء ليس ملكك ، تشعر أن كل شئ مر فى حلقها، حاولت أن تنام تهرب من الإحساس الذي يقتلها، لكن النوم جفاها، فتحت الشرفة وظلت تنظر الى السماء تبتهل الى الله قائلة:
يارب أنا مليش غيرك .. أنا عارفة انى اذنبت ذنب كبير ..بس رحمتك يارب أكبر من ذنبي ومن كل الخطايا، يارب خليك معايا واسترني...
وتوقفت الكلمات فى حلقها كيف تطلب من الله الستر وهى فضحت نفسها، كيف تطلبه وهى تخدع ناس وتعيش معهم بكذب .. ثم استطردت تسأل نفسها في حيرة:
_حتعملى ايه يانهلة ؟ حتعملى ايه في المصيبة ال حطيتي نفسك فيها؟
ثم بكت وكأن دموعها تأبى أن تنقطع.فى حجرة كريمة
جلست كريمة مع ابنها مروان
تهتف باسمه وهى شاردة:
_مروان
نظر لها مروان باهتمام قائلاً:
_نعم يا امى
كريمة بصوت مطرب:
_انا قلقانه قوى على مراة اخوك
مروان وحاجباه يلتصقان فى بعضهما فى البعض في تساؤل :
_ليه ياماما في حاجة حصلت؟
_يعنى اصلى شايفاها حزينه قوووى دى حتى مرضيتش تتعشى معانا وصوتها كده زى مايكون كانت بتعيط.
سرح مروان فيها لبرهة بعدها قال:
_ايوة ياماما عندك حق
_طب حنسيبها كده.. احنا لازم نخرجها من حزنها ده ..ياضانيا يبنتى يظهر انها كانت بتحب اخوك قوووى عشان كده هي حزينة.ثمتذكرت ابنها فظلت تبكى باشتياق للفقيد الغالى.
ضم مروان والدته من كتفيها قائلا وهو يقبل رأسها:
_صلى عالنبى ياماما بقى واطلبيله الرحمة.
كريمة وهى تمسح دموعها ولكن لم تستطع ان تمسح المها وحزنها من قلبها:
_عليه الصلاة والسلام...ربنا يرحمك يبنى يارب ويغفرك
نظرت له واستطردت:
_بقولك ايه يامروان
مروان :
_نعم ياماما
_انا عايزاك بكرة تاخدها تفسحها تخليها تغير جو كده وتخرج من الهى فيه فاهم.
يبتسم مروان لطلبها هذه الذي جاء على قلبه ولكن عبس قائلا باصطناع الانشغال:
_بس أنا مش فاضى ياماما ورايا شغل كتير.كريمة وهى تحذره بابهامه فى غضب:
_ بقولك ايه انت تسمع ال أنا بقولك عليه فاهم ولا لأ...دى مراة اخوك وال يسعدها اكيد حيسعده ..فاهم.
يبتسم مروان فهذا ما يتمناه ...يلتقط يد امه ويقبل ظاهرها قائلا:
_حاضر ياماما من عنيه انا اقدر ارفضلك طلب ياجميل كل ال انتي عايزاه أنا حعمله بس متزعليش عشان خاطري.لم تنم نهلة إلا في أول ليلة لها الا قليلا، وعندما بدأت فى الغفو وجدت من يطرق بابا حجرتها فقامت بفزع كغانها سارقة ضبطت متلبسة، وبصوت يملؤه الخوف قالت:
_مييين؟؟
فوجدت الخادمه تقول من خلف الباب:
_انا ياست خلود الجماعه مستنينك تحت عشان الفطار.
تنفست نهلة براحة ومسحت على وجهها وساوت شعرها بيديها هامسة:
_حاضر انا نزلة حالا.
قامت إلى خزانتها لتخرج ثوب ترتديه، فاحتارت ماذا ترتدى فهذه الثياب ليس لها؟ فظلت تتفحصهم ثوب ,ثوب فانتقت ارخصهم واغمقهم ..وذهبت إلى المرحاض تغتسل وترتدي الثوب الذى انتقته ،وبالرغم الحزن الذى كان بادى على وجهها إلا أنها بدت جميلة ورقيقه وبريئه...ونزلت إليهم ألقت تحية الصباح فالتفت إليها الجميع فابتلع مروان ريقه باعجاب وشعر أن قلبه يخفق وينبض نبضات سعيدة لأول مرة فى حياته يشعر بهذا الشعور ...وفى نفس الوقت هناك عينان تحرقانها بنظرات حاقدة كلها بغض وغيرة
رد الجميع الصباح
ما عدا نجلاء .
مروان والحب يطل من عينيه:
_صباح الفل والياسمين.
سليم بنبرة عادية:
صباح الخير
كريمة بابتسامة ود :
_صباح الفل ياحبيبتى تعالى اقعدى جمبى .
وجلست نهلة فى المقعد المجاور لكريمة التي قالت لها هذه الأخيرة:
_نمتى كويس ياحبيبتى ؟
نهلة بخجل واحساس بالغربه:
_اايوة يماما .
لاحظ الجميع أن خلود تتناول طعامها بخجل وكأنها غريبه...جعلت كريمة تقول لها بامومه صادقه..خلود يا بنتى انتى مكسوفه ولا ايه انتى فى بيتك ياحبيبتى ..
تنظر نجلاء بعدم رضا وتمط شفتيها بغيظ وتقول فى نفسها:
_ عاملة فيها مؤدبه الهانم صبرك عليا أن موريتك وكرهتك فى عشتك وخليتك تغوري من هنا وتندمي على اليوم ال فكرتي تيجي فيه مبقاش انا نجلاء.انتهى سليم من فطاره وقال وهو يرتشف اخر رشفه من فنجانه:
_طب ياجماعه اسئذنكو انا بقى عشان ورايا اجتماع فى الشركة
كريمة:
_مع السلامة ياحبيبى
نجلاء وهى تقوم لتصطحب زوجها الى الباب وتهمس له بغل:
_شايف ال متتسماش بتتسهوك ازاى.سليم وهو يهمس بغل مماثل:
اصبرى بس انا حفقولها ...يلا سلام بعدين نقعد ونفكر وندبر.
نجلاء .على مضض:
_سلام ياحبيبى
نهلة لكريمه:
_ماما انا عايزة اروح المستشفى اطمن على ابنى ..
كريمه :
وماله ياحبيبتى ...قوم يامروان روح وصل مراة اخوك
مروان بسعادة أخفاها:
_حاضر ياماما من عنية ...اتفضلى ياخلود ..قال ذلك وهو ينظر لها يحاول ان يخفى فرحته التي تكاد تقفذ من عينيه لانه سوف يخرج معها .
كان يقود السيارة وبين الحين والحين يتفحصها بعينيه يرها شاردة حزينة صامته ..اخرجها من شرودها صوته وهو يقول :
خلود هو انتى زعلانه منى ولا حاجه؟
تفاجأت بسؤاله فقالت وهى تبربش بعينيها فى عدم فهم:
_ليه بتقول كده ؟
مروان:
_اصلى يعنى ياخلود من ساعة ما ركبنا وانتى ساكته ومبتتكلميش, قلت فى بالى يمكن اكون عملت حاجه زعلتها ولا حاجه.تتالم كلما نادها بخلود ودت لو تصرخ وتقول ليس أنا
قالت ولم تنظر إليه في محاولة أن تخفي عذابها:
_لا ابدا بالعكس انت لطيف قوى معايا انت وماما .
فتوقف مروان بالسيارة وهو ينظر لها بابتسامة حب فى عينيها مباشرة:
_طالما انا لطيف قوى اتكلمى معايا وسيبك من الحزن ال مغرقه نفسك فيه.. الدنيا مبتقفش عند حد حاولى تعيشى حياتك من جديد وتنظرى للحياة بنظرة جديدة..حتى عشان خاطر ابنك ال محتاجلك.تتنفس بضيق وتبتسم نصف ابتسامه يائسة فمن التى تنظر للدنيا نظرة جديدة، والقديم مازال يخنقها ومصر أن يقضى عليها انك لا تعرف شئ، لا تعرف الماضى الذى يخنقنى ويكاد ينهى حياتى ..ماضى صنعته بغباءى وتهورى والسير وراء حب قتلنى .
مروان:
_خلووود
نطق اسمها بهمس وتقرب جعل قلبها ينبض بخوف وتتساءل بداخلها:
_ماذا تريد منى ..دعك منى فانا لا اصلح لك ولا لغيرك.
مروان ....خلوود ردى عليا
نهلة وهى تنظر ليديها التى تفركها فى حزن:
_نعم.
مروان :
_خلود انا عارف انك حزينة على رامز اخويا ...وده شئ جميل لانك وفية له بس انتى كده بتدفنى نفسك فى حزن مش حيرجع حاجه .
حديثه سبب لها ضيق أكثر فكلما تحدث لها باسم خلود ذاد ألم ضميرها وبدون وعي منها قالت بعصبيه:
_من فضلك ممكن تسوق بقى عشان اطمن على ابنى
مروان بضيق :
_حاضر ...وقاد وهو مصر بينه وبين نفسه انه لن ييأس وسيظل خلفها حتى يستسلم قلبها
ترى ماذا سيفعل مروان لكي يجعل قلبها يستجيب ؟فين التشجيع يابشرررر
كده مش حنزل تانيسهير عدلي
أنت تقرأ
ماضي يخنقني
Chick-Litفتاة يغرر بها شاب وباسم الحب يسلبها اعز ما تملك وعندما تكتشف إنها حامل ..يتخلى عنها ويرميها في الشارع ..تهرب من أهلها وتذهب لتلاقي مصيرها في الشارع .ماذا سيحدث لها ياترى؟