زوجة الأب تريمين

795 32 21
                                    


الجميع سمع عن قصة سندريلا و الأمير اللذان عاشا حياة سعيدة إلى الأبد..

و ما أعنيه بـ" إلى الأبد " ليس أن السعادة صدفة وقعت من السماء!
بل؛ خطة محكمة نسجت أوتارها على مر السنين.

سندريلا ليست بالبراءة التي تبدو عليها،
كانت شريرة بقدر ما كانت بريئة..
ما يجلب السعادة الأبدية هو الجهد المثمر و الدهاء الفذ.
فليس الصمت صبرا، و لا الصبر ضعفا.

// قبل ثلاث سنوات من حصول سندريلا على السعادة الأبدية..

كانت سندريلا لا تزال في الخامسة عشرة آن ذاك.
فتاة في مرحلة المراهقة بشعر ذهبي مشدود في جدائل متقنة بإحكام.

كانت تجثو أمام قبر حمل اسم أمها، التي ابتلعها التراب.

ظلت تبكي على هذه الحال لأيام..
صباحا حالما تستيقظ من النوم،
و مياءا قبل الخلوذ إلى الفراش كي تغفو بعد أن تبلل وسادتها بدموع مالحة من القهر.

كان خبر وفاة والدتها بمثابة صاعقة اخترقة محيطها الهادئ، ذا المناخ المشرق.
ليهتاج هذا المحيط بأمواج تعصف بها دون رحمة.

بعد مرور بضعة أسابيع كئيبة منذ الجنازة، بدأت سندريلا تغادر حزنها شيئا فشيئا.
و زاد أثناء ذلك تعلقها بوالدها إلى حد الجنون، خاصة بعد أن طردت جميع الخدم في القصر.

عرف والد سندريلا بتجارته الناجحة و المربحة.
كان شخصا حكيما في اتخاء القرارات، بل و لطيفا اتجاه ابنته الوحيدة و يعاملها بدلال.
و ذات يوم ذهب الأب الحنون في رحلة عمل، أذرت عليه دخلا ناجعا.
عدا أن شريكه غرق بإحدى السفن التي تحمل البضائع، و لحسن الحظ لم يكن والد سندريلا يستقل نفس السفينة بل أخرى.

هذا الرجل يملك زوجة تدعى السيدة تريمين و ابنتين دريزيلا و أناستازيا، لم يستطع كاهل الأب احتمال ثقل الذنب العارم الذي اجتاحه اتجاه عائلة شريكة، لم يشأ أن يدعهم يتشردون بينما تنقض عليهم أنياب التجار المحتالين لتنهب ثروتهم.

فقرر بعد ذلك أن يتحمل المسؤولية، و كي يمنع عنه القيل و القال لإحضاره أرملة شريكه إلى البيت، فضل أن يعقد معها قرانا دون حفلة زفاف و أن يتبنى ابنتيها و تكبرا مع سندريلا فتينك الفتيات متقاربات في العمر.

وقفت العربة الفاخرة في مقدمة القصر المتواضع، و وقفت قبالتها سندريلا منتظرة والدها بشوق.
لكن اللوات فتح لهن الباب الخشبي المزين، كن بمثابة صاعقة ثانية في حياتها.

امرأة في عقدها الثالث، و فتاتان إحداهما في نفس عمرها ذات شعر أسود، بينما الأخرى تصغرها بعام و لها شعر أحمر ناري.
لقد كرهتهن و كرهت مجرد النظر إلى والدها.
حاول شرح الأمور لها بعد أن دخلوا غرفة الجلوس.
لكنها و بشكل غريب قالت أنها تفهم الأمر، عدا أن تعابيرها كانت توحي بخلاف ذلك.

خلف قناع السندريلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن