جزء ١

19.8K 206 89
                                    

المرجو من القراء الأعزاء دعم عملي بالتصويت والتعاليق، إذا لم تعجبكم القصة ولم ترغبو باكمالها فلا تصوتو، أما إذا أعجبتكم وأكملتموها دون تعاليق أوتصويت فهذا أمر غير مقبول...المرجو تقدير مجهوداتي بالكتابة والتصحيح والتفكير بالأحداث، الكتابة ليست سهلة، والقراءة سهلة جدا...لذلك...أيها الشعب العربي الكريم، أظهرو سخاءكم بالتفاعل الكبير 🥰

#################################

جلست أمام المرآة أسرح شعري متأملة ملامحي، بياض بشرتي، شكل جسمي ولون عيناي...إختلاط بين قطبين سالب وموجب، تتنافر ثارة وتتجاذب ثارة أخرى، أنظر إلى إنعكاس صورتي وأتوج نفسي ملكة فوق أحلامي وطموحاتي...وكلما فكرت بالمستقبل إنتابني شعور سلبي متعلق بجذوري، تزعجتني بعض العوائق التي تتمثل بأشخاص أو ربما أوهام ينسجها جزء من خيالي المظلم، لكن بالرغم من تنوع الاقطاب، أجاهد لخلق اعتدال ذهني ونفسي كأنني نظام ذري أجهدته الحرارة والتوتر ليلتمس الإستقرار.

بينما تأخذني الأفكار والخيالات بعيدا عن واقعي، إذ بأخي الصغير ذي العشر سنوات يطرق باب الغرفة محملا بكم من الواجبات اللتي يستوجب علي حلها وتلقينها له بطريقة لينة يستوعبها عقلة الفتي...فهو طفل صغير لكن أسئلته عميقة ونظرته للحياة تثير إعجابي...

بعد مجهود متوسط ونقاش ممتع برفقته، توجهنا سويا للأسفل تلبية لنداء أمي...المرأة الجميلة الحنون...العنصر المؤثر والدعامة الأساسية لازدهار البيت...إجتمعنا حول المائدة نوزع الأطباق...فجأة خرج أبي من مكتبه وتوجه نحو كرسيه الذي يترأس المائدة...
لم أحدثكم عن أبي؟
حسنا...شخصية مميزة يوازن بين غضبه وسكونه، ربما اكتسب اتزانة خلال مزاولة مهنته كطبيب نفسي، أما أمي فكانت تشتغل كمدرسة علوم طبيعية قبل أن تعتزل مهنتها بغية تربيتنا بدعم من والدي.

جلسنا ككل يوم نتناقش بعدة مواضيع وكل منا يدلي برأيه، إلى أن تحدث أخي عن السفر والمدن فذكر إعجابه بتركيا كوجهة سياحية ومكان يحمل طبيعة أروبية بلمسة عربية...عند ذكر تركيا تجمد وجه أبي وتوتر حديثه فغير الموضوع غير راض عن الفكرة، لكننا أصرينا على الحديث فانتفض موجها لنا كلامه بقسوة لم نعهدها منه، صدمنا من ردة فعله لنتوقف عن الحديث نحدق به...لم أعلق بكلمة، لكن ريبتي وشكي حول الموضوع، وصلت أقصاها...

لم نعهد ردة الفعل هذة من أبي قط، فكما وصفته من قبل، رجل رزين و هادئ...أصوله ليست إنجليزية كأمي التي ولدت في لندن وترعرعت هنا حتى تزوجته على حد علمي.

كلما توتر أبي أحسست أنه يخفي أمرا مهما يتعلق بأصولنا، كأنه يخشى الحديث عن الماضي، ليتملكني الشعور بالخوف والفضول لمعرفة التفاصيل... ولا مبرر لخوفي هذا غير ردة فعله كلما حاولنا مناقشة الأمر...

ذهبت إلى الجامعة باليوم التالي لحضور حصص الفيزياء التي أحبها واخترتها كتوجه واختصاص رغم استغراب والدي الذي كان يحثني على دراسة الطب لكن رأينا اختلف فرجحت كفتي واحترم قراري بالأخير...التقيت صديقاتي، تحدثنا قليلا ثم توجهنا للمحاضرة حيث التقيت نزار...زميلي وخريج الدفعة الأولى من الطلاب المييزين وأعتبره مصدر الهام بالنسبة لي...تناقشنا قليلا بمواضيع الدراسة ثم سألني:

إنتقام القاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن