لا مَـهـرب

✨الـفَـصـلُ الـسَـابِـع✨

-وِجهَة نَظر هُوري-
شَعرتُ بِذاتي تهوي إلى الأسفل وسط الظلام الحالك ذا اللانهاية ومُنعَدِم البداية

ما عُدت أرى ذاك الباب الذي أُغلِق بِعُنفٍ مِما أدى إلى إصدار صوتٍ هادِرٍ كالرعدِ أدخَل الرُعب لِقلبي 

لأشعُر فجأةً بملامسةٍ عنيفةٍ بين ظَهري وأرضيةٍ ما لأُزمجرَ بألم من الاحتكاك المُفاجئ الذِي لم أَحسِبَ لَهُ حِسابًا

"أينَ أنا؟!!!" صرَختُ بِعُلوِ صوتي حين وجدتُ ذاتي داخل ما يبدو مثل متاهةٍ من السواد القاتم

"أخرِجني من هُنا أيُها الصُعلوك القذر!!" صِحتُ قاصدةً ذلك العجوز الهَرِم الذي تسبب بقذفي إلى هذا المكان العجيب

"هَل مِن أحدٍ هناك...سيد هِنري؟ سام؟ أيُ أحد؟؟" نادَيتُ بقلقٍ من سُكون المكان التام والذي يَدفع القلق لأن يَتغلغلَ بعروقِكَ

"مَرحبًا بكِي مرةً أُخرى، هوري الطفلة الفضولية " سَمِعتُ صوتًا يُنادي بإسمي لألتفت وأُصدَم مِما رأيت

فجأةً وجدتُ ما كان في الثانِيةِ الماضيةِ سوادًا وظلامًا لا أول لهُ ولا آخِر انقلب إلى ما يُشبهُ الشوارع في المُدُن الكَبِيرة ولَكن كان هُنالِك عيبًا وحيدًا ألا وهوَ

أن المَكانَ بِأكمله يُشع باللونِ الأحمر البراق
أقربَ لِلونِ النيران الوهاجة

"على ما يَبدُو أننا التقَينا مُجددًا...مرةً بِعالَمِكِي ومرةً بِعَالَمي" قال شَخصٌ ما مألُوفةٌ هيأَتُه ومألوفٌ صوته

"لِأُذكِرُكِ بِذاتي.. انا الذي لا تَعريفَ لهُ ولَكنُه مُعرَّف لَكي

انا الغَيرُ مَخلوقٍ ولَكنني بِكائِنٍ يكُون بحياتِكِ

لَستُ بِشَخصٍ تعرفينه ولَكِن كُتِب عليكِي التعامُلُ مَعي

ومَا جدَّ علَيكِي مِني أني عابِثٌ بحياتِكِ وما أنتِ بِمُتنبِئةٌ بِعبثي

فأهلًا بكِ عَزيزتي حَيثُ لا مَهرَب لكي مِن أبعادِي إلا بِبطاقةٍ واحدةٍ"

شَعرتُ بِكلِماتِه تخترقُ عقلي بطريقةٍ مؤذِيَة
ذاك الذي يجلسُ على عرشٍ أسود في نهاية الطريق الذي انظُر إليه بِذُهولٍ مُمتَزِجٍ بالرُعب مِما أنا بِه

ذاك الكيانُ الأسود ذاك العينان الحمراوتان المُنطفِئتان

"أوه! أهلًا سيد شَبح أسود كيف حالُك؟ " سألتُ بنبرةٍ استهزائِيةٍ من الوضع الذي انا بِه
"أم عليَّ القول أهلًا سيد هِنري؟!"

"مازِلتي فضولية ومُغامِرة يا صغيرة...لَكن لِلأسف انا لستُ السيد هِنري" ردَّ علي ذَلِك الشيئ الغريب مُنعِدم الهوية وذا اللاهَيئة