الفصل الاول

534 24 331
                                    

○°صدفة عصير التفاح°○

لم يكن كورو يعرف ما المختلف في هذا المشفي بالذات ، فهو كدأبه لطالما مقت المستشفيات ايما مقت !

، فقد كان يكرهها بكل تفاصيلها تفصيلة تفصيلة ، ابتداءً باللون الابيض الذي يغلف كل شئ من حوائط و ارضيات و معاطف الاطباء و الممرضات ،

مروراً برائحة المعقمات التي تملأ المكان ممزوجة برائحة المرض لتعطي للمستشفيات تلك الرائحة الخاصة بها ،

انتهاءً بالجو العام المخيم علي المكان ،
جو عام من الكآبة و الحزن و اليأس

فصوت البكاء يهدر من جميع الانحاء لهؤلاء الذي فقدوا او علموا انهم سوف يفقدون احبائهم

كان كورو يكره هذا الجو العام اكثر من اي شي آخر ،

فهو لم يكن من محبي البكاء ، كان يري نفسه اكثر في الامل فقد كان صبور آمل و مؤمن بأن الافضل لم يأت بعد ،

كان مؤمن انه لم يعش بعد افضل ايام حياته ، لم يتعرف بعد علي افضل صديق ، لم يأكل بعد افضل وجبة ، لم يشاهد بعد افضل فلم ،

و كان اسلوب حياته هذا يجعله متفائل بطبعه

فكل يوم كان يستيقظ عالم ان الافضل ينتظره ،

لذا فإن وجوده في مكان يحتوي علي كم تلك الطاقة السلبية زاده مرضاً فوق مرضه لكن برغم كل هذا كان يوجد شئ مختلف في هذا المشفي ، لم يدر وقتها ما هو لكنه كان لا ينكر راحة و اطمئنان قلبه كلما تجول في الممرات ، برغم كل هذا المقت الدفين تجاه المستشفيات كان هذا المشفي مختلف

و هذا ما ادركه كورو بعدها

كان كل يوم من ايام بقائه في المستشفي يأخذ جولة في الممرات و يلمح ذلك الشعاع من السعادة الذي كان كفيل بجعله يتحمل فترة بقائه في هذا المكان الكئيب


"كورو! كورو ! اين انت ؟!"

كان هذا صوت والدة كورو تبحث عنه بعد ان غادر غرفته مجدداً و بمجرد ان سمع الصبي هذا النداء حتي لعن تحت انفاسه و هم بالهروب لاي مكان بعيد عن مرمي نظر والدته فهو بالفعل يعرف سبب ندائها له فبالطبع ستريده ان يأكل برتقالة !

حسنا البرتقال لطيف ! و لا يشكل مشكلة تماما بالنسبة لكورو لكن عندما تكون تلك هي البرتقالة السابعة لليوم فبالطبع سيهرب عندما يسمع نداء والدته المنذر ببرتقالة اخري و ليست اخيرة فوالدته - كباقي الامهات - كانت تؤمن ان البرتقال هو الدواء لاي داء مهما كانت خطورته !

فانيليا .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن