VIII

73 14 8
                                    

الفَـصـل الثَّـامِـن
"هرُوب"

.
.
.
.

.....................

في أحد العصور اليونانية القديمة كان يوجد صياّد فقير وزوجته اللئيمة التي كانت تلومه دومًا على فقرهم وكيف أنه السبب في ما هم به من قحط، ذهب الصياد بيومٍ ما ليصطاد وفرح عندما اصطاد سمكة جميلة، لكن وهو يُفكر في ثمنها تحدثت وأخبرته انها سمكة سحريّة وسوف تحقق امنياته إذا تركها، والرجل الطيب تركها بدون مقابل وذهب للبيت يحكي مغامراته لزوجته، فغضبت منه وأخبرته أن يعود للسمكة كي تجعلهم يعيشون حياة أفضل وبالفعل ذهب فاعطته منزلًا أكبر ثم قصرًا ثم جعلت زوجته ملكة ثم إمبراطورة وكل هذا والسمكة لم تتذمر، لكن الزوجة كانت جشعة لأقصى حد فقد عذّبت زوجها المسكين وتبرأت منه، وعندما أزعجتها أشعة الشمس وعلمت أنها لا تستطيع التحكم بها توددت لزوجها ثانيةً ليذهب للسمكة ويجعلها آلهة!

ولكن لسوء حظها علمت السمكة أنها مهما أعطتها لن ترضى لذلك اخبرت الصيّاد أن يعود وهي سوف تعطيها ما تستحق، وعاد الصياد فوجد بيته القديم وملابسها الرثّة وأخبرها بما قالته السمكة فجنّ جُنونها وذهبت لتبحث عن السمكةِ في البحر حتى غرقَت.
بسبب طمعها بكل شيء ماتت وأصبح لديها لا شيء.  


.....................





الجشع هي الكلمة الوحيدة التي كانت تستطيع وصف لوسيوس، مهما كان حجم ما يملك فهو دائمًا مُتعطش للمزيد، ليس لأنه يريد أو أنه يحتاج هذا الشيء؛ كلا لكن فكرة امتلاكه دون غيره تجعله ينتشي إلى حد كبير وتملئ جنون العظمة داخله .. قاسي، جشع، بلا رحمة، قاتل كلها كانت صفات تجتمع داخل هذا الإمبراطور..

وما بالك بشخص بلا قيمة -بالنسبة له- يأتي بكل برود ليطلب منه شيء يمتلكه بدون أدنى مسئولية، هذا جعل الشرار يتطاير من عينيه وأشعل اللهب داخل صدره..الجميع أصبح في غاية الرعب لهذه الحالة التي وصل لها، يتوسلون للإله أن يُبعد عنهم بطش هذا الإمبراطور الهائج الذي يستمر بترديد أماليا لي وحدي، هي لي وحدي بدون توقف وهو يسير داخل ممرات القصر مُتوجه لجناحها..

لكن كما يبدو أن جام غضبه سيُصب على هذه المسكينة التي تبكي منذ علمت ما حدث مع آريس وبجانبها سيلين تُربت على كتفها كطريقة للمواساة..

وبهمجية لا تليق إلا به اقتحم الجناح مُفزعًا أماليا وجعلها ترتجف من الخوف..

وبإدراك حاولت مسح دموعها التي ذرفتها حُزنًا على حبها المستحيل،

لكن عينيها المتورمة كانت تحكي كل شيء

"هل تبكين عليه؟!"

wild Flower | زَهرَةٌ برِّيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن