جزء ١٢

3.6K 87 15
                                    

قمر #

ذهبت الى غرفة ليلاس عندما علمت بخبر زواجها من اخي، طرقت الباب ودخلت فوجدتها تبكي وتنظر الى زجاج النافذة...اقتربت منها، وما ان راتني حتى ارتمت باحضاني تبكي وانا احاول تهدئتها:

- ششش، حبيبتي اهدئي، اخبريني لماذا تبكين؟ لتجيبني من بين دموعها:

- اشعر باختناق كبير، اشتقت لوالدي...

احسست من كلامها انها لا تريد التحدث عن خالد، ربما هي تهابه، او ربما هددها وعاملها بقسوة...بقيت اربت على ظهرها ثم قلت محاولة جذبها للحديث:

- هل هو خالد؟...أومأت برأسها، لأقول:

- ليلاس، انت لا تعلمين ان خالد تغير عندما اتيت الى القصر...عندما كان يعيش معنا قبل انتقاله لامريكا وحتي في الفترات القصيرة التي كان يزورنا بها كل سنة، كان يتجنب الاحتكاك بالفتيات...رغم أن معضم فتياة المنطقة ينتظرن اشارة منه، وهناك صديقات رأينه معي بالجامعة ابدين اعاجبهن به بكل جرأة وصراحة، لكنه لم يكترث لاحداهن ولا يمكن ان يحب احدا بسهولة...اما انت...انتبهت الي بكل حواسها وتوقفت عن البكاء لاكمل:

- فقد كان يعاملك بكل اهتمام، لم اغفل عن نظراته اليك ومراقبته لك بكل خطواتك، واهتمامه بجلب كل مايخصك، لو كان شيئا غير الحب لما اقحم نفسه في قصة الانتقام ولترك عمي يتكفل بامرك دون اهتمام منه، فلديه من الاعمال ما يملؤ وقته...ارجو ان تستوعبي كلماتي...خالد يحبك...هو لم يخبرني ولن يخبر احدا غيرك، لذا يجب ان تجاهدي كي تحافضي عليه وتسمعي هذه الكلمة منه، كل شيئ رهين بك وبثقته بك...بقيت تنظر الي بخجل، مسحت دموعها ثم استانفت:

- والان هيا بنا كي نجلس في الحديقة لنكمل تعلم اللغة، هياااا...ابتسمت لي ثم ذهبنا سويا وامضينا وقتا رائعا نسيت به ليلاس كل همومها وعادت ابتسامتها الجميلة الى وجهها، متجاهلة ما يخبؤ لها القدر.

مرت الايام تباعا، والاجواء بالقصر جد مميزة...التحضيرات لحفل عقد قران اخي وليلاس على قدم وساق، فقد اتفقو ان يتمو الأمر اليوم والعرس سيكون مباشرة بعد شهرين حتى يكملو تجهيز غرفة العروسين وشراء كل المستلزمات، حقا ستبدو ليلاس كالتحفة بثيابها التقليدة وجمالها الاخاذ...

كنت اشعر بفرحة اخي وليلاس، رغم انه يلبس قناع البرود لكني اعرفه ككف يدي، كما ان فرحة امي وجدتي وعمتي لا توصف، فمنذ ان رات امي ليلاس وهي تتمنى ان تكون من نصيب خالد، كما انها هي الاخرى احست باهتمامه الزائد اتجاهها ورغبته بامتلاكها.

كانت النساء من صديقات العائلة وعدة اقارب تجتمعن بإحدى الغرف لوضع الحناء، تجهزنا انا وليلاس لكي ننزل وننضم اليهن...لقد كانت جميلة بحق...باساورها الذهبية وزينة وجهها الخفيفة...كانها قمر منير...
دخلنا غرفة النساء فنظرن نحوها بانبهار، تقدمت الينا عمتي و تلت على مسامعنا المعوذات كي تحصننا من العين، جلسنا وتمتعنا بالحفل بين احاديث ونكت وابتسامات، اما الرجال فاجتمعو بالغرفة الخارجية للضيوف، حيث ينتظرون حظور المأذون.

إنتقام القاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن