_ إنتي ليه مقولتيش لحد إنك عندك سرطان ؟!
_ لأن أنا اللي مريضة مش اللي حواليا
_ يعني إيه ي مريم ؟
_ يعني اللي سمعتيه ، أنا مش هعيش اللي باقيلي من حياتي ألاقي معاملة اللي حواليا اتغيرت لمجرد إني خلاص ماشية .
_ بيتهيألك ، أنا واحدة من اللي بيحبوكي عمر معاملتي معاكي ما هتتغير ، لإني بحبك ، بعتبرك روحي ، ليه خبيتي كل ده ف قلبك ليه ؟
_ تفتكري كنت عايزة أخبي ؟ ، أنا عشت عمري كله بخاف أحكي ، بخاف أعلِّي سقف توقعاتي ف يقع فوقي زي كل مرة ، بخاف أوي من فكرة إني معرفش اللي قدامي هيفهم كلامي إزاي ، هيحس بيا إزاي .
_ متحكميش علي كل الناس بسبب إختياراتك الغلط ، إنتي من جواكي عارفة إن في ناس كتير أوي بتتمني تطلبي منهم اللي إنتي عايزاه ، بتتمني رضاكِ .
_ أعمل إيه ف حكم القلب ؟
_ مش دايمًا قلبنا بينصفنا .
_ عارفة ، عشان كدا بطلت أتعامل بيه ، قلبي كان بيقولي أول ما عرفت إني مريضة ب لوكيميا إني أجري في حضن أمي وأعيط وأحكيلهم كل حاجة ، بس عقلي قالي لا ، بلاش ، معرفش ليه بس أنا ف طريقي إني أكتشف ليه ، المهم يلا عشان منتأخرش علي العيادة .
_ اللي إنتي بتعمليه غلط ، وأنا معرفش ليه بساعدك فيه .
_ معنديش غيرك ، لو خذلتيني هفقد ثقتي ف العالم كله .
_ متخلينيش أعيط عشان والله هاكلك من قفاكي .
_ بقولك ايه هاتي حضن .
_ تعالي ف حضني ي حيوانة.
" لقد رآها العالم صديقتي ، وأنا آراها العالم " صدقتْ تلك الجملة؛ يقينًا بأن هناك من يستحق أن يُقال عنه صديق ، حينما كسرَ العالم أجنحَتي ومنعني من التحليق في سماء الأحلام ، قامت هي وعلمتني العَوْم ، لأري نوبات الفرح في موجات بحرها ،
"فلينظر أحدكم من يخالل".إنها العاشرة صباحًا بتوقيت الإسكندرية ، بلد الحب ، لطالما شعرتُ بأنني أنتمي لتلك البلد برابطة عشق لا تنتهي ، لا أدري لمَ ، ولكن من لا يعشق هواءها ، عنصر اليود وهو يتغلل بين ثنايا روحك ، رائحة الشواء تفوح ، مشاهد قصص الحب تبدأ وتنتهي وتكتمل علي شواطئها ، أبيع قلبي مقابل الجلوس أمام بحر إسكندرية .
وصلنا إلي عيادة الطبيب _المعالج لي سرًا _ في الشاطبي ، في أواخر العشرينات من عمره ، البناية تقع أمام البحر مباشرةً ، إذن هو طبيب مثالي ، يقيم في شقة في البناية مجاورة لشقةٍ أُخريٰ إتَّخذها عيادة له ، رباه ! علينا صعود السلم للطابق الخامس !.
_ ما تيجي نطلع ف الأسانسير .
_ إنتي عارفة إني بخاف .
_ بس دا مش هيتعبك كدا؟
_ مش مشكلة يلا .عيادةٌ بسيطة ، ولكنها ليست تقليدية ، تملؤها الألوان الزاهية ، تدخلها فتشعر أنك تجلس علي أحد الكراسي غير المستقيمة في حي ما في فرنسا ، مستمتعًا بالجو المشمس ، تشم رائحة القهوة القوية ، وكرواسون دافيء ، وزبدة غير مملَّحة ، ومربي الفراولة ، تشاهد البنايات صاحبة التصميم الذي يسلب عقلك ، أخرجني من خيالي هذا صوت الدكتور "حازم" ، صوته ليس ناعمًا ولكن حنونًا ، يشبه تغيُّر صوتِك عندما تُربِت علي كتفِ طفلٍ لتجعله يغطس في النوم .
أنت تقرأ
"لقد تعافيت"
Nouvellesتدور حول فتاة تُدعَي "مريم" في الخامسة والعشرين من عمرها وهي تُصارِع نيران المرض وحدها، حتي رأت أمطار الحب.