فانيليا .

الفصل الثالث

○°التفاح مفيد للأسنان °○

علي ذلك المقعد الخشبي العتيق

اسفل تلك الشجرة العجوز

يجلس هناك

تسليته الوحيدة هي تحريك قدماه ذهاباً و إياباً علي شكل خطوط ،

ساعده في هذا قصر قامته فقدماه لا تلمس الارض ،
احَّب كيف ان اوراق الشجرة فوقه تكون ظلال علي قدماه و الارض بأشكال عشوائية محببة للنفس ،

يوجد العديد من الوريقات المصفرة الذابلة منتشرة هنا و هناك فكان عندما يمل من تحريك قدماه يشغل وقته بِعّدِها ،

و احياناً- إذا ما كان غير منهك- كان يقوم بجمعها ،

استمر علي هذا الحال ايامً طوال إلي ان انكسر هذا الامر يوماً بواسطة
كرة  صغيرة تتدحرج ناحيته مفسدة الرسومات التي تكونها الظلال 

، لم يلبث ان لاحظها حتي انضم ظل آخر امام الكرة لطفل في نفس سنه تقريباً كان يبدو عليه الإرهاق من الجري

"مرحباً !

،هل تريد اللعب انت ايضاً ؟"

قالها الفتي و هو ينحني ممسكاً بالكرة

ثم اشار بسبابته ناحية ملعب علي مرمي البصر به بضعة اطفال في نفس السن منتظرين رفيقهم و معه الكرة

، نظر له كينما
و فكر حيناً

ثم قال لنفسه انه لا بأس إذا خرق قاعدة والدته لمرة واحدة ،

مرة واحدة فقط ،

لذا و بسعادة اومأ برأسه ليقوم من مجلسه و يودع وريقات الشجر و يذهب مع هذا الفتي ناحية الملعب ،

لم تمر عشر دقائق حتي احس كينما بالظلام مجدداً ،

اصبح التنفس اصعب مما كان عليه فما كان له ان يشهق اقوي ليدخل قدرًا اكثر من الهواء لرئتيه حتي لا يزداد هذا الالم يسار صدره

، لم يعرف باقي الاطفال ماذا يفعلون فما كان لهم سوي انهم احاطوا انفسهم حوله مكونين دائرة كالارانب بعيون فضولية و متسائلة ،

كان كينما يريدهم ان يبتعدو !

هم يحجبون الضوء و بالنسبة له كان الضوء الشئ الوحيد الذي يبعد عنه افكاره السيئة و الحزينة فمعني زوال الضوء هو ان يحل محله الظلام ،