الفصل الثاني
عاد إلى المنزل وهو شارد في عيناها وصوتها العذب وخجلها الذي يروق له كثيراً كانت بضعة لحظات ولكنه كان سعيد بتحدث إليها، دلف إلى شقته وخلفه هنا وضع المستلزمات التي قام بشرائها على الطاولة ثم جلس على الأريكة فجاءت هنا وجلست بجواره واردفت بإبتسامة:
- بجد شكراً يا محمد عشان وافقت على الدرس
- مرر يده على شعرها وهو يقول بحنان:
- - حبيبتي أنا أي حاجه في مصلحتك أعملها سبب رفضي للدروس برا إني خايف عليكي، بس واضح أن مس لتين محترمه جدا وفكرتها كويسه أني أكون معاكي لحد ما تخلصي
- ردت هنا بعفويه قائله:
- - مس لتين دى سكر خالص وكيوت كدة والكل بيحبها
- هتف بهمس وهو يتذكرها:
- - ومين بس إلي مبيحبهاش.
- - انت بتقول أي يا محمد مش سامعه
- قاتلتها هنا بتساؤل؟!
- اجابها محمد بإرتباك:
- - لا أبداً مفيش حاجه يا حبيبتي.
- نهضت هنا وهي تقول بمرح وسعادة:
- - وعشان خاطر الكلمتين دول هقوم اعملك أحلى غداء.
- ابتسم محمد على سعادتها وقال:
- - وأنا مستني، بس يارب الرز ميعجنش منك أنا خلاص بطني في ذمة الله من اكلك.
- نظرت هنا بغيظ وقالت:
- - بقى كدا، على فكره اكلي الناس كلها بتحلف بيه.
- التوى فمه بسخريه وهو يقول:
- - على يدي طبعاً، يلا يا ماما روحي اعملي الأكل هموت من الجوع.
- - هوا والأكل يكون جاهز.
- ركضت هنا ناحية المطبخ تحت نظرات محمد السعيدة وبعد ذلك تنهد وهو يتذكر أول لقاء رأى لتين امام المدرسة.
- تناهى على سمعه ضحكتها في أول نظرة قرة عينه بها لاحت على ذاكرته عندما ذهب ليوصل أخته هنا إلى مدرستها فوقع نظره عليها وهيا تهادي في مشيتها و هيا تحادث رفيقتها كانت تبتسم و وقع أسير لضحكتها بل لعيناها .. لقد وقع اسير لها ..أن تقع في الحب هو أن تشعر فوراً أنك مبتهج لسبب ما , وهذا السبب لا يمكن أن يكون مبهجاً إلا لأنه يجسد شكلاً مثالياً , من دون أن يعني ذلك أن المحبوب كيان كامل مكمل.
- كان يشعر أن قلبه يرقص فرحا و كأنه قد أقام عرس بداخله مع بقية أعضاء جسده فاليوم قد وقع قلبه اسير لفتاة غاية في الروعة والجمال و البراء ..
- فاق من ذكرياته و تنهد بحب دفين و جال بخاطره بعض الكلمات التي ظلت محتبسة بداخله : عشقك كسكرات الموت، يدبّ في أوصالي فتختنقُ أنفاسي، وتتمزّق روحي، ويتركُني ما بين الموت والحياة فاقدة لإحساسي.
- ••••••••••••••••••••••••••••••••••
- صعدت لتين إلى شقتها ودلفت إليها ولكنها توقفت عندما رأت الظلام الدامس المحيط بالمكان كانت تخطوا بحذر وفاجئه صدع صوت ندى ويوسف وهم يهتفون بسعادة:
- - كل سنة وانتِ طيبة.
- ادمعت عين لتين بسعادة وهي ترى الزينة في جميع أرجاء المنزل وعلى الحائط كان هناك زينة مكتوب عليها (عيدميلاد سعيد) بالإنجليزية و في منتصف الغرفة قالب من الحلوى.
- اندفعت ندى لتحتضن لتين وتقبلها وخلفها يوسف ايضاً وهو يقول بسعادة:
- - كل سنة وانتِ طيبه يا قلب اخوكي
- اجابته لتين بسعادة شديدة:
- - وأنت طيب يا حبيبي بجد انا فرحانه أوي؛ عملتوا كل دا عشاني.
