Part 23

554 57 79
                                    


توجّه نحو الموقع على الخريطة، انتهى به الحال أمام إحدى البنايات، صعدَ نحو الطابق السابع كما أخبَرَته والدتها

وضع كلمة المرور ثم دلف إلى الشقة، كان يمشي بحذر لكون الضوء خافت جداً

تنقّل بين الغرف يبحث عنها حتى وجدها أخيراً

في إحدى الغرف الممتلئة بطبقات الغبار وآثار الخراب التي بدا أن حريقاً اندلع بها بسبب وجود الرماد والسواد في أرجاءها

كانت تجلس على الأرض مسندةً ظهرها على الحائط، أمامها تقبع النافذة المفتوحة على مصراعيها تتسلّل منها حبات الثلج، بالإضافة إلى سريرَين أحدهما وضع في زاوية الغرفة

نظرَ إليها ثم اقترب ليجلس أمامها، أمسكَ كفّيها بين كفّيه وأردف
- را أون هل أنتِ بخير؟ 

لم يبدو أنها شَعرَت بوجوده حتى أمسَكَ بها، أزاحت عينيها عن السرير ونظرت نحوه بضياع

قرّبها منه أكثر واحتضنها
- أنا آسف لتأخري را أون

بقيَت بحضنه بسكون لحين شعر بدفء جسدها فابتعد جالساً بجانبها

بعد عدة دقائق أردفت بصوتٍ مكتوم
- أودّ البكاء

لم يكد يُجبها حتى بدأت دموع عينيها تتساقط بصمت

- لا بأس را أون، لا أعلم ما الذي حدث معك ولكنني هنا من أجلك

ربتَ على ظهرها عدّة مرات وبقيَ يخبرها أنه معها، إلا أنها لم تتوقف، بل اشتدّ نحيبها وبدأت تبكي بصوتٍ عالٍ 

كان ينظر لها بينما يعتصر قلبه على حالها

- سيغدو كل شيء بخير را أون لا بأس

واصل مواساتها بكلماته ولكنها استمرت بالبكاء حتى أُنهكَت وانتهت طاقتها، بدا وكأنها سَتسقط مغشيّاً عليها من فرط بكاءها

سألها بعد أن هدأت قليلاً
- هل تشعرين بتحسّن؟

أومأت له

- إذاً هل نعود الآن؟ إنها تُثلج بالخارج

لم تُجبه، لم تملك طاقة للحديث، هي فقط استقامت من على الأرض كما فعل هو

نزع معطفه ليناولها إياه كون الجو بارداً جداً

أردفت بصوتٍ مبحوح
- لا أريده، أنا لا أشعر بأي شيء الآن

- ولكن...

مَضَت في طريقها تاركةً إياه في الخلف، رفع كتفيه بيأس
- لا فائدة منها حقاً

غريبة الأطوار | JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن