حوريُّ البحر | كانغ تايهيون

الفصل الثاني

لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات💙✨
—————

مرّت الأيام، واستمرّ الشابان خلالها بالتحدث سوية لتمضية الوقت. لم تكن هانا مرتاحةً في البداية للحديث مع كائنٍ يقتات على بني جنسها وقتلِهم، لكنها لم تشعر بأنها بخطرٍ عندما تكون معه. عرفت الأميرة أن حورييّ وحوريات البحر يعيشون حتى ثلاث مئة سنة وأن تايهيون لم يقطع منها إلا عشرين سنة، عرفت أن والديه قد توفيا منذ صغره ولم يبق لديه إلا جدته التي توفت هي الأخرى بسبب مرضٍ أصابها عندما صار عمرها مئتين وخمسة أعوام، كما أنها عرفت أن زعانف حورييّ البحر يمكن أن يستخدمها البشر ليتنفسوا أسفل المياه، وأن تايهيون نباتي!

أخبرها تايهيون عن جمال البحر على الرغم من وحشية مخلوقاته، لكنه أيضًا أخبرها بأنه من المستحيل لبشريّ أن يرى ذلك الجمال ويبقى على قيد الحياة.

عرف تايهيون عن الأميرة الكثير أيضًا، فهي تصغره بشهرين فقط -صُدم كلاهما عندما عرفا أن السنوات تُحسب بالطريقة ذاتها بالعالمين على الرغم من اختلافهما- وسترث العرش في يوم ميلادها الحادي والعشرين حتى لو لم تتزوج. لحظَ الشاب عبوسها عندما ذُكر موضوع الزواج، وتساءل إن كان له علاقةٌ بحزنها وبكائها، لكنه فضّل ألّا يطرح السؤال لئلا يزعجها ويدفعها للمغادرة كالمرة السابقة.

أخبرته هي بدورها عن جمال الأرض، وأخبرته كم كانت تحب اللعب في الغابات بصغرها، وكما لم يخبرها هو بحبِّه المتزايد لها، لم تخبره هي بسبب حزنها ولجوئها للاختباء بين ضباب البحر.

كان يومًا مشمسًا عندما أتت هانا وجلست إلى جانب الصخرة مستغربةً عدم وجود تايهيون، ومرّت دقائق قصيرة حتى رأته يقفز من المياه كالدلافين فيلمع ذيله الملوّن تحت أشعة الشمس.

«عرضٌ رائع!» صفّقت عندما اقترب منها بسلاسة حتى وصل وأراح ساعديه على صخرة في المياه.

«لا تسخري مني.» ضحكَ «الشمسُ حارة اليوم، ولم أستطع أن أبقى فوق المياه طويلًا وأنا أنتظرك.»

ابتسمت الأميرة ابتسامةً قصيرةً متزمِّتة «أعتذر لتأخري؛ واجهتني بعض... الأمور.»

استغرب تايهيون، وحرّك ذيله في المياه ليقترب أكثر «ما الذي حدث؟»

تنهدت الشّابة، لكنها قررت أخيرًا أن تتحدث «والدي سيجبرني على الزواج من أمير مملكةٍ مجاورة. بكل مرة نتجادل بها كان الأمر ينتهي بي أبكي هنا وحيدةً لأن والدي ليس مقتنعًا بسبب رفضي لهذا الزواج.» قطعت نفسها قليلًا تحاول ابتلاع غصّتها «لكنه اليوم أخبرني بأنه أرسل موافقتي لمملكتهم على الرغم من علمه برفضي القاطع.»