- اردف وهو يأخذها ناحية قالب الحلوى قائلاً:
- - يا حبيبتى دي حاجه بسيطة عشانك، ودلوقتي يلا عشان تقطعي التورته أحسن البت ندى هتموت وتاكلها وأنا أصلا مساكها بالعافيه.
- تحدثت ندى بغضب مصتنع قائلة:
- - بيضحك عليكي دا هو اللى هيموت وياكلها.
- تعالت ضحكات لتين على شقيقتها وقالت:
- - بالهناء يا قلبي كلي اللى أنتِ عايزاة التورته كلها تحت أمرك.
- اسرعت لتين في تقطيع قالب الحلوى وأعطت ندى ويوسف وألتقطوا بعض الصور التذكارية لهذا اليوم السعيد والمميز لهم، كانت لتين في قمة سعادتها وهي تقوم بفتح الهدايا كانت مثل الطفلة الصغيرة التي أحضر لها والدها هدية احتضنت لتين شقيقتها وهي تلتقت منها هديتها التي كانت عبارة عن صندوق به بعض الكتب والروايات فلتين تعشقها كثيراً، أما يوسف فأحضر لها هاتف جديد كانت لتين تود شرائه ولكنها اصرت أولاً على دفع مصاريف الجامعة الخاصة بيوسف بدلاً من ذلك
- أنتهى اليوم السعيد والمميز لهم كثيرًا وذهب كل منهم للنوم وعلى وجهه إبتسامة سعيدة، أما لتين فدلفت لغرفتها ووضعت الهدايا على المكتب والتقت صورة تجمع فيه والديها فأدمعت عيناها كم تمنت أن يكونوا بجوارها
- في هذه اللحظة فوالدها كان يحبها كثيراً ودائما كان يحتفل بعيد مولدها بطريقة مميزه عن كل مرة، كم انفطر قلبها حين رحل والديها عن الحياة في حادث، كان حينها
- يوسف في الثانوية وندى في سن السبع سنوات
- بعد رحيلهم أصبحت هي من تتولى كل شيء في المنزل وأصبحت الأب والأم لهم وعزمت أن لا تتزوج إلا عندما تطمئن على حياة كل منهم، وضعت لتين الإطار وهي تتنهد بحزن واشتياق لهم وبعدها تمنت لهم الرحمه والمغفرة وذهبت في سبات عميق.
- •••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
- في صباح يوم جديد استيقظت لتين وفعلت روتينها اليومي ولكن غير ذلك كانت تشعر بإنقباض في قلبها وقلق لا تعلم من أين يآتي استغفرت الله كثيراً ودعت أن يمر اليوم بسلام، استقلت الحافلة وذهبت إلى عملها وبدأت في يومها كالمعتاد تنتقل من فصل إلى آخر لتقوم بشرح إلى طلابها، مر بعض الوقت حتى جاءت هنا إلى لتين لتذهب معها إلى الدرس المتفق علية، انتظرت لتين قدوم محمد على أمل لقاؤه فهي تشعر بالأنجذاب إليه، ولكنه لم يأتي فأردفت بتساؤل قائلة:
- - قوليلي يا هنا هو اخوكي مش جاي الدرس انهارده
- اجابتها هنا وقالت:
- - مع الأسف مش هيعرف بس ابن خالتو حسين هيجي هو زي محمد بظبط انا بعتبره اخويا التاني
- ابتسمت لتين إليها وقالت:
- - تمام يا حبيبتي مفيش مشكله، ثم استطرت قائلة:
- تعالي يلا عشان نبدأ الدرس.
- •••••••••••••••••••••••••••••••••••••
- وبعد مرور أكثر من ساعة أنهت عملها وودعت طلابها بإبتسامة وبعد ذلك ذهبت لشراء بعض المستلزمات المنزلية ، واثناء ذلك رأت متجر لبيع لعب الاطفال فقررت الذهاب إليه لشراء هدية صغيرة لشقيقتها ندى فدلفت إليه وظلت تتجول به وهي تبحث بين الأرفف الموضوع عليها الألعاب على أمل إيجاد لعُبه مناسبة، وبعد عناء وجدت غايتها كانت الهدية عبارة عن كرة من الزجاج بداخلها منزل يتساقط علية الثلج ، اخذتها وهي تبتسم وتتخيل وجه شقيقتها عندما ترى تلك الكرة، استقلت إحدى الحفلات عائدة لمنزلها، وبعد نصف ساعة وصلت لتين ترجلت من الحافلة وسارت عائدة للمنزل وأثناء ذلك استوقفها صوت يهتف بأسمها فالتفت لتجدت فتاة بعينان عسلية ووجه مستدير وجسد ممتلئى بعد الشئ وحجاب يزن وجهها ويخفي خصلات شعرها الأسود
- كانت هذه فاطمة صديقة لتين منذ الطفولة وكانت معها بالنفس الجامعة ولكن فاطمة تزوجت منذ سنه وسافرت مع زوجها عبدالله إلى إحدى الدول العربية للعمل هناك، أسرعت لتين وهي تذهب إليها لترتمي بين أحضانها بشوق وسعادة لرؤيتها وقالت:
- فاطمة بجد مش مصدقه أنتِ رجعتي امتى ؟!
اجابتها فاطمة بسعادة كبيرة لرؤيتها هي الأخرى:
- رجعت من يومين بس .
اردفت لتين بحزن مصتنع :
- بقا كدا يومين معرفش حاجه ماشي يا ست فاطمة.
خيم الحزن على وجه فاطمة وهي على حافه البكاء :
- - معلش يا لتين بس والله عرفت أن بابا تعب جامد فأصريت على عبدالله أننا نرجع عشان أطمن عليه، واليومين اللي فاتوا كنت معاه.
اردفت لتين بتأثر وحزن :
- - انا اسفه يا حبيبتي والله معرفش موضوع تعب باباكي ده؛ المهم طمنيني عليه دلوقتي عامل أيه.
- تنهدت فاطمة بثقل وهيا تقول:
- الحمد لله أهو بيتحسن مع الوقت
رتبت لتين على كتفيها وهي تواسيها :
- أن شاء الله هيكون بخير يا حبيبتي وهيقوم بالسلامة .
- أن شاء الله، ها يا ست لولو قوليلي بقى عامله ايه في حياتك مفيش عريس جديد
ابتسمت لتين على صديقتها وظلت تتحدث معها في عده أشياء ولكن قطع حديثهم صوت إنفجار قوي ليهوى قلب لتين وتتسارع دقات قلبها وهياوهي ترى الجميع يركض ناحية منزلها فركضت مسرعه ومعها فاطمة، صرخه قوية خرجت من أعماق قلبها وهيا ترى الدخان والسنه اللهب تتصاعد من منزلها ليهتز قلبها بين اضلاعها من الخوف حاولت الدخول للمنزل ولكن منعها الجميع لأن النيران كانت شديدة الخطورة لم يستطيعوا إخمادها حتى جاءت الحماية المدنية، ترجل مسرعاً من السيارة هو وزملائه لمحاولة إخماد النيران وأثناء ذلك لمح لتين وهى تحاول جاهدة الدخول وسط السنه اللهب وهى تصرخ وتبكى والجميع يحاول أبعادها ، بعد مرور بعض الوقت استطاع رجال الاطفاء اخماد النيران؛ احترق المنزل وأصبح مثل الكهف المظلم الموحش قد ابتلاع الحريق كل شيء وجاءت سيارات الاسعاف لإخراج الجثث المحترقه، كان جسد لتين ينتفض وهي تصرخ وتبكي بغزارة، أنتفضت من موضعها وهيا ترى بقايا أجساد أشقائها
- ركضت ناحيتهم وهيا تصرخ بأسمائهم
- ازداد صراخها حتى قاربت احبالها الصوتية على الانقطاع لتشعر بأن قلبها على وشك الخروج من بين اضلاعها شعرت بأن الأرض تدور من تحتها لتفقد الوعي بعدها، ركض محمد لينشلها بين أحضانه قبل أن تسقط على الأرض لكن آخر ما تراه هو وجهه المذعور وهو يهتف باسمها
•••••••••••
خلص الفصل ما تنسوش الدعم بلايك وكومنت برأيكم 😊
أنت تقرأ
أحببت منقذى (مكتملة)
Romansaماذا تفعل لو أخدت منك الحياة أعز ما تملك ويصيبك الحزن ثم تبتسم لك من جديد وأنت تظن أن الصعاب زالت من الطريق ولكن فى منتصف هذا الطريق تقوم بصفعك مره أخرى وتصبح شخص ضائع لا يعرفه الآخرين ..... لكن يرسل الله إليك من يخرجك من إنطفائك ويكون الملجٱى الوحي...