الفصل الثالث

469 81 75
                                    

لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات 💙✨
—————

حلّ صباح يوم الزفاف وتسلل تايهيون لجزء آخر من البحر قد طلبت منه هانا انتظارها به. كان ذلك الجزء متصلًا بشاطئ مخفي بين أشجار فارعة الطول، فلا الذي على الشاطئ يرى ما وراءها، ولا الذي وراءها يرى ما على الشاطئ.

نظر للزجاجة بيده وفتحها، وبشيء من التردد قرّبها لشفتيه «لا مجال للتراجع الآن.» همس لنفسه وتجرّع ما بداخلها دفعة واحدة.

أحسّ بحرقة تنتقل من فمه إلى حنجرته ومن ثم صدره حيث تكوّرت على قلبه للحظاتٍ قبل أن تنتقل لمعدته، شعر بقواه تخور لشدّة الألم الذي اجتاحه فجأة فثبتّ ذراعيه المرتعشتين حول الصخرة التي أراح جبينه عليها، انتقلت الحرقة بعدها لذيله الملون حتى أحس بها تمزِّقه لنصفين. ازداد ارتعاش جسده عندما شعر بالحرقة تغادره، فنظر أسفله ورأى قطراتٍ من الدم قد تشكلت بالمياه، مد يده المرتعشة حيث كان ذيله سابقًا، ولمست أصابعه جلد ساقيه التي راح جرحها الطويل يلتئم.

أخذ نفسًا مرتعشًا وعميقًا، ثم حاول تحريك ساقيه في المياه ونجح فشقت الابتسامة طريقها لوجهه للمرة الأولى منذ فارق حبيبته. اتّكأ على الصخرة ونهضَ على ساقيه المرتعشتين يحاول أن يخطو بضع خطوات، لكنه سرعان ما عاود غمر جسده في المياه عندما لاحظ كونه عاريًا.

«كيف سأقابلها وأنا عارٍ هكذا؟» توردت وجنتاه خجلًا من حاله، عارٍ لا يستطيع المشي، وقرر أن يبقى في المياه حتى تصل الأميرة هانا ليراها مرةً واحدة أخيرة.

مدّ ذراعيه على صخرة ليرتاح عليها، وسرعان ما أغمض عينيه ونام بعد أن أرهقته ساقاه الجديدتان.

فتح عينيه مجددًا عندما نال قسطًا من الراحة، وفوجئ لرؤيته القمر صاعدًا بدل الشمس، والفتاة التي يحبها لم تظهر بعد.

ابتسم بمرارة بعد أن انتصف الليل «أموت دون أن أراها إذًا...»

رفع رأسه ناحية السماء يتأمل القمر لآخر مرة في حياته القصيرة، يحاول إقناع نفسه بأن موته دون أن يراها أسهل من أن يتعذب لآخر لحظةٍ في حياته وهو يراها امرأةَ رجلٍ آخر، لكنه عندما أغلق عينيه مجددًا سمع حفيف الأشجار وحركة أوراقها، فاستدار ورأى أميرته أخيرًا، تقترب لاهثةً من الشاطئ حافية القدمين مرتديةً ثوب زفافها.

«أعتذر على تأخري، مكان الحفل بعيدٌ عن الشاطئ ولم أستطع التسلل حتى الآن.» جلست على الرمال قريبةً منه، ورأته ينظر لها بنظرةٍ لم تتمكن من تفسيرها.

«أريد أن أريك شيئًا.» ابتسم لها ثم رفع ساقه اليمنى قليلًا لتخرج أصابعه من الماء «لديّ ساقان!»

حوريُّ البحر | كانغ تايهيونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن