chapter two :ANA

3.8K 143 84
                                    

جدران بيضاء تحولت للبني بفضل الاوساخ و الرطوبة  لا يوجد شبر منها و لم يتشقق  الحيطان يقسمها خط باللون الاصفر افقيا لم يسلم هو كذلك من التشقق ... رائحة العفنة قاتلة رفعت كات رأسها لفوق و هي تسير بجانب فاسيلي و الحراس خلفهم قد كان السقف اسوء من الحيطان   به بعض اللون الاخضر دليل على مرور الماء منه و على عدم صيانته لقرون و بعض الفجوات في بضعة أركان منه فأغلبه قد كان من القصدير قد سمح لخيوط من الشمس بالمرور.. أعادت رأسها أمامها و هي تتنهد من هذا المكان الواضح أن موتهم سيكون هنا لو سقط السقف فوقهم هذه هي  موتة الكلاب بالمعنى الحرفي ...

حمحمت فاسيلي و هي تهمس لها بخفة و عيونها تراقب ما حولها و كل مكتب تمر منه تحسب عدد موظفيه و المسافة بينه و بين المكتب المجاور له  " هذا المكان .." سكتت  تنظر بكثب أكثر و أكملت بعدها بهدوء "مقزز .. "أعادت الصمت تظغط على يديها
و قد  إقترنت حواجبها ببعض فلفت ذلك إنتباه الاخرى لها فأكملت " هل بقت هنا..؟ و مرت من هذا المكان...؟ و إشتمت هذه الرائحة...؟و نحن كنا في ذلك القصر و الرخاء و هي هنا تعاني ه" ..."إخرسا  لكم عمر طويل كي تتحدثا به هنا لا داعي للإستعجال " إلتفتت فاسيلي بغظب للحارس واظح على تعابيرها فرفع احبه بسخرية عليها و تغاظى عن تأديبها  بينما إكتفت كات بتجاهله و بالتربيت على كتف فاسيلي كي تهدئ  من روعها و لم تجبها على ما كانت تقول بسبب ان الغبي قاطعهما و داخلها هناك شيء صغير لم يكن يعرف كيف سيرد عليها لذا الشكر لهذا الحارس الغبي ...

_________________________________________

جهة الرجال

لم تكن حال جهة  الرجال افضل من جهة النساء بل كانت الاوضاع هنا اسوء ، فبدل الاوساخ في الحائط هناك دماء قديمة و جديدة ملتصقة به ، و بدل رائحة الرطوبة توجد رائحة الموت في الجو مختلطة مع البول و الغائط  يعني إن كنت تكره شخص تمنى ان يعيش هنا من كثرة ما المكان سيء و مقزز ...

  كان الرجال متوزعين مجموعات متفرقة في الجانب الايسر هناك خافيير المبتسم بسخرية و يظحك مع رفاقه و في الجانبي الغربي مجموعة أخرى غير مهتمين بما يحدث و هنا  بجانب باب المهجع مجموعة هامشية من الرجال عددهم عشرة او أقل  هم العبيد هنا بمعنى الخدم كل شخص في هذا المكان يفوقهم قوة يقومون بخدمته كجلب طعام، تنظيف ملابس او الأماكان و حتى الخدمة سريرية توجد .. لمن أراد ذلك ...هؤلاء العبيد يخدمون من  لديهم بضعة  عضلات لم يكن لهم بقليل منها و هذه العضلات هي  التي تجبرهم على بيع أجسادهم لتأمين أكل أو حماية من بعض المجرمين الاخرين  هنا ... و طبع  حماية ليست من  من هم في  أعلى الهرم فهم لا يرونهم أصلا .. لا يعتبرونهم بشرا يستحقون الدهس ...لذا  يحتمون فقط ممن لديهم بضعة  عضلات مثلما قلت بداية...

كانوا مجتمعين في شكل دائري، عيونهم مضلمة ساخطة الغظب في دمهم في اوجه نظراتهم متعلقة فقط بجثة رفيقهم الذي كان يشاركهم الحديث في الليالي الباردة ، من شاركهم فترة سجنهم،  كان رفيقهم ، مؤنسهم في وحدتهم ، من مسح جراحهم عند تعذيبهم ، من تقاسم معهم الأكل ، من ساعدهم عندما زحف كل واحد منهم بعد ليلة قاسى فيها الأمرين تلبية لشهوات بعض المسوخ هنا ، هو نفسه لم يكن معفى من هذا ،عانى و تألم و زحف مثلهم لا يعني لأنه محبوس أنه شخص سيء أنه شخص ضالم متوحشة او قاسي فكم شخص دخل لسجن ضلما و كم شخص دخل و هو يستحق السجن و المظلومين أكثر من الظالمين و أحد هؤلاء المظلومين   ملقى مثل حيوان ميت على قارعة الطريق  ثيابه ممزقة و حنجرته كذلك ، و ينزف من اسفل ظهره أي ان هناك لعين قد إغتصبه حتى وافته المنية و لعلى هناك أكثر من مسح قد فعل به ذلك و قد تم رمي جثته هنا أمامهم في المكان الذي يجتمع فيه الجميع كأنه يقول " أنا فنان و هذا هو فني"..

LA SABANITAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن