البارت الرابع

1.4K 81 1
                                    

"منقذة قلبي"
"البارت الرابع"

_لاحظ أمجد صدمة مراد ولكنه لم يندهش لأنه كان يعلم جيداً ماذا ستفعل هذا الكلمات بمراد ولكنه كان يجب أن يخبره حتى ينتهي من هذا العذاب الذي يشعر به طوال الثلاث سنوات....
_كان مراد يشعر وكأنه بعالم آخر،هل هذا حلم،هل يحلم بها مره أخرى نعم هو دائماً يحلم بها ربما يكون هذا أيضاً أحد أحلامه استمر فى فتح عينيه وإغلاقها ولكن كانت الصدمه هذا ليس حلم لا إنه حقيقه نعم لقد وجدها لقد وجد ملاكه،تحرك مراد ببطء شديد يحاول نزع تلك الأجهزة المتصله بجسده....انتفض أمجد عند رؤيته لما يفعله مراد وقال بجديه:مراد انت اتجننت إيه اللي إنت بتعمله ده اعقل يامراد هاتموت نفسك
_مراد وكأنه كان مغيبا عن الوعي:أعقل!؟ أعقل إيه عقل إيه اللي إنت بتتكلم عنه.....أخذت الدموع تنهمر من عينيه وهو يقول:عاوزني أعقل ياأمجد عاوزني أعرف إنها جنبي ومعايا فى نفس المكان وما اروحش ليها انت بتقول إيه ياأمجد أنا لازم أقوم أشوفها دلوقتي ياأمجد ساعدني ياأمجد،أنا لاقتها بعد السنين دي كلها اللي قعدت أدور عليها فيها ده انا كنت باموت فى اليوم ألف مره
_أمجد بحزن على صديقه (فهو يعلم ماذا تعني رحيق بالنسبه له وكم عانى فى سبيل البحث عنها):اهدى يامراد والله عارف كل اللي بتقوله ده عارف انت دورت عليها اد إيه بس اللي إنت هاتعمله ده هايأذيك إنت وهي
_مراد وسط دموعه:لا مش هاهدى ياأمجد مش هاهدى لازم أشوف رحيق واطمن عليها
_أمجد وهو يحاول إقناعه اقترب منه وقال بصوت منخفض:إنت أكيد عارف إن شريف الأيوبي حاطط حد من رجالته هنا فى المستشفى عشان يوصله أخبارك أول بأول،وطبعا هاينقله كل حرف فاهدى كده واسمعني عشان إنت كده مش هاتتأذي لوحدك.....هدأ مراد قليلا....ثم تابع أمجد قائلاً:كده كده رحيق نايمه دلوقتي لما تفوق تبقى تروحلها،ثم تابع بغموض:أو هي اللي هاتجيلك وساعتها كل اللي بنفكر فيه هايطلع صح يامراد،حاول تهدى بقى وتنام انت كمان عشان اللي جاي شكله هايبقى تقيل أوي ياصاحبي.......
صمت مراد وهو ينظر لسقف الغرفه والدموع تهبط من عينيه ويفكر فى السبب الذي جعله يفترق عن رحيق كل تلك السنوات نعم لقد كان بسببه هو نعم،نظر مراد بشر وهو يتوعد له:نهايتك قربت أوي........هاخليك تتمنى الموت ومش هانولهولك.......
....................
فى شركة شريف الأيوبي وبالتحديد فى مكتبه كان المكتب كأنه قام إعصار بضربه كان لا يوجد شيء فى المكتب إلا وقد انكسر إلى مائة قطعه.....دخل أحد حراسه عليه وكان يبتلع ريقه بصعوبه وجسده يرتجف بشده فهو يعلم أن شريف عندما يغضب لا يرى أمامه ومن الممكن أن يقتل أحد دون رحمه
_الحارس بتوتر:شريف بيه
_شريف وقد أمسك المزهريه وقذف الحارس بها فاصطدمت برأسه وأصبح ينزف كثيرا ولكنه ظل واقفا وثابتا حتى لا يفعل به أكثر من هذا
_شريف بغضب عارم:أغبيه أغبيه مشغل عندي شوية متخلفين،هو ده اللي فى ذمة الله أهو فاق ياشوية بهايم أهو فاق وهو أكيد عارف مين اللي عمل فيه كده.....ثم تابع بصراخ رج أرجاء المكان: مشغل معايا شوية بهايم
_الحارس بتوتر:ياشريف بيه هو كان هايموت فعلا بس فى واحده كده شغاله فى المستشفى بتاعة أبوه هي اللي عملت كل اللي تقدر عليه ورجعته تاني
_شريف بغضب عارم:والحل دلوقتي ياغبي،مراد الدمنهوري أنا عارفه وهو سكت المره اللي فاتت المره دي مش هايسكت
_الحارس وما زالت رأسه تنزف بشده قال بينه وبين نفسه:ياأخي يارب يقوم ويخلصنا منك ومن شرك روح ربنا ينتقم منك إنت وأمثالك
_شريف بخبث:بس هو لسه فى المستشفى يعني ممكن يموت بسبب حقنه أو أي غلط طبي بتحصل كتير ولا إنت إيه رأيك
_الحارس بتوتر:طبعا طبعا ياشريف بيه اللي إنت عاوزه هايتنفذ
_شريف وقد التمعت عيناه بالشر:مش هاتخرج على رجلك ياابن الدمنهوري ياانا ياانت فى السوق....ثم تابع بشر:الفاتحه على روح ابن الدمنهوري
_الحارس بينه وبين نفسه:المره دي أنا اللي هاتصرف لإن الحيه دي ما ينفعش تفضل عايشه أبداً
_ترك الحارس مكتب شريف وهو ينوي تنفيذ ما يفكر به.
...................
"إيه ياعم قاعد لوحدك وحاطط إيديك على خدك زي الواحده المطلقه كده ليه"
كانت هذه الكلمات التي وجهها صديق أشرف إليه،حيث كان أشرف يجلس فى الكافيتريا وهو يفكر فى ما قالته له رحيق ويشعر بأن رأسه يكاد يحترق بسبب ما قالته له
_أشرف بضيق:مش فايقلك دلوقتي عاوز إيه
_صديق أشرف بخبث:إيه هي رحيق إدتك على دماغك تاني ولا إيه
_أشرف بغضب وقام بإمساك صديقه من ياقة قميصه:ولا فى إيه اتلم ولم نفسك أحسنلك وبعدين رحيق مين دي اللي أبصلها من قلة البنات ولا إيه ده أنا البنات بيترموا تحت رجلي وأنا اللي بارفضهم
_صديقه وهو يحاول الإفلات من بين يديه:ياعم اتنيل إجري ده إنت هاتموت عليها وهي مش معبراك....ثم التمعت عينيه بخبث قائلاً:والصراحه تستاهل أدب وأخلاق ده غير إنها من أشطر الدكاتره اللي فى المستشفى،إنت متوقع إنها تبصلك أصلاً ياأشرف فوق ده انت بتحلم حلم كبير أوي عليك ياصاحبي
_أشرف وقد وصل غضبه إلى أقصى درجه فكان كالبركان الثائر قام بلكم صديقه وقال له:هاتشوفها وهي جايه تركع تحت رجلي ياروح أمك عشان أتجوزها ست رحيق اللي إنت فرحان بيها أوي دي وأنا ساعتها هاذلها وهاذل أنفاسها بس إستنى عليا
_نظر صديقه له بخوف وهو يمسح أنفه فقد كان ملطخا بالدماء بسبب لكمة أشرف القويه :ناوي عليه ياأشرف إنت شكلك اتجننت
_ابتسم أشرف بشر:هو انت لسه شوفت جنان ده أنا هاخليها تتمنى الموت........عشان تبقى تتفرد وتتني عليا أنا بنت عاصم.............
..........................
"يابابا سيبني أروح لمراد أشوفه وأطمن عليه بالله عليك يابابا نفسي أشوفه سيبني يابابا"
كانت هذه الكلمات التي قالتها تاليا لوالدها وهي تبكي بشده وتترجاه أن يتركها تذهب إلى مراد لتطمئن عليه
_عبد العزيز والدها بقسوه:إنتي يابت هبله ولا بجحه ولا صنف ملتك إيه ها عاوزه تروحي تطمني عليه ليه وبأمارة إيه يابه يخربيت بجاحتك،بس كله بسببي أنا اللي دلعتك وكنت باجبلك كل حاجه من ساعة ما أمك ماتت سامحيني أنا اللي عملت فيكي كده وانا بقى اللي هاربيكي يابنتي
_تاليا وهي ما زالت تبكي بندم:يابابا والله أنا آسفه مش هاتتكرر مره تانيه والله بس سيبني اروحله يابابا
_والدها بحنان وهو يمسك يدها ويمرر يده على رأسها:يابنتي ما تعمليش فى نفسك كده هو إنتي مفكراني مش عاوزك تروحي عشان خاطر مين ما هو عشان خاطرك يابنتي،عشان خاطر كرامتك،يابنتي مراد محذرك أكتر من مره إنك تقربي منه أو من أي حد من عيلته،وهو الصراحه عنده حق بعد اللي عملتيه فيه زمان واحد غيره ما كنش عمره هايسكت،بس هو سكت عشان خاطري أنا عارفه كويس،كفايه كده بقى يابنتي
_تاليا وهي ما زالت تبكي:يابابا والله ما كانش قصدي أنا بس كنت عاوزه.......قاطعها والدها وهو يقول بغضب:اقفلي بوقك بلا قصدك بلا زفت نفسك ما اسمعهوش تاني ومفيش خروج بره الڤله أبدا وابقي وريني بقى هاتعملي إيه.....ثم خرج وصفق باب الغرفه بشده
_تاليا وهي ما زالت تبكي وقالت بخفوت:هاروحله صدقني هاروحله ومحدش هايمنعني إني أطمن على مراد محدش هايمنعني أبدا........
........................
بعد مرور عدة ساعات مرت على مراد وكأنها دهرا كاملاً فهو يريد رؤيتها،يريد سماع صوتها،نعم يريدها بشده لا لن يتركها لن يتركها تذهب مره أخرى
_فتحت رحيق عينيها ببطء،وهي تشعر بألم شديد فى رأسها وجسدها بالكامل نظرت فوجدت رغد نائمه بجوارها فحاولت رحيق ايقاظها وهزتها حتى تستيقظ:رغد رغد
_شهقت رغد ونهضت مفزوعه وهي تردد: إيه فى إيه يارحيق إنتي كويسه ايه حصلك حاجه أنادي على الدكتوره طب......
_قاطعتها رحيق وهي تقول بخفوت:بالراحه اهدي اهدي يارغد أنا كويسه والله بس أنا إيه اللي جابني هنا بس أنا حاسه إني مش فاكره أي حاجه خالص
_أخذت رغد تقص عليها ما حدث وكيف سقطت مغشياً عليها فى غرفة مراد.....شهقت رحيق وفتحت عينيها بصدمه وقد تذكرت كل شيء وأخذت تبكي مجدداً:يارغد مراد لاقيته طلع هو يارغد أنا لاقيته يارغد لازم اروح له يارغد مش هاسمحله يبعد عني تاني مش هاسيبه تاني
_رغد وهي مصدومه:قص...قصدك إنك لاقيتي مراد....مراد يارحيق مراد مين.....مراد أكيد مش هو صح
_رحيق وهي تبكي والدموع تغزو وجهها بغزاره:ايوه هو والله هو يارغد والله العظيم هو مراد لاقيته هو صوته هو حتى هو كمان متأكدة إنه مستنيني....وهمت رحيق بالنهوض حتى تذهب إليه ولكن رغد منعتها:مش هاسمحلك يارحيق تقومي بمنظرك ده إنتي لسه تعبانه مستحيل يحصل مش هاسيبك
_رحيق بغضب عارم وهي ما زالت تبكي:خلاص ابعدي أنا هاقوم لوحدي مش عاوزاكي تساعديني...
_رغد بتوتر:يارحيق ما ينفعش تقومي لازم ترتاحي شويه
_رحيق بنفس الغضب:صدقيني ولا ثانيه واحده ياتوديني اوضة مراد ياهروحها لوحدي ومستغنيه عن خدماتك
_رغد بحزن على صديقتها (فهي تعلم كم كانت تفكر بمراد فكانت لا تخلو جلسه بينهم من ذكره فهي تعلم أن رحيق تفكر به دوما):خلاص خلاص هاساعدك بس أنا نسيت أقولك إن ممكن باباكي ومامتك يجوا بعد شويه عشان مامتك اتصلت وأخذت رغد تقص عليها تفاصيل المكالمه بينها وبين والدتها
_رحيق وكأنها بعالم آخر:اللي يجي يجي أنا مش هاسيب مراد لوحده أبدا مش هايحصل مش هاسيبه تاني
_ساعدتها رغد على النهوض واتجهوا إلى غرفة مراد.......
..........................
قبل بعض الوقت
_فى منزل رحيق
_عاصم والد رحيق بغضب:والله ما أنا عارف آخرة اللي بنتك بتعمله ده إيه
_أمل والدة رحيق بهدوء:أنا قولتلك كل حاجه وأظن انت صاحب مؤمن وعارفه كويس وعارف اللي عمله معاها فاهدى كده ويلا عشان ما نتأخرش على الزياره
_عاصم بهدوء:أنا عارف مؤمن عمل إيه كويس مع بنتي بس أنا باتكلم على إنها تبات برا البيت ما ينفعش كده ياأمل
_قاطعهم دخول نور وهي توجه الحديث لوالدها: إيه ياحاج اومال هاتعالجه بالبلوتوث ولا إيه ما يبقاش خلقك ضيق كده اومال
_عاصم لنور وهو يضحك:وهو انتي فى حد يغلبك فى الكلام ياأم لسانين والله قعدتك مع البت رحيق جابت نتيجه ما كنتيش بتفتحي بوقك ولو حد قالك كلمه تعيطي
_نور هي تضحك:لا ده كان زمان....ثم تذكرت ما حدث بينها وبين إياد وقالت:اه كان زمان فعلا دلوقتي بقيت اصوت واعيط ما بقتش اعيط بس
_عاصم بضحك:ما أنا عارفك أكتر من نفسي.....
_قاطعتهم أمل وهي تقول:يلا نرغي كمان شويه أصل احنا فاضيين مش ورانا حاجه أدخل أعملكم شاي
_نور ببرود: بالنعناع
_أمل بغضب وهي تنتحني لأسفل لتمسك بحذائها:بالشبشب عارفه الشبشب يانور شكلك نسيتيه....ثم قامت برميه تجاه نور التي تفادته بصعوبه
_نور بتوتر:ودي حاجه تتنسي ياماما وبعدين ما انتي شايفاني عماله اتحيل على بابا من الصبح ومش راضي يتحرك
_نظرت أمل بشر تجاه عاصم الذي قال بحنان:بقى ياأموله هاتصدقي اللي تنقصف رقبتها دي انتي ما تعرفيش عاصم....
_قاطعتهم نور وهي تقول: إيه ياعم سوما العاشق إنت نحن هنا هانسيب العيال يولعوا فى المستشفى وإنت قاعد هنا أموله وكبسوله.....نظر لها عاصم بشر فعلمت أنها لن تسلم من يديه فركضت باتجاه الباب وفتحته وقالت:مستنياكم تحت بقى ماشي ما تتأخروش....ثم نظرت باتجاه والدها وقالت:اونكل سوما ما تتأخرش بقى....ثم نزلت مسرعه
_كانت أمل تضحك على ابنتها....ثم نظرت باتجاه عاصم:يلا ياعاصم يلا بقى اتأخرنا أوي
_عاصم:حاضر ياستي جاي أهو
وخرجوا جميعا ليذهبوا إلى المشفى وهم لا يعلموا ما ينتظرهم هناك............
...........................
_كانت رغد ورحيق يتجهان معا إلى غرفة مراد لم تكن رحيق تعرف هوية مشاعرها أهي فرح حزن أم توتر لم تكن تشعر سوى بقلبها الذي كاد أن يترك جسدها بكامله ويقفز خارجاً كانت رحيق تعتقد أن أي أحد بجوارها يستطيع سماع دقات قلبها حتى أنها تجزم أن رغد كانت تسمعها بالفعل......حتى وصلت إلى غرفة مراد كانت يديها ترتعش بشده فلم تقدر على فتح الباب فقامت رغد بفتحه لها....سارت رحيق وهي تقدم رجلاً وتؤخر أخرى كانت تشعر بدقات قلبها المتسارعه وكذلك كانت أنفاسها اقتربت من سرير مراد......... كان أمجد نائماً بجواره وكان مراد كذلك اقتربت منه رحيق وأخذت أنفاسها فى التسارع وكانت تبكي بشده.....فتح مراد عينيه ببطء وكأنه شعر بوجودها أخذ ينظر لها بدهشه وهو مصدوم أهذه هي رحيق!!؟أخذ يمرر عينيه على وجهها وكأنه يتحقق من ملامحها حتى صعد صوتها بخفوت:مراد
_أخذت أنفاس مراد بالتسارع هو أيضا وقلبه كاد يقفز من مكانه نعم صوتها إنها هي،هو لا يحلم هي بذات نفسها تقف بجواره إنها هي،حتى صدح صوته بخفوت وكانت الدموع تتلألأ فى عينيه :رحيق..............
يتبع.......

نوفيلا "منقذة قلبي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن