كانت تسير بغير هدى والدموع تنهمر على وجنتيها وهى تتذكر عائلتها الراحة، كم كانت سعيدة بجوارهم والان هى بمفردها فى هذه الحياة لا تصدق ما وصلت اليه من مصائب، بعد كثير من السير تعبت قدميها فجلست على أقرب مقعد وهى تنظر امامها تنهدت تنهيده مليئه بالحزن وقالت لنفسها:
-جوزك عنده حق يافاطمه مايصحش اقعد معاكم اكتر من كدا المفروض انا اللي كنت رفضت اجي من الاول يارب يارب كون عون وسند ليا ماعتش ليا غيرك يارب احميني.
ظلت تارة تتحدث مع نفسها وتارة آخرى تناجي ربها وتارة آخرى تبكي وتتذكر اشقائها، بعد مرور عدت ساعات نهضت لتبحث عن مكان لتخلد به، وهى تدعوا من الله ان تجد من يساعدها؛ اقتربت من إحدى الفنادق الصغيرة ودلفت لتسأل عن سعر قضاء ليلة وجدت السعر غير مناسب لها
كما انها كانت تشعر بانقباض قلبها بسبب نظرات صاحب المكان ونظرات الشباب لها خرجت سريعا لتبحث عن مكان آخر؛ واثناء تجولها قابلت هنا وخالتها قامت هنا بأحتضانها وتقبيلها وقالت:
-مس حبيبتي وحشتيني اوى
نظرت لها لتين وارتسمت إبتسامة على شفتيها وقالت:
-انتي اكتر حبيبتي
هتفت هنا قائله:
خالتو دي المس بتاعتي اللي كلمتك عنها، ثم وجهت حديثها للتين قائله:
دي تبقى خالتو يامس
اقتربت منها وقامت بأحتضان لتين بحزن وقالت:
-البقاء لله حبيبتي
تجمعت العبرات في أعين لتين وقالت:
-ونعمه بالله
اردفت هنا بتساؤل قائلة:
-هو حضرتك بتعملي إيه
اجابتها بحزن لتين وقالت:
-كنت بدور على مكان اقعد فيه لان ماليش حد بعد اخواتي الله يرحمهم وطبعا بيتنا اتحرق ومبقاش ينفع
سألت هنا قائله:
-اومال حضرتك كنتي فين اليومين اللي فاتو
اجابتها لتين قائله
-كنت قاعده عند صاحبتي صمتت لدقائق وقالت
بس ماينفعش أفضل عندها عشان جوزها
تحدثت خالت هنا وقالت:
-حبيبتي انا عندي شقه بأجرها اي رأيك تيجي تقعدي فيها
اردفت هنا بحماس شديد وهى تؤيد تلك الفكرة:
-ايوه يامس بالله عليكي توافقي واهو تبقي معايا وجمبي ولا انتي مش حابه تبقي معايا
تنهدت لتين و قالت:
-بس بشرط ادفع ايجار زيي زي اي حد
اماءت خالتها وقالت بابتسامة:
-ماشي ياستي وانا موافقه ياله بقى الوقت بدأ يتأخر.
ذهبت لتين معهم وهيا تحمد ربها على ماحدث معها وهذا أفضل بكثير من اي فندق اومكان اخر
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان يجلس وهو يمسك تلك الصورة التى التقها إليها باحدى المرات التى رائها بها كانت سعيدة وتبتسم كان قلبه يخفق بلا توقف كلما تذكرها أو رأى صورتها
فاق من شروده على دخول صديقه وهو يقول بمرح:
- اى يعم الحبيب هتفضل متنح لصورتها كتير
نظر له محمد بغيظ:
- بس ياض يا عديم المشاعر أنت
ابتسم مصطفى وهو يردف بسخريه:
- مشاعر أى يعم دى مبتكلش عيش المهم انت ناوى تكلمها امتا فى موضوعك.
تنهد محمد واردف بضيق:
- مش عارف موضوع اخواتها دا مأثر عليها جداً خايف يكون الوقت مش مناسب خالص.
هز مصطفى رأسه بنفى وهو يقول:
_ فات شهر وكمان هى محتاجه ليك فى الوقت دا أكيد يعنى مش هتفضل عايشه عند صحبتها العمر كله.
رد محمد بتأكيد:
_ معاك حق، انهارده باذن الله هكلم خالتى فى الموضوع
أنت عارف أنا بعتبرها زى أمي بظبط.
رتب مصطفى على كتف محمد قائلاً:
_ مبروك يا صاحبي وربنا يتمملك علي خير
ابتسم محمد وقال:
الله يبارك فيك يا درش
نهض مصطفى متذكراً شيئاً ما وهو يصيح قائلاً:
_ يلهوي أنا نسيت البت أمل قدام السينما دى هتنفخنى
تعالت ضحكات محمد على صديقه الذى يدور حول نفسه لجمع اغراضه.
هتف مصطفى وهو على وشك المغادرة:
_ اضحك اضحك بكرا تدخل القفص برجلك، سلام يا معلم.
وغادر بخطوات سريعه من امام محمد الذى دخل فى نوبه من ضحك وهو يشاهد مصطفى يهرول مسرعاً.
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كانت تقوم بترتيب ثيابها التى قامت بشرائها وهى تفكر في مستقبلها القادم، ماذا ستفعل بعد رحيلهم هى ليست بتلك القوة لتحمل تنهدت وهى تتمني من ان الله ان يوفقها، انهت ما بيدها وسارت تتجول فى المنزل لاستكشاف ما به
كان المنزل عبارة عن غرقتين كل غرفة تحتوى بالكاد تحتوى الفراش والخزانه الخاصة به وغرفه المطبخ كانت مجهزة بكل شيء اما غرفه المعيشة كانت بسيطه بأثاث متهالك نسياً وتحتوى على تلفاز صغير وشرفه كبيرة مطله على الشارع الرئيسي للمكان، انهت استكشاف المنزل ثم تهاوت على الفراش وبعد عناء يوم طول لتغرق فى ثبات عميق.
وعلى جانب اخر كانت هنا تجلس مع خالتها وهى سعيدة وتبتسم كالبلاهاء لوجود لتين معهم فهى رأت نظرات الاعجاب باديه على وجه شقيقها وتمنت من الله ان تكون لتين زوجه له فهى ذات اخلاق بجانب جمالها الأخذ
فاقت على صوت خالتها وهى تردف بدهشة قائلة:
_ بتضحكى على اى يا بنتى اتجننتى ولااى
صدع صوت ضحكات هنا وهو تقول:
_ لا يا خالتو متجننتش بس زى ما تقولي كده كان فى حاجه فى دماغى ووصلت ليها خلاص
التوى فمها بسخريه وقالت:
_ ربنا يستر وميكنش مقلب جديد ليكى يا استاذة
أثناء حديثهم دلف محمد الى المنزل والقى عليهم السلام
وجلس على الاريكة فجاءت هنا مسرعه وهى تقول بحماس:
_ عندى ليك خبر بمليون جنيه
تحدث محمد مقلداً اياها:
_ انا الى عندى خبر بمليون جنيه
كانت منى تتابع ما يحدث امامها بإبتسامة على حماسهم
لتهتف قائلة:
_ استنى يا هنا نسمع محمد هيقول ايه اتكلم يا حبيبي
التفت اليها محمد وهو يتنحنح لمحاولة اخراج صوته
وهو يقول بجديه:
_ بصراحه كدا يا خالتى انا كنت عايز اتجوز
تهللت اسارير منى بسعادة غامرة فهى كانت تضعه في مكانة وليدها و لكنه ليس بهذه المكان فهو ليس من احشائها ولكن نطفة حب في قلبها
ثم هتفت بسعادة:
_ هى حد نعرفه ساكنه هنا ولا فين وعرفتها امتا قولى
نهض محمد وجلس بجوارها وهو يقول بابتسامة:
_ اهدى يا خالتو هى بتكون مدرسه بتاعه هنا فى المدرسة
صدع صوت هنا وهى تقفز بسعادة وتقول:
_ مس لتين صح يا محمد
اجابها محمد بدهشة وذهول وهو يقول:
_ عرفتى منين انا مقولتش لحد
تعالت ضحكات هنا وهى تقول:
_ يا ابنى كان باين عليك خالص، ثم استطردت قائله
_ اسمع بقا الخبر اللي عندى، مس لتين موجوده
هنا يا سيدى
انهت حديثها وهى تغمز بعينها لشقيقها الذى هب واقفاً
وهو يقول بصدمه:
_ موجوده هنا ازاي يعني حد يجاوبنى.
ما ان سردت منى لمحمد ما حدث عندما التقت بـ لتين وقرارها باحضارها للعيش معهم، حتى شعر محمد بالابتهاج لقراراها، واماء سريعًا بالموافقه، فتواجده معه الدائم سيتيح له فرصة التقرب منها
ومعرفتها اكثر، وربما استمالة قلبها نحوه، وهذا ما حدث بالفعل، فطيلة فترة مكوثها معهم، تأكد من مشاعره نحوها، وايضًا شعر بالقبول منها وبوادر اعجاب من اتجاهها، حتى استطاع اجتياح قلبها وتملكه..
بينما هي كانت اكثر من سعيدة بهذا القرب وهذا التواجد مع تلك العائلة التي اشعرتها بالمحبه والحنان اللذان افتقدتهما، وكأن الله بعثهم لها كتعويض عما عاشته من قبل وحرمت منه، لكن كان الاكثر سعادة لقلبها هو اهتمام محمد بها ونظرات الاعجاب التي لطالما تدرجت بها نظراته المحبه والتي كانت تلاحقها دائمًا، فوجدت قلبها يميل له هو الاخر، ولكن بخوف من ان تكون تتوهم، حتى ذاك اليوم الذي قرر فيه الاعتراف لها بمشاعره، حينها اختلج النبض بصدرها وهي تستمع لكلمات العشق الذي خصها به وهو يترقب ردة فعلها وهو يخبرها برغبته بالزواج بها..
منحته اجابتها مع بسمه متسعه وعين وامضه بالابتهاج لطلبه وتأكد حينها ان مشاعرهما متبادله، ليمر أسبوعًا عليهما والسعادة هي السائده وهما يتحضرا لمراسم الزفاف حتى باتت له وملكه وزين حبهما بالحلال....
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كانت تقف أمام قبر عائلتها.. تنظر له بأعين دامعة و تضع يدها فوق بطنها المنتفخة قليلا اثر حملها بجنينها .. ابتسم والدموع تنهمر فوق وجنتيها وهي تخبرهم عن ما مر خلال العام الماضي بدونهم .. الأهل هم القبضة القوية حينما تتوالى علينا الأحزان، هم الفكرة والأساس لكل نجاح، الذين يقفون خلفنا كظل يحملنا خشية السقوط، ومهما كنت قوياً حولك البشر أجمعين، أنت من دونهم ضعيف لا حول لك ولا قوة، أنت من دونهم بائس وحزين، ففراقهم كما فراق يعقوب ليوسف .
شعرت بمن يضع ثغره فوق كتفها و يلف يديه بأحكام حول بطنها المنتفخة قبل أن تصرخ بفزع كانت التقتت أنفاسها رائحته المفضلة لها فتبسمت دون النظر له وهي تستمع له يخبرها كم اشتاق لها و أنه كان يعلم بمجيئها هنا.. فاليوم ذكري وفاة اخويها .. فيأتيك فرج من حيث لا تدري .. فهذا الفرج إنما هو خير فعلته لأحد ونسيته .. والله لم ينسه .
دائماً هناك لحظة جميلة ، وحُب جميل ولقاء قصير يبقى في القلب ولا يُمسح من الذاكرة ، بعض التفاصيل حياة .
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
خلصت النوفيلا واتمنى تكون عجبتكم وعايزا اعرف رايكم في الكومنتات 🤗❤️
أنت تقرأ
أحببت منقذى (مكتملة)
Romanceماذا تفعل لو أخدت منك الحياة أعز ما تملك ويصيبك الحزن ثم تبتسم لك من جديد وأنت تظن أن الصعاب زالت من الطريق ولكن فى منتصف هذا الطريق تقوم بصفعك مره أخرى وتصبح شخص ضائع لا يعرفه الآخرين ..... لكن يرسل الله إليك من يخرجك من إنطفائك ويكون الملجٱى الوحي...