٠٣

32 3 21
                                    

بسم الله

__________________

ها هو ذا شهر جديد يحل على القرية، أجواء احتفالية  عامرة بالسعادة والأمل قد فاع في الفضاء
السماء بحلتها الشتوية قد أثلجت  لتغمر الشوارع وأسطح المنازل حتى أغصان الشجر العاري المزين بأضواء  عيد الميلاد ،الأرصفة معتجة بالناس الذين لم يمنعهم البرد الشديد من الخروج والإحتفال، أصواتهم وضحكاتهم العالية قد عمت وملأت سمع السكون
منهم من يتنزه برفقة أصدقائه ومنهم من يقضي وقتاً ممتعاً مع عائلته و هناك من يتقاسم طعام العيد مع بعضهم البعض .
الكل بدا سعيداً ومبتهجاً ما عدا شخص واحد...
...بيدها سلة تحمل فيها قطتها الصغيرة تُبَدد وحدتها القاتلة،

كانت ميار وفي تلك  الأمسية تسير على حافة الطريق المؤدي إلى مقر والدتها أعماق الأرض بين الأتربة والديدان...خطواتها كانت ذات وقع بطيء و منكسرة،نفسيتها متعبة وشبه منطفئة على عكس الأضواء المحاطة بها
فور وصولها لمَسكَن والدتها الجديد  ارتمت ساجدة  تبكي مكتومة الفم  الألم يفتكُ بها ...

-ضاقت عليَ الأرض  ولم أجد  من هذه الأرض سوى هذه الحفرة التي وُضِعَ فيها قلبكِ الطاهر أمي-

قالت  بين غمتها القاهرة،حدقت طويلاً بالثرى  ثم رفعت رأسها للسماء وقالت:
-رباه  لم أكن لأجزع لكنني ما عدت أشعر بأنني على قيد الحياة...خذني إليها...هذه الأرض ماعادت واسعة بدونها...إنها تضيق كل يوم حتى اصبحت أشعر إنني اعيش بين صخرتين...انا لست بخير أمي...أشعر أن روحي دفنت معكِ... أَيعيش المرء بلا روح ؟
لم أكن أتصور يوماً أن أكون فوق الأرض وانتِ مدفونة تحتها...لقد خفت عليك دائماً   من خدش يصيبك...لم تتجرأ يدي على رمي الثرى عليكِ...لم أستطع أن أفعلها... خشيت أن يؤلمكِ ذلك، لم أذهب عن قبركِ ذلك اليوم،خشيت أن تؤلمكِ الوحدة...خشيت أن يؤذيك البرد...جلست عند قبركِ كطفلةٍ  تائهة... تخيلت ان هذا مجرد كابوس...ويؤلمني يقيني أنكِ حقا رحلتيِ أمي ...
أذلّت جسدها على الشجرة  خلفها تداعب قطتها التي كانت تلعب  ببعض الوريقات  قد هوت من الشجرة فوقهم...شهقاتها مرتفعة  إثر بكائها ،ذكريات قديمة زارت  بصيرَتها...

قبل  ٥ سنوات

أَتمنى لو أَن كل الأَيام هي عيد الميلاد"

أَو سنة جديدة ألن تكون بِنفس المتعة "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 20, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مُذكرة  عميقة-ᴅᴇᴇᴘ ɴᴏᴛᴇحيث تعيش القصص. اكتشف الآن