جزء ٦

4.2K 93 9
                                    

انتابني الفضول كي ارى ماتحتوي الورقة، كما انني لا أنكر شعوري بالرضى عند رؤيتها تضع وشاحا كي تغطي به شعرها وترتدي فستانا طويلا يستر جسدها، توجهت اليها بحذر ووقفت قربها انظر اليها بتمعن...أتأمل خصلات شعرها النافرة التي تأبى الاختباء تحت الحجاب فزادتها جمالا وصفاءا لم انجذب له من قبل في انثى غيرها، بحثت باعماقي عن طريقة لينة كي احدثها بها فتبدد رعبها وانكماشها عند رؤيتي...ثم قلت وأنا أنظر إلى الورقة أمامها، فكانت رسمة جميلة لحصان:

- هل تحبين الخيول؟...انتبهت لوقوفي قربها لتجيب بارتباك، وهي تمسك الورقة بيديها:

- اجل احبها كثيرا!

- هل ترغبين بركوبها؟ لدينا خيول عربية في الاسطبل، اظن انها ستعجبك...نظرت الي بحماس وقالت:

- اجل اود ذلك!

- حسنا سنفطر معا وبعد ذلك نتوجه الى الاسطبل ثم نذهب بجولة بالاحصنة...

- حسنا

#ليلاس

فل يشرح لي احد ما يحصل، هل فقدت عقلي؟ انه يدعوني لركوب الخيل، ويتحدث معي بلباقة آسرة، كأنه ليس نفس الشخص المستبد الذي كان يحدثني بعجرفة منذ أيام...لابد انني احلم...

افقت من افكاري على سؤاله:

- هل ركبتي حصانا من قبل؟

- اجل، لمدة قصيرة فقط، عندما كنت صغيرة كان يأخذني ابي...

توقفت عن الكلام اثر تشنج عضلات فكه وتغير ملامحه الى الشدة...لا لا ليس بعدما صار لطيفا معي، لا اريد ان يعود لمعاملته السابقة...نظفت حلقي ثم أكملت:

- اقصد، لا اتقن ركوبه لدرجة الإحتراف، لكن اريد ان اعيد تجربة الامر...
هنا جاءت الخادمة بالطعام، وانقذتني من حديث غبي، وأنا لازلت اتعجب من تغيره المفاجئ، لكن جمود ملامحه ونظرته الكاسرة اربكتني فلم استطيع الحديث بطلاقة، فحضوره الطاغي أثر على كل حواسي...

كنت أتناول الطعام وأنا أشعر بنظراته تكاد تخترقني... كان يضع بعض الأصناف امامي ويدعوني لتجربتها...كم أعجبتني حركته تلك...فشعرت بالامان يتسلل الى قلبي...

عند انتهائنا توجهنا نحو الاسطبل لركوب الخيل...

#خالد

دخلنا الاسطبل واخرجت الخيول تحت نظرات ليلاس المنبهرة بجمال الخيل العربي الاصيل، اخذت تقترب من رعد فاقترب منها بدوره ثم مسحت على شعره برقة تليق بها، فأحنى راسه سامحا لها بذلك...تأملتهما لبرهة لأقول:
- أستغرب كيف سمح لك بالإقتراب منه...فهو لا يمسح لأحد بلمسه غيري...
نظرت إلي ثم التفتت إليه تداعب خصلات شعره، لتجيب بصوتها العذب:
- هناك لغة تواصل بين البشر والحيوانات...وأظنني أتقنها...ربما هي لا تستطيع الحديث، لكن بمجرد النظر بعينيها يمكنك أن تشعر بها...
- وماذا قرأت بعينيه إذن؟...ابتسمت بحزن وهي لا تزال تنظر إليه لتقول:
- أظنه يشبهني...فهو يحب الإنطلاق ويكره القيود...خلق لكي يكون حرا غير مكبل بالأغلال...يعشق الطبيعة والسلام...
كان وقع كلماتها شديدا على قلبي...لكن لا يسعني تركها ترحل هكذا...مستحيل...
لم اجب بكلمة واحدة، بل بقيت احدق بها لوقت طويل لتقول وقد أحست بتوتر الأجواء:
- هل سأمتطي هذا الحصان الأبيض؟
اومأت لها بالإيجاب ثم توجهنا إلى الخارج وساعدتها علي امتطاء حصانها، لم تستطع الصعود لوحدها، فحملتها ووضعتها فوقه، امسكت لجام حصانها ثم امتطيت حصاني و انطلقنا نستمتع بجمال الطبيعة...

إنتقام القاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن