𝑨𝒏𝒅𝒓𝒆𝒂 5

197 24 23
                                    








يجلسُ تايهيونق على مَسندِ اليدِ بالمقعد الجلدي الكبير مراقباً النائمِ بعمقٍ ..

فبعدما انتهى مِن العزف وقف منتظراً أن يلتفت إِليه الرجل ملقياً علِيه كلماتهُ كـ هل أحب عزفَ مقطوعتِه او كلماتِ إطراءٍ ترفعُ بِه أسقُف الثِقةِ الى أعالي السماء

لكن الرجُل لم يتحرك من مطرحِه، و زارت الخيبةُ للعازِف الصغِير، خاطياً نحوهُ فرأه غاطاً بالنومِ

و من حِين ذلك الوقتِ و هو جالسٌ على مقربتٍ منه يتأمل حِدة فكه براءةُ ملمحِه تارةً و تارةٌ أُخرى ينقُل نظره لزاويةٍ أُخرى فيرىٰ حِدةٌ شُكلت بها

و على محياه تساؤلات، كيف لشخصٍ ان يحمِل البراءةُ و الطفوله مع الحدةِ و القسوه في معلمٍ واحد ، أهذا هو تعريف الإنفصام ؟

ناقلاً بصرهُ لهالاتِ عينيه السوداء ، واضحٌ كالشمسِ وسط السماءِ أنهُ شديد الإرهاق ..

فأولُ لقاءٍ له بهذا الرجُل اليوم كان واضحاً عليه التعب الشدِيد و غيابُ عقلِه بذلك الكِتاب المقلوب كان دليلاً أنه خارجُ الادراكِ و لربما لم ينم فغريبٌ ان يسقُط نائماً بمكانٍ عام اذا لم يزاوله النومُ في منزله


يبقى تايهيونق متأملاً الرجُل النائم من وقتٍ لا بأس بِه لربما قد مرت نصفُ ساعةٍ أو أقل من ذلكِ بقليل

في عمق انغماسه بتأملِ الرجل تتقدمُ فتاةٌ ذاتَ تنورتٍ بنيةٍ قصيرةٍ لأعلى الركبتين مع كنزةٍ بيضاءِ بشعرٍ طويل عسليٍ مائلاً الى الشقار واضعةٌ كلتا يداها على اكتافِ تايهيونق "مرحباً"  ليشهقَ واقفاً واضعاً كفه على فمه بعينينِ متوسعه و الحُمرةُ اكتست كُل شبرٍ من وجهِ !

يمسك تايهيونق يدها جاراً إياها بعيداً قليلاً ملتقطاً انفاسهُ المسلوبةِ بعد ان افزغتهُ و جعلت رُوحه تتعلقُ بسقفِ حنجرتِه " ماذا دهاكِ لورا كادت روحي ان تصعد السماء!"  و ملامحهُ تحمل الغضب الطفيف من فعلتها المُزعجه

لتأخذ لورا يده ساحبةٌ إياه في عناقٍ تعبيراً عن أسفها له
" أعتذر ولكنك كُنت شديد التركيز بذلك الرجل و لم تلحظني حتى، فأنا من يجب عليه الغضب و الحزن ايضاً ايها الشقي"

ابتعد تايهيونق عن ذراعي رفيقتهُ قائلاً " حسناً حسناً لا تقلبي الطاولةَ علي انا استسلمُ من الأن"  لتهقهقه لورا منتصرةٌ مقتربةٌ من وجهِ و ملامحٌ شقيةٌ على وجها
"تايهيونق لم تخبرني من ذلك النائم الذي كنت تراقبه همم"

يلتفتُ تايهيونق ناظراً الى النائم ثم يعاودَ النظر الى لورا "حسناً انا لا اعرفهُ حقاً فقط انه هو-"

أندريا| TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن