٠٢

44 5 17
                                    

بسم الله

تَسكُن قلمي والميم باء
حِبرِي أنت بدون راء
فَهل لي منك يا رفيق عناء
قَلبت همزَتُهُ لِقاف؟.

        ___________________________________________

             

في أقَاصي جنوب غابة التايغا ،جذوع أشجار الصنوبر العالي غطت معظم الأرض المتوردة
تلك المليحة تمشي حذرة،مركزة في طريقها...
سويعات من المضي قدماً في ذلك الدرب الرحيب، حكمت على قدميها التوقف بعد أن لمحت  الشمس قد ظُلِلت صفرتها من بين فروع أشجارٍ غطت تكامل شكلها الكروي...
حفيف اوراقٍ وتلاطم  الاغصان، والسماءٌ أخدت تتحشم بالغروب بالفعل ...
استردت وعيها تسعى في إكمال  سيرها ،بوجهٍ بدون ملامح،يتمايل جسدها على الدرب المنحني، تترقب اقترابها من بوابة منزلٍ صُنِعَ من الخشب الشيري،غُلب على المكان رائحة كعكة المشمش...

-لقد عدت-

تلفظت بها بعد دخولها مُتقدمة مَربَع أمها

-اهلا بالعودة بنيتي-

وضعت ميار تلك السلة المملوءة بأنواع من الفواكه الطرية الناعمة،ثم تأهَّبت بالخروج تُجاه حجرتها...

تنهدت والدتها بعد إبصار  حالةِ ابنتها
شهرين قد مضت بالفعل ، والحزن لازال يقتات  من بريق عينيها ولمعان وجهها...

ذلك اليوم كان بداية فقدانها كل شيء...

رحيله كان عسير...

٠٧:٣٤
صباحاً

فتحت اجفانها من بعد نوم دام ساعات طويلة، أبصرت السقف عُليَاها قبل أن تهُب جالسة تتعبأ بنشاطّ مفاجىء...

خطت خارج  غرفتها  قاصدةً  مَقر والدتها ،توقفت إزاءِ الباب  تتنَّسم  عبير خبز القمح الاسمر الذي طُبِخ للتو...


-يا لبهاءِ هذه الرائحة-
انبأت ميار بينما أخذت محلاّ حِيال طاولة الإفطار

-ويا لرِقة فتاتي في هذا الصباح-
ردت والدتها  عليها ببشاشة

تبسمت  لها ميار ثم شَرعت في تناول  إفطارها ،تحاور  أمها في ما عملها لليوم ،ومهامهم لهذا اليوم...قُطِع حديثهم بطُرقاتٍ في الباب

-قادمة-
صاحت بيها ميار وهيا متجهة نحو الباب

فور فتحها للباب الخشبي لم تعثر على حضور أي كائن قُبالة الباب ... لمحت بريد  متموضع على عتبة  باب المنزل

مُذكرة  عميقة-ᴅᴇᴇᴘ ɴᴏᴛᴇحيث تعيش القصص. اكتشف الآن