ماضي يخنقني

830 10 6
                                    

الحلقه الرابعه
ماضى يخنقني
كان مروان حريصا على أن يتصل كل يوم ويطمئن على حاله خلود(نهله) فيقولون له انها ما زالت فى غيبوبه.. كانت الممرضه تهتم جيدا بنهله، بفضل المال السخى الذى اغدقه عليها مروان .  وبعد ثلاث ايام اتصلت الممرصه بمروان ..وقالت له أن خلود أو نهله فاقت من غيبوبتها ،فاضطر أن يذهب ليطمئن عليها خصوصا أن والدتخ دائما تسأله عنها.
ذهب مروان إلى المستشفى وصعد الى الحجرة التى بها خلود(نهله)
ورآها وقد نزع عنها الشاش وبانت ملامحها رغم عنه وحد نفسه ينظر باعجاب لهذا الجمال النائم..حتى انه تسمر لحظات لهذا الوجه الجميل هذه العينان التى تتدلى منها رموش سوداء طويله، ووجنتين بارزتان كاغنهما تفاحتين سوف يتساقطان وشفتين كرمزيتين رقيقيتين ،هذا الجمال جعله ينطق رغم عنه ويقول مشاء الله لا قوة الا بالله.
اخرج نفسه من تأمله لجمالها وتنحنح ثم طرق على الباب المفتوح باصبعه قائلاً:
_اححمممم ....صباح الخير .
التفتت نهله له بضعف وكانت نائمه همست بصوت واهن:
_ص صباح النور
ابتسم مروان وابتسامته تجمع بين الإعجاب والبشاشة لها قال وهو يقترب منها ويجلس على مقعد أمام سريرها:
_عامله ايه دلوقت ياخلود؟
نهله وهى تضيق عينيها بتسال وتردد بهمس لم يسمعه مروان:
_خخلوود خخلود مين ...ااانا......ولكن قاطعها صوت الممرضه وهى تدخل وفى يدها محلول جديد وهى تقول ..ممكن متتكلميش عشان صحتك مش عايزينك تتعبي زيادة..ثم نزعت عنها المحلول الذى انتهى وعلقت لها محلول آخر .
كان مروان يحدق فيها دون أن تشعر وهو يحدث نفسه ويقول :
_ايه الجمال ده والله ليك حق يارامز تحبها وتتجوزها من ورانا .
تجذبه لفاتتها وعيناها المتعبتين وجاذبيتها برغم شحوب وجهها، وشفتاها اللتان تغريانه بحركاتها وهى تتنفس بتعب وترطبهما بلسانها، حركاتهت العفويه جعلت قلبه ينتفض فجأة كأنه انتعش بصعقه كهربائيه .

انتهت الممرضه من عملها وخرجت ، ظل يتأملها بإعجاب خارج عن إرادته وقد خلب لبه جمالها المتعب، ونظراتها الحزينه التى تزيدها جمالا وبراءة ظن انها حزينه من اجل موت زوجها والذى هو اخيه.
أردف وهو يخرج نفسه بصعوبة من دائرة التحديق بها:
_حمد الله على سلامتك شدى حيلك بقى عشان ترجعوا انتى وابنك على بيتك.
هتفت نهله فى ضعف شديد:
_ ااااببنى  ههو فيين
مروان وهو يرى ضعفها الشديد وتعبها :
_ممكن تستريحى  ومتتكلميش ابنك تمام بس هو فى الحضانه شدى حيلك بقى عشان نجبهولك.
كانت نهله فى اعياء شديد ولم تقوى حتى على الكلام وشعرت ان رموشها تثقل فجاه وتستجيب فى النهايه الى النوم بفضل المهداءت التى وضعت لها فى المحلول حتى لا تشعر بالالام.. رآها مروان وهى تذهب فى النوم واقترب بوجهه منها، ورأى ملامحها من قرب شعر بسعاده تغمر قلبه لقربه منها ...ولكن اخرجه من تأمله صوت هاتفه وهو يرن، فنهض وانصرف خارج الحجرة ليتحدث فوجد أن اخيه يطلب منه العودة ...تركها بعد ان اوصى عليها الممرضه ويبدو انه اضطر ان يترك شىء اخر معها تركه رغم عنه إنه قلبه.
عاد مروان إلى البيت  فاستلمته امه بلهفه
كريمه والدة مروان التي سألته:
_ايه يا بنى طمنى على مرات أخوك عاملة ايه هي وابنها كويسين بدأت تشد حيلها ولا تعبانة.
_كويسه ياماما والله فى تحسن والبيبي زي الفل بس هى مش حتخرج دلوقت
كريمه:
_طب وابنها
مروان :
_ لسه حيفضل فى الحضانه شوية لأنه ضعيف جدا 
بكت كريمه اشتياقا لرامز ولدها تمتمت من بين دموعها:
_ ياحبيبى يابنى ربنا يبارك فى عمرك عشان ابوك الله يرحمك .
اقترب مروان من والدته واحتضنها من كتفيها قائلا بحنان:
_خلاص ياماما بقى بطلى تعيطي ياست الكل والله حيبقى زي الفل وحتشوفيه بعنيكي وتلاعبيه كمان.
ضمها إليه أكثر وقبل رأسها والله حيخرج ويكبر وتخديها فى حضنك وأنت ال تربيه كمان.
قالت كريمه وكان قلبها يتمزق خوفا على حفيدها :
_انا خايفه عليه قوووى يامروان  ده من ريحه الغالى ,ده  ال بقيلى منه حته منه ياريت كان فيا حيل كنت رحتله اطمن عليه.

_والله ياماما انا مش سايبهم وبطمن عليهم اول باول ،وكمان موصى عليهم الممرضة متقلقيش انتى بس كلها كام يوم وتلاقيهم عندك....وتشبعى منهم.
ربتت كريمه على يده برضا قائلة:
_ربنا يباركلى فيك يابنى ويسعدك انا متكله عليك بعد ربنا عشان عارفه اخوك ممنوش رجا هو ومراته كل همهم الفلوس وبس وخايفه تدايقها تخليها تسيب البيت وتمشى وتاخد ابنها دانا كنت ساعتها أموت فيها.

_الف بعد الشر عليكى ياست الكل متخافيش  يبقى حد بس يمسهم بشعرة دول بقى يخصونى محدش حيقدر يهوب ناحيتهم ولا يمسهم بأذى حتى لو كان مين.
وسرح بعقله فى جمالها المتعب والحزين ...ثم تذكر قلبه الذى تركه هناك

تماثلت نهله للشفاء وقد انشغل مروان باعماله ولم يستطع ان يذهب إليها كان يطمئن عليها بالهاتف ... إلى أن علم من الممرضه اغن الطبيب أذن لها بالخروج من المستشفى، واحتارت نهله أين تذهب بابنها وعندما طلبت اغن تأخذ ابنها  لم يسمحو لها وقالوا لابد اغن يمكث أيام أخرى فى الحضانه، وعندما علمت اعن مصاريف الحضانه كثيرة ..فهمست لنفسها بحيرة:
_ياربى طب أنا دوقت أروح فين, وأنا تعبانه واجيب فلوس منين للحضانه ومصاريف المستشفى.. اعمل ايه بس ياربى؟
ظلت تفكر ودموعها تسيل بغزارة على وجنتيها ولكن لم تجد غير حل واحداضطرت ان تلجأ له.....مفيش غير انى اروح بيت زوج خلود واعمل انى خلود لغايه ما ابنى يخرج اخده وامشى انا مش ناقصه مشاكل وتذكرت خلود ومروءتها معها فبكت عليها بشدة فهمست يائسة:
_مكنتش أنا ال مت واستريحت ياربى استغفر الله العظيم ياربى .
لحظات وجدت مروان يدخل من الباب وبنظرات كلها اعجاب واشتياق وكأنه يعرفها منذ زمن قال:
_مشاء الله داحنا بقينا عال اهو واحلوينا كمان والدموية ردت فينا.
لاحظت نهله  ان مروان نظراته لها جريئه ..نبض قلبها خوفا
.شعرت ان ما ينتظرها سوف يكون رهيبا رددت فى نفسها وهي تزدرد لعابها بصعوبة:
_استر يارب.
ترى كيف ستكون حياه نهله بشخصيتها الجديدة شخصية خلود التي وضعتها الصدف في حياتها. كيف ستتعامل مع ناس لا تعرفهم...سنرى من خلال الأحداث.

دمتم بخير  والى اللقاء تفاعل بقى وتصويت عشان اتحمس وانزلكم بارت جديد.

سهير عدلي الشهيرة بسهير على

ماضي يخنقنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن