- تيريز: اذا ماذا قصدت عندما قلتي ان الجزيرة بدات بالطفو؟
- تريشا: سابقا، كانت جزيرة تورا تطفو بفعل سحر دراغو، لكنها دفنت بعد موته، لا اعرف السبب، لكنها عادت لتطفو ثانية قبل اسبوع، وما يزعجني اكثر، ان سحر الجاذبية لم يملكه سوى دراغو فهو من ابتكره،
- اريانا: اذا كيف طفت تورا؟
- تريشا: للاسف لا املك اجابة
- تيريز: هل تعتقدين ان دراغو قد علم سحره لاحد افراد شعبه الناجين الذي بدوره علمه لاحفاده
- تريشا: هذا مستحيل، لقد ذكرت آيريس في مذكراتها ان لا احد يعرف هذا السحر، بالاضافة لقد ذكرت ان هذا السحر يحتاج لمزج دماء اكثر من هجين، وهذا ما جعل السحر صعبا، فمن اين يمكن الحصول على دماء اكثر من عشرة هجائن، هذا غير ان على ملقي السحر ان يكون حاكما بالفطرة اي من احفاد دراغو، ويعلم لغة تورا
- اريانا: هذا حقا محير
- تيريز: هناك سؤال يؤرقني، ان كنتِ قد قراتِ المذكرات، اذا الا يجب ان تتواجد في مكتبتك الخاصة؟
- تريشا: اه كلا، لقد كنت احتفظ بها في غرفتي في قطيع والدي، لقد قراتها قبل ان يباد قطيعنا، لذا اظن انها احترقت
- اريانا: كم كان عمرك عند ابادة قطيعك، وماذا قصدت باحترقت؟
- تريشا: لقد كنت في الثالثة عشر ونصف، اما عن احترقت، فقد تم حرق منازل القطيع بعد قتل معظم افراده، وقد مات اخي في ذلك الحريق
تنهدت تريشا بحزن وحدقت في تيريز الذي يبدو عليه التفكير العميق
- تيريز: هل انت متاكدة ان اخاك مات في ذلك الحريق او هل تعرفين احدا غيرك من احفاد آيريس وآيلا
- تريشا: نسل آيريس وآيلا الخارق كان من دراغو ابن آيلا فقط، نظرا لان اخوته جميعا اولادهم اما من البشر او مستذئبون، لذا فاعتقد ان لا احد غيرنا بقي من نسل آيريس، اذكر انني فيما مضى تتبعت شجرة العائلة كلها، ولا احد امتلك هجائن من نسل دراغو غيرنا، لذا فمن المستحيل ان يكون غيرنا، اما بالنسبة لموت اخي، فلست متاكدة من موته، لكن اذكر انه كان في المنزل اثر احتراقه يحاول انقاذ الاطفال والعجزة
- تيريز: اذا فلا دليل على انه ميت
- تريشا: ربما؟
- تيريز: ربما هو من استعمل سحر دراغو، ان كان على قيد الحياة، هذا هو التفسير الوحيد
- تريشا: اتعني ان تيم قد يكون حيا؟
اوما تيريز مجيبا سؤال والدته التي ارتسمت على وجهها ابتسامة حالمة، ربما شقيقها الاكبر مازال حيا، سيكون هذا افضل شيء قد تسمعه في حياتها، تتمنى ان يكون هذا حقيقة، ليس مجرد احتمال،
لكن ان كان على قيد الحياة اذا لما لم يبحث عنها وعن امهما؟ لما لم يظهر نفسه لهما؟
لديها عدد كبير من الاسئلة وتريد جوابا بسرعة----
في مكان اخروامام منزل جميل متوسط الحجم، وقف رجلان احدهما بشعر بنفسجي تخلله بعض الشيب بعيون ذهبية، واخر بشعر فحمي وعيون بنفس اللون، يبدو في بداية عقده الثاني،
- الشاب: ماذا سنفعل الان؟
سال الشاب الرجل الماثل امامه
ليجيبه،- الرجل: اولويتنا هي انقاذ السجناء اولا ثم سنفكر بما سنفعل تاليا
- الشاب: ألديك خطة سيدي؟
- الرجل: اولا، لا تنادني سيدي، انا لست سيد احد، كما انك رفيق ابنتي لذا توقف عن التحدث معي برسمية
-الشاب: آسف
- الرجل: لا مشكلة، هل عادت الفتاتان؟
- الشاب:انهما تنتظرانك في الاعلى
- الرجل: حسنا
اومأ الرجل بخفة ثم طرق الباب لتفتح له امراة في نهاية الخمسينيات، بشعر ابيض وعيون برتقالية ضيقة،
- المراة: مرحبا بعودتكما
همست بشوق محتضنة الرجل ثم الشاب- الرجل: كيف حالك امي
- المراة: بخير عزيزي، لم ارك منذ اسبوع
حدثته بعتاب ليتحدث باسف
- الرجل: انا اسف امي، لكن تعرفين ان هناك امور علي القيام بها
هزت المراة راسها باسف وملامحها طغى عليها الالم والحزن ثم ربتت على كتفه بحنان،
- الرجل: اين صغيرتاي
لم يكد ينتهي من جملته حتى انقضت عليه مراهقتان متشابهتان في الملامح باختلاف الوان الاعين،
- ابي، لقد اشتقت اليك كثيرا، لقد غبت لاسبوع هذه المرةتحدثت الاولى ذات الشعر البنسجي والاعين الذهبية، لتحرك الاخرى راسها موافقة توامتها
- الرجل: اسف عزيزتاي، لقد شارف عملي على الانتهاء وعندها لن افارقكما ابدا
تحدث بهدوء وعيناه تلمعان بوميض خاطف وهو يشدد على احتضان ابنتيه
----في قطيع القمر الذهبي
- ابي، متى سنذهب؟
سال روس والده بحماس يشوبه بعض القلق ليجيبه بروس بهدوء،
- بروس: قريبا جدا، اتمنى انك استعديت جيدا
- روس: لا تقلق، انا جاهز انتظر فقط اشارتك للذهاب
- بروس: سنذهب عندما ياتي
- روس: من هو؟
- بروس: مفتاح نجاح عملية انقاذ والدتك واخيك
- روس: ومتى سياتي؟
- بروس: لا اعلم، هناك امور عليه انجازها قبل ان تبدا المهمة، اذهب لتستريح قليلا، بالتاكيد قد ارهقك التدريب مع جاستن
فور ان انهى بروس جملته حتى ارتعش جسد ابنه، مجرد ذكر التدريب مع جاستن يجعل جسده يقشعر،
- روس: ابي، لا يمكنك تسمية ما افعله مع جاستن تدريبا، انه تعذيب~
تذمر روس بانزعاج جاعلا من بروس يتنهد بتعب، كل اولاده في كفة، و روس في كفة اخرى، مشاغب، مندفع، مهمل، مزعج، كوميدي، غير منظم، لا مبال، متهور، والعديد من الصفات الاخرى التي تجعله يشعر بالاسف على رفيقة ابنه التي ستعاني معه
-----