Part 3

1K 114 25
                                    


-هل يجب أن أسألها لمَ لم تذهب؟ ولكن ما شأني أنا؟ لن أتحدث معها-
...
أكمَلَت المحاضرة وهي تتألم مُتعبة من الجوع وطول يومها الأول المليء بالأحداث، انتظرت خروج الجميع وقامت بحَمل أغراضها وخرجت من القاعة ثم من المستشفى الجامعي بأكمله، طلبت سيارة أجرة -تاكسي- وذهبت إلى المنزل

تحدثت بصوت عالٍ
- لقد وصلت أنا جائعة هل الغداء جاهز ؟

ردت والدتها
- تبقّى له عشرون دقيقة

- تباً لمَ لم يجهز بوقتٍ أبكر أنا جائعة جداً وتقولين أنه يجب عليّ الانتظار ؟

- فقط اذهبي لتبديل ملابسك وسيكون جاهزاً، توقفّي عن الصراخ والتذمّر طوال الوقت

توجهّت إلى غرفتها لغسل يديها وتبديل ملابسها، وحين انتهت من ذلك قامت بفتح هاتفها لتصفّح مواقع التواصل الاجتماعي

-آه بالطبع صفر رسائل ولا إشعارات، ما الذي كنت أتوقعه على أي حال؟ لا أحد يهتم-

بعد مرور عشرة دقائق أخرى
- را أونِ هيا تعالي

- حسناً حسناً

ألقَت بهاتفها على السرير بلا مبالاة وتوجّهت لطاولة الطعام حيث تجلس والدتها

بدأت والدتها الحديث

- كيف كان يومكِ الدراسي الأول را أونِ؟ هل سار جيداً؟

- نوعاً ما، لقد كان يوماً طويلاً حقاً، تُهت في ممرات المشفى الجامعي ووصلت لمحاضراتي متأخرة

- لمَ لم تسألي أحداً؟

- لم استطع فعل ذلك، كان صعباً جداً كُنت سأبدو كطفلة في يومها الأول بالمدرسة، أنا لا أريد ذلك

- لن يفكر أحداً بهذه الطريقة، وما المهم أساساً إن قاموا بالتفكير بذلك؟ لن يؤثر عليك على أي حال

- ولكن أنا لا أريد

- أنتِ فقط عنيدة ولا تُصغين لي

- أنتِ لا تفهميني ولن تفهميني أبداً، لا تحاولي الحديث معي بهذه الطريقة ثانيةً، يليق بك أكثر عدم الاكتراث بي والاهتمام بنفسك فقط، لم تهتمي لي قط والآن تمثّلين هذا الدور ؟ لا يليق بك صدقيني

أنهت حديثها وهي تصرخ وبعد أن انتهت بدأت بالضحك باستفزاز

- أنتِ فقط تُفسدين الأمور را أون، تعتقدين أنك الوحيدة التي تُعاني والوحيدة التي تفهم كل شيء من حولها وأن لكِ الحق بمحاسبة الجميع، أنتِ مخطئة، جميعنا نرتكب الاخطاء ولدينا الحق بالتوبة

- أنتِ فقط تقولين ذلك حتى تتهرّبي من المسؤولية، كوني شجاعة لمرة واحدة فقط واعترفي بما فعلتِه وتحمّلي عقابك، أنتِ تستحقين ذلك، أفسدتِ لي يومي، كعادتك تجيدين إفساد الأمور

غريبة الأطوار | JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن