تعودٌ بي ذاكرتي الى أوّل كتاب قرأته، كان كتابا قديما، مستعارًا من أحد أصدقائي، أوراقه الصفّراء جعلتنى بعدها أعشقٌ كلّ الكتب الرثّة ذات اللون العتيق، كان له رائحة خاصةٍ، وأوراقه الكثيرة الكثيرة، لم تنتهي!! وفي مثل سنّى كان إلتهامه ونهايته مثابرةٌ وجهدٌ لا يعتاد عليه الصبيّة، لكننى لم أشعر بطول الكلمات ولم أمل منها، كانت أوّل عزلة جمعتنى بالعالم الموازى، أوّل هروبٍ، وأوّل لقاء مع غرباء استوطنوا في مخيّلتي لـ زمنٌ!شغف القراءة من ذاك الحين لم ينقطع، وعشق السّفر بين الأوراق الباليّة لم ينحصر، لا نخرج بعد نهايةٍ كلّ كتابٍ كما ندخل فيه، كلّ شيءٍ فينا يتغيّر، نظرتنا للحياة وللآخرين، إحساسنا وأفكارنا، شخصيّتنا تستقيم على تجارب ليست لنا و نتعلّم من كلّ تجربة درسًا، هو حتما لنا!
جميلة بان
أنت تقرأ
هتان
Randomيختلف نظرت المؤلفين في الكتب التي تدبّ بها الزّهد في التّرف النظريّ وتصبّح مقصوده في معرفة الهدى بدليله وتضمر بشغفٍ وبملح العلم ونكته ولطائفة جانبيّه لتصبح في مرتبة تبعيّة غير مقصودةٍ بالأصالة وإنّما مقصوده الأصليّ معرفة معاني الكلام وبثّها في النّا...