لتشعر هوري بالبرد يعصفُ بالغُرفةِ فجأة وشعور بالثقل اجتاح أوصالها وكأن هناك من قيدها بالسرير لتهلع وتنظر حولها عن مسبب ما يحدث ليعلق نظرها على مكتبها ويُفتحُ فمها بذهول ورعب...
"من انت؟!وماذا تفعلُ فِي مَنزِلي؟!"
"قَد حذّرتُكِ مِن المُحاولة، ولَكِنكِ تجاهَلتِ أجمع تَحذِيراتِي" همس ذاك الكيان ذا الأعيُنِ الحمراء القابع على مكتبها جالسًا بأريحيةٍ تامةٍ وكأنهُ بيتُ والِدته مثلًا
"حسنًا هذا لم يُفسر لي من انت" ردّت هوري بتملل
"أنا ليس لي تعريف، ولكني مُعرّف"
"لَستُ بِمَخلوق، ولكنني بكائن"
"لستُ بأحدٍ تعرفينه، و لكن كُتِبَ عليكِ التعامُل معي"نبس بتِلكَ الجُمل وهو على مكتبِها وبدأ بالترجُلِ عنه بِرويةٍ و توجه نحو سريرِها بخطواتٍ بطيئةٌ كالساعاتِ، تنهي المسافةَ بينهما كالثواني!
"اذا اردتي التجربة فحاذري عاقبة عنادك يا صغيرة"
أخبرها بفحيحٍ وهو على بُعدِ ريشةِ طيرٍ منهاكان هُناكَ تواصلًا بصريًا بينهما
هي بأعُين متحديةٍ جريئة، وهو بأعُينٍ مُحذِرة ناهيةتبين لهوري مع اقترابِه أنّهُ بِلا هيئة
كيانٌ أسودٌ وأعينٌ حمراء منطفئة ، ذا صوتٍ مألوف غير غريبٍ عليها"لا تتسائلي كثيرًا، فظهوري قريب"
"ولا تفكري كثيرا فإيجادي مميت"
"ولا تنتظريني فغيابي مقيت"قال كلماته المريبة تلك وهو يتراجع نحو مكتبها ومازال يُحدق بها حتى جلس على المكتب واختفى
كأنه لم يكن له وجود !!
تمعنت هوري بمكتبها مرةً أُخرى حتى تتأكد من غيابِه لتجد أن لا أثر له... كأنه غُبارٌ ونُفِض
لتصيبها حالة من عدم الإستيعاب والصدمة لتقف فجأةً وبدون سابق إنذار تتجه نحو المكتب لتجد انه كان جالسًا فوقَ الكِتاب المفتوح على الصفحة المائة واحدٌ وخمسون وهناك علامة سوداء على السطر الأول
لتهلع هوري خارجةً من غُرفتِها متجهةً لغرفة لين لتدق الباب حتى سمعت 'ادخل' خافتة لتفتح الباب وتجد لين ممدة على سريرها وتنظر لها بنعاس
"ماذا هناك ري؟ " سألتها لين بنصف عين من كثرة نعاسها"حظيت بكابوسٍ" في بثٍ مباشر -قالت هوري الجزء الأخير في داخلها "هل يُمكنني النومُ معكِ؟"
"حسنًا لا بأس" ردت لين وهي تفسح المجال لهوري بالنوم بجانبها فاستلقت هوري وغطت نفسها بالغطاء المنفوش الناعم لتشعر بجفنيها يثقُلان لتنام بِعُمق
-في الساعة السادسة صباحًا-
استيقظت لين على مُنبهها اللطيف لتستقيم من على سريرها تجد هوري بجانبها
أنت تقرأ
لا مَـهـرب
Mystery / Thrillerحيـث لا مَهـرَب لـها من بُـعدهـا المُـوازي سـوى بـبطَاقَـةٍ واحِـدةٍ وحـيثُ لا مَهـربَ لـهُ مِـن مَـتاهَـتِـها سـوى بـحـلهـا كِـيم نَـامجُـون مِيـن هُـوري الغلاف من صنع اللطيفة : @_wilxe #25 الأبعاد