"عفوا قهوة من دون سكر و لا حاجة لإضافة القشدة عليها و شكرا .." رمق العامل وجه زافر المليئ بالضمادات بإستغراب و تحرك بسرعة يقوم بعصر القهوة و هو يرتجف دقيقة و أصبحت القهوة أمامه إبتسم الثاني و أخرج بعض الفكة دفع ثمن القهوة و خرج تحت نظرات إعجاب النساء رغم الكدمات الزرقاء على وجه إلا أن وسامته قد طغت أكثر ...
دفع الباب و وقف أمام المحل يتأمل مركز الفيدرالية الذي كان فيه فهو لم يغادر تماما اول ما خرج قدم لهذا المقهى المقابل تمام للمكان و هو الأن يستمتع بشرب القهوة و يفكر فيها قربه من مكانها يجعل قلبه الذي لا ينبض لأي شيء يتحرك هو الأن مثل مراهق هرموناته مرتفعة يشعر بدغدغة في معدته لمجرد التفكير بها و هذا يعجبه جدا ...
إرتشف من قهوته مجددا يزفر البخار من فمه و هو يقول " لما تأخرت جدا ألا تعرف أن جدولي ضيق " إنحنى الرجل الذي جاء من ورائه بإحترام و إستقام و هو يقول مثل الرجل الألي " أعتذر منك سيد زافر الطريق هنا كان مزدحم ..زحمة السير خانقة هنا "..
تجاهله و أكمل في شرب قهوته تاركا الأخر خلفه واقفة مكانه ينضر. لضهر زافر الذي عقله شارد بها و حل الصمت على المكان ...
أنهى أخر قطرة من قهوته بعد دقائق و إلتفت لمساعده جوني بمزاح " يا رجل لما الجدية أنا أمزح معك .. هيا دعنا نذهب كي لا يفجر ملاعين FBI مؤخراتنا " أومئ جوني له و أشار له نحو السيارة السوداء و سبقه كي يفتح الباب له بينما دحرج زافر عينيه منه الرجل يعرفه من الطفولة و يعتبره مثل صديق بينما اللعين الثاني يتصرف كأنه خادمه و يبقي دائما مسافة بينهما ..كم مرة أخبره أن لا يفعل ذلك لكن هل من مجيب؟ لا ..طبعا لا ...
تنهد بتعب يركب السيارة و يغلق له جوني الباب ... حدق من نافذة السيارة في المركز و هو يخطط و يفكر للأيام القادم ..بقى يراقب المركز حتى مع تحرك السيارة و إنطلاقها أعاد رأسه لجوني يبتسم بإستفزاز و هو ينظر لعيون جوني المركزة على الطريق يريد إستقزازه و سيفعل لذلك حمحم قليلا يلفت إنتباه الثاني و الذي قد حصل عليه حاول جعل ملامحه جدية و صوته كذلك " هل سمعت الأخبار ؟" نضر له جوني من المرأة الأمامية لسيارة و أعاد نضره لطريق
" إن كنت تقصد بخبر تفجير مصنع الأسلحة في إنجلترا فنعم لقد سمعت به " إبتسم زافر أكثر و هو يرد عليه " لا ليس ذلك " سيطر على نفسه بصعوبة كي لا ينفجر من الضحك أمامه و هو يلقي عليه القنبلة في وجهه " ما أتحدث عنه هو إبنت عمنا الصغير كريس ستتزوج لقد تم تحديد التار!" لم يقدر على إكمال كلامه بسبب توقف السيارة المفاجئ و إنطلاق صوت إحتكاك العجلات بالأرض ، زفر و هو يشكر الحزام و إلا كان سيخرج من زجاج السيارة الأمامي ..أخفى إبتسامته لأنه وصل لما كان يريده و هو رد فعل من الألي الذي أمامه إعتدل في الكرسي و هو يرمق جوني الذي شرد في الطريق دون أي تعبير خارجي لكنه متأكد أن خلف هذا الهدوء عاصفة داخله حمحم يكلمه بنبرة غاضبة مصطنعة " ماهذا التصرف يا جوني ؟ "
نظر له المعني بعيون حمراء تماما جعلت من زافر يحبس ضحكته عن هيئته بصعوبة ' الخطة نجحت يا كريس '... رتب جوني شعره و هو يلقي بإعتذاره لزافر و إنطلق من جديد نحو المطار من أجل العود للبرازيل و للقصر .....
أنت تقرأ
LA SABANITA
Horreurالشياطين ثلاثة انواع: أولا : التي تولد هكذا وهي منعدمة الظمير والأحاسيس لكن يمكن أن تدمر لأن مهما كان الشخص متوحش و قلبه ميت سيأتي يوم يحي فيه و يشعر بطعم الحياة و تتكون لديه نقطة ظعف. أما النوع الثاني: فهي التي تصنع و هي أخطر من أولى لأنها جربت...