العرابة الساحرة

273 25 8
                                    

"أهلا بعرابة أمي الساحرة~"
قالتها سندريلا بنوع من المزاح، بينما تذرف تلك الساحرة الدموع بشكل ادرامي.
حركت يدها في الهواء ليظهر منديل استحدمته لكبح شلال الدموع المالحة.
كانت امرأة في عقدها الثالث، ذات بشرة بيضاء، و شعر بني مصفف باحتراف.

راحت تحاول معانقة سندريلا لكن الأخرى ظلت تتملص من بين ذراعيها كلما سجنتها في حضنها.
"لا أصدق أنه تزوج امرأة أخرى عدا أمك.. ذلك الخائن.. لقد وعد بتربيتك بنفسه، فلما أحضر بنات أخريات"
"تماما"
ردت سندريلا و قد تغير مزاجها مئة و ثمانين درجة.

لكنها سرعان ما رفعت رأسها بشموخ و قد قطبت حاجبيها عازمة على الإنتقام.
"لهذا أتيت إليك.. أريد الإنتقام"
سرعان ما ابتسمت لتشاركها الساحرة بذات الإبتسامة أيضا.

بالتأكيد لم تكن ابتسامة تنم على الخير، إنما ابتسامة شر مشتركة بين الإثنتين.
مضى الوقت بسرعة و هما تتناقشان حول خطتهما، إلى أن قاربت الشمس ملامسة الأفق.
كانت بعض من أشعتها قد تسربت بالفعل.

نهضت سندريلا من مستقرها، و عادت إلى المنزل عدوا قبل استيقاظ الآخرين.
حالما وصلت دخلت المطبخ، و باشرت في إعداد الفطور.
في ذلك اليوم لم تنم طوال الليل؛ لدى أخذت قيلولة طويلة بعد الظهيرة مما أثار استغراب الجميع.
فعادة ما تكون سندريلا نشيطة و حيوية.

لم تمضي سوى بضعة أسابيع و ها هو والد سندريلا يغادر من أجل عمل جديد، بحكم طبيعة مهنته كتاجر.
بدا له وداع سندريلا غريبا هذه المرة.
فقد وقفت على مسافة منه بينما تلوح له مع ابتسامة غريبة.
"وداعا.. يا أبي"

لم يكن من عادتها قول كلمة 'وداعا' بدل 'إلى اللقاء'.
لكنه لم يعلق على الأمر و اكتفى بالتلويح كرد.

بعد ثلاثة أيام فقط، وصل خبر وفاة والد سندريلا إليها و للسيدة تريمين.
صعدت سندريلا غرفتها بسرعة، لدى خالها الجميع صدمت.

كان المنزل في حالة من الفوضى، الزوار يأتون من كل مكان و سندريلا لا تزال حبيسة غرفتها و تأبى الخروج.
لقد انتقلت ثروة العائلة كلها إلى زوجة الأب كون الفتيات ما زلن صغيرات لتحمل مسؤولية الإرث.

في ذات الليلة هربت سندريلا مجددا نحو الغابة، و التقت بعرابة أمها و التي أصبحة عرابتها الساحرة.
ارتمت في حضنها و عانقتها هذه المرة من دون تذمر.
ظللن على هذا الحال لمدة قبل أن تفصلا العناق أخيرا.

امتدت يد العرابة لتمسح وجنتي سندريلا المبللتين.
لكن سرعان ما أجهشتا معا في الضحك تزامنا مع بعضهما البعض.

خلف قناع السندريلاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن