بين عالمين مختلفين السلسلة 5 من قصص السفر عبر الزمن

البارت الاول

في ذلك القصر المهيب،

ساد الصمت المترقب وكأن الأنفاس قد حبست في الصدور، كل الأنظار تتجه نحو الغرفة حيث دوت صرخة الحياة الأولى. خلف الأبواب المغلقة، كان الجميع يقفون بقلوبهم قبل أجسادهم، ينتظرون بشغف وقلق ما ستحمله القابلة من أنباء.خرجت القابلة، وجسدها يرتجف برهبة وهي تقترب من الإمبراطور. رغم توترها البادي على وجهها، حاولت السيطرة على نفسها. انحنت أمامه باحترام وقالت بصوت يرتجف
:"مبارك مولاي... لقد أتى ولي عهدك، الملكة أنجبت صبيًا.
"

لحظات صمت قاتل مرت قبل أن يتفجر الإمبراطور بضحكة عارمة ممتزجة بالدموع. أخيرًا، بعد سنوات من الانتظار والمحاولات المضنية، جاء وريث العرش! كان هذا اليوم الذي حلم به طويلاً، اليوم الذي ظن أنه لن يأتي أبدًا. فقد خابت آماله مرارًا، وتلاشت أحلامه بولي عهد حين أنجبت جواريه 13 فتاة، كان وجودهن بالنسبة له كأنه لعنة تُلقى عليه. تمنى كثيرًا التخلص منهن، فلم يكن يراهن سوى رمزًا للضعف، أما الآن... الآن فقط، جاء من يحمل اسمه وإرثه.

وفي قلب القصر، كانت الملكة تتنفس ببطء، وعيناها تغشاهما الغموض والخوف. رغم الفرح الذي غمر الجميع، كانت هي تعيش في دوامة من الرعب. كانت تعلم جيدًا مصير من تلد فتاة في هذا القصر. كانت تشعر بعبء ثقيل يضغط على صدرها منذ اللحظة التي حملت فيها. كانت تخشى أن تنجب فتاة أخرى وتُلقى في هاوية الإهمال مثل أخواتها، تسير في ظلال الحرمان والعزلة.