استيقظتُ في يوم جديد على صوت جدتي الجهوري
"يا بختي السيء.. أستنامين اليوم بطوله ؟ إنها الساعة التاسعة صباحًا، الخراف لن تضع القش لنفسها ..قومي هيا"
وكالعادة صراخ جدتي هو أول ما يخترق أذني كل صباح ، استقمت من على السرير ذاهبةً إلى المرحاض
غسلت وجهي وتوضأت، صليت الصبح ثم ذهبت أُمشط شعري الأسود الطويل تاركةً إياه منسدلًا، ووضعتُ فوقه وشاحي الأسود ، وخططتُ بالكحل الخاص بي خطًا أسودًا داخل عيناي ليبرزهما كما أحب
خرجت من غرفتي فوجدت جدتي تقف في المطبخ تغلي الحليب، نظرتُ لها بإستغراب
"أحلبتي البقرة؟"
قالت بتأفأف
"وهل سأنتظر الأميرة لتستيقظ وتحلبها؟ لا يمكن الاعتماد عليكِ أبدًا"
قلبت عيني وألتزمت الصمت، فلا طائل من الجدال معها
أخذتُ المغرفة أغترف لي كوب من الحليب الساخن، و أخذتُ بجانبه قرص فطيرة عجوة مما تصنعهم جدتي ، جلستُ على السفرة الخشبية آكل طعامي بصمت
ولكنني قطعتُه على أي حال قائلة
"أين خالي ؟"
"خرج ليوصل بضاعة أم سامي إلى القاهرة ، فأبنها أُصاب بالرشح الحاد ولم يستطع توصيلها، خافت هي أن تبور البضاعة لذا أخذها فتحي ليوصلها لها"
أومأتُ وأنا أكمل أكل طعامي
"خيرٌ ما فعل..متى سيعود؟"
"لا أعلم .. من هنا إلى القاهرة أربع ساعات على الأقل، فلا علم لي إن كان سيعود اليوم أم غداً"
"ليبارك الله في صحته"
"آمين"
وهنا رفعت جدتي يدها تؤمن لكلامي بصدق و نبرة الحب لا تُخفى من صوتها ..
بالطبع في عينها هو ابنها الوحيد ، لا تملك سواه في هذه الدنيا لذلك تحبه وتخاف عليه كمقلة عينيها.. وكأنها لم تنجب في الدنيا سواه
امتعض وجهي بسبب أفكاري و أنا أُنهي آخر لُقمة من فطيرة العجوة بيدي
"هل انتهيتي الآن؟ قومي هيا ضعي القش للخراف ونظفي حظيرة الدجاج "
مسحتُ يدي في جلابيتي ذاهبة إلى حديقة المنزل الخلفية، أقوم بمهامي اليومية
حتى جاء من يخفق قلبي لأجله..
'حِمدان'
باغتني بصوته من الخلف
"أستنظفين حظيرة الدجاج أنتِ أيضًا؟"
إلتفتتُ بسرعة إليه أُشدد على وشاحي الذي يغطي جزء من شعري وجسدي ، لأقول والابتسامة لا تفارق شفتاي
أنت تقرأ
ابنة فِــيريال
Romansaيذمونني حين يقولون "يا ابنة فيريال" ويمدحونني حين يقولون " يا ابنة سِتُّهم" كم هم غريبون أبناء قريتي؟ أيظنون أن تكنيتي بإسم والدتي عار؟ و تكنيتي بإسم جدتي شرف؟ يالهم من عديمو الشرف.. حسنًا؟ أيشبهونني ب"فيريال" ؟ إذًا فلأكن لهم فيريال حقًا ..! ____...