بين عالمين مختلفين السلسلة 5 من قصص السفر عبر الزمن

بارت الخامس

2020

جوليت شعرت بصدمة وألم عميقين، حيث كانت تتجرع مرارة الحب غير المتبادل. أبعدت يد حبيبها عنها بصعوبة، وهو كان يتشبث بها بقوة، ثم نهضت وعينيها ملؤهما الحزن والعتاب. نظرت إليه بعمق، مشحونة بالحزن:

"لماذا فعلت بي هذا؟ ما ذنبي أنني أحببتك؟ لم ألقَ منك سوى الألم والحزن. ليتك لم تعد لي، واستمعت إلى كلماتك القاسية. الآن علمت كم كنت حمقاء لحبي لك وأنت تحب غيري."

مع هذه الكلمات، قررت جوليت أن تأخذ قراراً صعباً: "لن أسمح لك بتعذيبي. سأرفض أمر الزواج. اذهب وتزوج من تحب." كانت تتحدث بكلمات مثقلة بالهم.

تركت جوليت المكان وهربت، ووجدت الوقت متأخراً، حيث كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة. أخرجت هاتفها واتصلت بسائق لتأتي السيارة وتقلها بعيداً.

في صباح اليوم التالي، استفاق جوليان من نومه بتعب شديد، حيث كان رأسه يؤلمه بشدة ولم يتذكر ما حدث بالضبط. نظر حوله بذهول، محاولاً استيعاب كيف وصل إلى هناك، خاصةً بعد أن كان قد وعد نفسه بعدم العودة إلى ذلك المكان. نهض بسرعة، أغلق الباب خلفه، ثم توجه إلى غرفته، استحم وتبدل ملابسه، ونزل إلى الأسفل.

وجد ابيه جالساً على الطاولة يتناول الإفطار، وقرر مغادرة المنزل، ولكن الاب  منعه قائلاً بغضب: "جوليان، تابعني إلى المكتب في الحال!"

تنهد جوليان وذهب خلف ابيه ، ودخلا إلى المكتب حيث أغلق الباب خلفهما.

جوليان : "ماذا تريد، يا أبي؟ إذا كان نفس الموضوع، فأفضل أن تذهب."

رد الأب: "نعم، نفس الموضوع. تجرأت على فعل شيء لم أتوقعه منك. سأراقبك ولن أقبل أي تقصير منك، ما حييت."

جوليان: "أبي، لماذا تصر على هذا؟ أنا..."

أجابه الابن: "اسمع، لقد تركتك تفعل ما تشاء كل هذه السنين، ولم أضغط عليك في أي موضوع، حتى في أمر إدارتنا للشركة، حيث تركتك تتخذ قراراتك بنفسك. لكن الآن، أطلب منك، بل أتوسل إليك، أن لا تحرجني مع رفيقي. لقد وعدته بأن ابنته ستكون من نصيبك منذ سنوات، لكن لم أتحدث بالأمر من أجلك. والآن، الفتاة أصبحت في سن الزواج. لذا، يجب عليك أن تقرر الآن: هل توافق على طلبي، أم تتخلى عن عائلتك؟"

جوليان كان مشتعلاً بالغضب من الداخل، ووجد نفسه بين خيارين صعبين. لم يكن لديه خيار سوى الاستجابة لرغبة والده. لم يكن يستطيع التخلي عن ولده، رغم أنه كان يشعر بالمرارة والغضب تجاه جوليت.

تنهد قائلاً: "حسناً، موافق على الزواج منها." ثم ترك المكتب وخرج بسرعة، محملاً بالغضب والمرارة.